السلطات اللبنانية تباشر في عرسال ترتيبات مغادرة عناصر النصرة إلى إدلب

تباشر السلطات اللبنانية أعمال وترتيبات مغادرة القوافل التي تضم العشرات من عناصر جبهة النصرة “هيئة تحرير الشام” مع عائلاتهم من جرود عرسال إلى محافظة إدلب بالحافلات التي أرسلها النظام...
حافلات أرسلها النظام السوري إلى عرسال لنقل عناصر جبهة النصرة إل إدلب بموجب اتفاق مع مليشيا حزب الله
تباشر السلطات اللبنانية أعمال وترتيبات مغادرة القوافل التي تضم العشرات من عناصر جبهة النصرة “هيئة تحرير الشام” مع عائلاتهم من جرود عرسال إلى محافظة إدلب بالحافلات التي أرسلها النظام السوري، حيث طلب الآلاف من النازحين السوريين الانضمام إلى الاتفاق.
وإذا سارت عملية التبادل كما كان مخططا لها، فإن مسلحي النصرة سيكونون اول المغادرين في قوافل مع عائلاتهم.، بأسلحتهم الخفيفة على أن يتم إطلاق أسير من مليشيا حزب الله لدى النصرة مقابل كل دفعة تغادر إلى الداخل السوري.
ووصل عدد الراغبين بالخروج من مخيمات النزوح السوري في عرسال وجرودها إلى عشرة آلاف و700 من المسلحين والمدنيين السوريين، بحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، التي لفتت إلى أن النصرة رفعت إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية والهيئات الدولية قوائم بـ7800 اسم ممن يرغبون بالخروج إلى إدلب، فيما رفعت سرايا أهل الشام أسماء ثلاثة آلاف من مسلحيها وعناصرها ممن يرغبون بالانسحاب إلى بلدة الرحيبة السورية في القلمون الشرقي. وستتم عملية تطبيق الانسحاب خلال الساعات الـ24 المقبلة.
وقالت مصادر لبنانية إن الباصات الخضر التي ستقل المسلحين ستأتي من الجانب السوري وتحديدا من بلدة فليطا السورية وصولا إلى رأس وادي الخيل في الجرود اللبنانية حيث يتجمع المسلحون وعائلاتهم الموجودون في وادي حميد للعودة من الطريق نفسها إلى إدلب. إلا أن مصادر اتحاد الجمعيات الإغاثية المحلية إن عدد هؤلاء عاد وانخفض الى 6500 اسم مسجلين على قوائم النصرة.
هذا فيما غادر 350 مسلح من سرايا أهل الشام، لا علاقة لهم ببنود اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله والنصرة كونهم كانوا امتنعوا عن مقاتلة الحزب وعلى علاقة جيدة معه ومع الجيش اللبناني الذي لا يصنفهم إرهابيون كتنظيمي النصرة وداعش. وسينسحبون مع أسلحتهم وآلياتهم إلى بلدة الرحيبة في القلمون الشرقي السوري، وبذلك يبقون قريبين نسبيا من قراهم في القلمون الغربي.
وكان الإعلام الحربي التابع لحزب الله قد أعلن العثور على ملالة تعود للجيش اللبناني من نوع M113 كان مسلحو النصرة استولوا عليها خلال معركة عرسال عام 2014. ورفع مسلحو الحزب على الملالة لافتة كتب عليها تحية للعقيد في الجيش اللبناني الذي استشهد في المعركة في ذلك التاريخ.
إلى ذلك، كشف أحد مسؤولي مخيمات النزوح في عرسال أن عدد النازحين الذين يرغبون الانضمام إلى قوافل العائدين إلى إدلب وسجلوا أسماءهم في لوائح العودة وصل مجموعهم إلى 9 آلاف نازح، وجلهم من غير عائلات النصرة وهم من المدنيين الذين لا ينتمون إلى أي فريق مسلح. إلا أن هذا العدد تراجع ليلا ليستقر على 6400 مسجل وانسحب الباقون على وقع سجالات سادت المخيمات واجتماعات بين العائلات وتضارب في الآراء.
وقال المسؤول إن بعض الناس اعتقد لوهلة أولى أنه يستطيع من إدلب المغادرة إلى تركيا وبالتالي إلى حياة أفضل، وبعض آخر أراد العودة على خلفية الحنين للبلد، إلا أن وجهة النظر الأخرى كانت تركز على الخشية من أن يحسب العائدون على قوائم النصرة وهم ليسوا منها وأنهم إذا ذهبوا إلى إدلب فلن يتمكنوا بعد ذلك من العودة إلى القلمون الغربي وكأن في الأمر عملية ترانسفير، كما أن الذهاب إلى إدلب يعني التعرض من جديد إلى التقاتل الداخلي الجاري بين الفصائل السورية فضلا عن إمكان التعرض لقصف من القوى المنخرطة في ضرب النصرة.
وأضاف أن الناس المترددين أجمعوا على أنهم لا يريدون أن يكونوا دروعا بشرية لمسلحي النصرة أثناء انسحابهم، فقرروا البقاء في مخيمات عرسال. مشيرا إلى أن اتفاق وقف النار وبنوده أوجدت نوعا من اللهفة والحماسة لدى النازحين للعودة، لكن بعد شرح الوضع الذي سيضعون أنفسهم فيه تراجع كثر ممن سجلوا أسماءهم للانتقال إلى سوريا وعادوا إلى حياتهم الطبيعية في المخيمات.
وكان مسؤولو المخيمات، وعددها 110 مخيمات، قد وجهوا رسالة إلى وزير الدولة لشؤون النازحين “معين المرعبي” خلال هجوم حزب الله على عرسال، يطلبون فيها تسوية أوضاعهم لدى الأمن العام اللبناني، وتنقية ملفاتهم الأمنية إثر انتهاء المعارك والاتفاق بين الحزب والنصرة.
أقسام
أخبار

أخبار متعلقة