3 آب، 2017 237 مشاهدات
تعهد كبير الدبلوماسية التركية، اليوم الخميس، بتجريد المتشددين المناهضين للحكومة الصينية من أي امتيازات سبق للحكومة التركية أن منحتهم إياها، مما يشير إلى تعاون أوثق وموقف أكثر صرامة ضد المسلحين المشتبه فيهم من الإيغور الذين ينتمون إلى منطقة شينجيانغ الصينية، والتي كانت تمثل واحدة من أكبر تعقيدات العلاقات الثنائية بين أنقرة وبكين على مدى عقود خلت.
حيث صرح وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” للصحفيين خلال زيارته لبكين أن حكومة بلاده ستتعامل مع التهديدات التي تواجه الأمن الصيني باعتبارها تهديدا لنفسها، وأنها لن تسمح بأي “نشاط معاد للصين داخل تركيا أو الأراضي التي تسيطر عليها تركيا”.
جاءت تصريحات جاويش أوغلو عقب اجتماع ومصافحة دافئة مع نظيره الصيني وانغ يي وسلطت الضوء على تغيير صارخ في لهجة أنقرة خلال السنوات الأخيرة فيما يتعلق بالأقلية العرقية المسلمة التي تعاني من اضطهاد ممنهج منذ عقود في إيغور الصينية، وهي أقلية تركية تتقاسم الكثير من العلاقات الثقافية واللغوية مع الأتراك الأناضوليين.
وحتى وقت قريب، كانت العلاقات بين أنقرة وبكين تعاني من انعدام الثقة إلى حد كبير، وخصوصا بسبب دعم تركيا للمعارضة السورية خلال الثورة السورية ضد بشار الأسد، حليف الصينيين، وإيواء اللاجئين والمعارضين الإيغور.
ولطالما اتهمت منظمات حقوق الإنسان الدولية الصين بقمع ما يقرب من 10 ملايين نسمة من أقلية الإيغور مع فرض قيود صارمة على اللغة والثقافة والدين وتأجيج دوامة من الاستياء والتطرف في صفوفهم. وكان المئات في شينجيانغ قد قتلوا في اشتباكات عنيفة مع السلطات الصينية خلال السنوات الأخيرة.
وقد فر الآلاف من الإيغور من الصين خصوصا خلال السنوات الأخيرة إبان حقبة حزب العدالة والتنمية وطلبوا اللجوء في تركيا، كما سافر كثيرون منهم إلى سوريا للانضمام إلى الجماعات الإسلامية المتشددة أو بحثا عن منزل جديد وحياة جديدة تم وعدهم بها من قبل التنظيمات الإسلامية التي باتت تتصدر المشهد في سوريا سواء داعش أو القاعدة.
ولأجل هذه الظروف والمعطيات ضغطت الصين على حلفاء من بينهم روسيا وسوريا لتبادل معلومات استخبارية حول المسلحين الإيغور الذين يقاتلون أو يقيمون في سوريا، والمساعدة في تجنب عودتهم الى الصين والعمل على قتلهم والتخلص منهم في سوريا بأي شكل.
جاويش أوغلو أيد الجهود الصينية ومساعيها للخلاص من الإرهابيين الذين يهددون أمنها، مضيفا أن تركيا ” تقدر كاملا جميع الإجراءات التي اتخذتها الصين” في مكافحة تنظيم داعش، وكذلك التوصل إلى تسوية سياسية تنهي الحرب السورية.
ومن جانبه قال وانغ إن “تعميق تعاوننا في مكافحة الإرهاب والأمن هو الجزء الأساسي” للعلاقات بين البلدين.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد اتهم في عام 2009 بكين بارتكاب “إبادة جماعية” تجاه الإيغور، كما اشتبكت حكومتا أنقرة وبكين مرة أخرى في عام 2015 عندما قدمت تركيا اللجوء إلى لاجئي الإيغور المحتجزين في تايلند عندما طالبت الصين بعودتهم إليها.
ولكن منذ ذلك الحين، انتعشت العلاقات الصينية التركية بسرعة وسط إعادة تنظيم السياسة التركية حيث عززت حكومة أردوغان علاقاتها وشراكاتها مع الصين وروسيا على حساب التوجه نحو أوروبا الذي فقد الأتراك أي آمال لهم فيه وسط خلافات حول حقوق الإنسان وقضايا أخرى تتعلق بالعداء الأزلي بين الأوروبيين والأتراك.
وقد أعربت الصين عن انفتاحها تجاه انضمام تركيا إلى منظمة شانغهاي للتعاون، وهي تحالف أمني يضم روسيا والعديد من دول آسيا الوسطى التي تعتبر موازنا لحلف الناتو.
كما دعمت تركيا وروسيا العديد من المبادرات الصينية الرئيسية بما فيها مشروع الحزام والطريق في “شي جين بينغ” لتطوير البنية التحتية التي تمتد حتى القارة الأوروبية، والتي كانت القوى الغربية قد أوقفتها في البداية متخوفة من نتائجها التي ستفرض سيطرة اقتصادية صينية لا يمكن مواجهتها.
أقسام
أخبار