3 آب، 2017 349 مشاهدات
تخشى روسيا من تدهور علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد اتهامها الرئيس دونالد ترامب توقيع قانون اقترحه الكونغرس يحافظ على العقوبات المستمرة منذ سنوات ويمنعه من إصدار أي قرار يناقض هذا القانون فيه تخفيف أو وقف للعقوبات، ووصفت موسكو ذلك بالأمر غير الجائز وغير المقبول ومهددة بالتصعيد في الوقت المناسب.
وقال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف على حسابه في موقع فيسبوك إن هذا التشريع هو “إعلان حرب اقتصادية كاملة على روسيا” يمكن أن تستمر “لعقود”. وقال أيضا إن إدارة ترامب “أظهرت ضعفها الكامل” من خلال التوقيع على القانون وأن “العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة ستكون متوترة للغاية”.
ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية إن روسيا التي ردت بالفعل على القرار الأمريكي بخفض عدد العاملين في بعثتها الدبلوماسية بنحو الثلثين، معلنة أنها قد تتخذ “إجراءات مضادة” أخرى.
ويعزز القانون الأمريكي الأخير الإجراءات العقابية المفروضة على التدخل الروسي في أوكرانيا والتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية العام الماضي، ويفرض الكونغرس بموجب القانون منع ترامب من رفعها بقرار رئاسي. وبهذا القرار انتهى أمل روسيا في أن يتمكن “الملياردير المغامر” الذي تحول من عالم الأعمال إلى عالم السياسية، من الوفاء بتعهد حملته “العمل مع الرئيس فلاديمير بوتين وبدء صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين قائمة على الشراكة والتعاون”.
أكد ذلك فيودور لوكيانوف، الذي يرأس مجلس روسيا للسياسة الخارجية والدفاع، وهو فريق استشاري في الكرملين، حيث قال إن “الآمال انتهت بالفعل حتى لو كان هناك شعور متبقي بأن ترامب، إذا ما سمح له بذلك، سيتصرف بشكل مختلف”.
ومن جهته، ظل بوتين صامتا إزاء قرار ترامب بتوقيع القانون خلال زيارته لمنطقة الشرق الأقصى الروسية، اليوم الخميس، بينما رفض المتحدث باسم الكرملين “ديمتري بيسكوف” مناقشة انتقاد ميدفيديف للرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحفي في موسكو صباح اليوم.
أما أندريه كورتونوف، رئيس مجلس الشؤون الدولية الروسي، وهي مجموعة بحثية مقرها موسكو وتتبع الكرملين، فقال إن روسيا ستحاول الحفاظ على بعض التعاون مع الولايات المتحدة في المجالات ذات الاهتمام المشترك مثل سوريا حيث اتفقت الدولتان الشهر الماضي على وقف لإطلاق النار بالقرب من الحدود مع إسرائيل والأردن.
على الرغم من أن القانون الأمريكي الأخير لا يوسع العقوبات بشكل كبير، فإن السلطة التي يمنحها الكونغرس لعرقلة التحركات الرئاسية لتخفيفها تعني أنه من المحتمل أن تظل قائمة لسنوات.
وحتى قبل توقيع القرار الأمريكي انخفض الروبل الروسي بنسبة 3 في المئة تقريبا مقابل الدولار هذا الأسبوع، حيث كان مشروع القانون ينتظر توقيع ترامب، مع توقعات بانخفاضات أكبر في الفترة المقبلة.
وفي حين أن التأثير الاقتصادي المباشر على القرارات الأمريكية تظل محدودة، فإن القيود المفروضة على وصول روسيا إلى التمويل والتكنولوجيا الغربية يمكن أن تضع حدا على آفاق النمو الباهظة أصلا في البلد، حيث تظهر المؤشرات مرور الاقتصاد الروسي بأطول فترة ركود غير مسبوقة.
وقال بوتين خلال مقابلة على التلفزيون الحكومي يوم الأحد الفائت إن روسيا ستمتنع عن اتخاذ المزيد من الخطوات الانتقامية بشأن العقوبات في الوقت الحالي، مع أنه “إذا حان الوقت، يمكننا النظر في خيارات أخرى للاستجابة”. وقال مشرعون روس إن ذلك لا يعني أن بوتين لن يسعى إلى توجيه ضربات للولايات المتحدة بطرق أقل مباشرة.
وقال أندريه كليموف، نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي “في بعض الأحيان لا تحتاج إلى إعلان العقوبات ولكن يمكنك التصرف بطريقة يفهمها الجميع دون الحاجة إلى التفوق”.
كما قال أوليج موروزوف، وهو عضو آخر في نفس اللجنة، إن روسيا قد تعاقب الشركات الأمريكية العاملة في البلاد وتسعى إلى مواجهة المصالح الأمريكية في أجزاء أخرى من العالم، وعلى الرغم من ذلك فإن الرد الروسي سيكون “رمزيا” وسيحاول الكرملين عدم حرق جميع جسوره مع ترامب.
أما تيموثي آش، الخبير الاستراتيجي في إدارة الأصول في “بلويباي” فقد أكد أنه “في نهاية المطاف”، على الرغم من كل النشوة في موسكو بعد انتخاب ترامب، فإن النتيجة النهائية هي نظام عقوبات أمريكي هو الأكثر عدوانية وشراسة والذي يتوقع له أن يلحق بروسيا أضرارا أكبر من أي وقت مضى”.
تقرير لإيليا أركيبوف – بلومبيرغ
ترجمة خاصة
تقرير لإيليا أركيبوف – بلومبيرغ
ترجمة خاصة
أقسام
من الانترنت