6 آب، 2017 551 مشاهدات
اعتبر الدكتور محمد خالد الشاكر، عضو تيار الغد السوري، الاتفاقات التي تم توقيعها مؤخرا في القاهرة، وقضت بإعلان وقف لإطلاق النار في الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي، خطوة أساسية للحل النهائي الذي يتطلع إليه السوريون.
حيث أكد الدكتور محمد خالد الشاكر أن ما تحدث به السيد أحمد الجربا، رئيس تيار الغد السوري، يأتي في سياق الثوابت التي يقوم عليها التيار، وهي الرؤيا الواقعية للحل في سوريا، وأيضا في سياق الثوابت التي يؤمن بها على صعيد عقيدته السياسية على المستوى الشخصي. مشيرا إلى أن الجربا هو أول من ذهب إلى جنيف1 وأول من حمل لواء الحل السياسي حين كانت بعض الأطراف الراديكالية تعتبر الحل السياسي داخل الوطن السوري الواحد خيانة أو جريمة، ولذلك فإن ما تحدث به الجربا يأتي في سياق طبيعي وتاريخي ينطلق من أهداف التيار الذي ينظر إلى حل الأمور في إطار واقعي بالنسبة إلى وقف إطلاق النار ووقف نزيف الدم السوري المستمر منذ ست سنوات، كما ينطلق كلام الجربا من عودة الملف إلى حضنه الطبيعي “مصر” حيث أمن سوريا من أمن مصر والعكس صحيح. مصر التي لم تتورط في الدم السوري، وهو ما أشار إليه رئيس تيار الغد أيضا.
ولفت الشاكر، خلال تصريحات إعلامية، إلى أن اتفاق الهدنة في ريف حمص الشمالي والذي تم توقيعه مؤخرا في القاهرة راعى، مثل الاتفاق الذي سبقه عن الغوطة الشرقية، جميع الأمور الإنسانية، كما نص على انتشار الشرطة العسكرية الروسية على خطوط التماس، هو ما سيسهل دخول المساعدات الإنسانية ونقل الجرحى، والإجراءات التنفيذية سوف تبدأ منذ “الغد” الأحد بضمانة روسية ووساطة من تيار الغد السوري ورعاية مصرية، وأهم ما في اتفاقي الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي أنه لا يجري بموجبهما تهجير أو تغيير ديمغرافي للسكان كما حصل في بعض الهدن السابقة أو “الصفقات” من بعض الجهات الإقليمية التي غيرت البنية الديمغرافية لسوريا، وإصرار مصر على هذه المسألة يعني خوفها على سوريا ووحدتها أرضا وشعبا.
وقال الشاكر إن هدنتي الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي اللتين أبرمتا برعاية مصرية تأتيان ضمن السياق الطبيعي لحل الأزمة في سوريا، و”نعتبر قد وضعنا أقدامنا على الطريق نحو مفاعيل حقيقية لوقف الصراع السوري ووقف حالة الاقتتال والانتقال إلى مرحلة العملية السياسية، ولا عملية سياسية بدون إيقاف نزيف الدم وإيقاف صوت الرصاص.
وعن المشاكل التي قد تطرأ بعد وقف إطلاق النار والدخول في التفاوض بين تيار الغد السوري والمعارضة السورية المعتدلة الأخرى وبين النظام، قال الشاكر إن تيار الغد السوري هو تيار معتدل يحاول أن يقرأ القضية السورية بواقعية، ومفاوضات جنيف الخمسة الأخيرة أصبحت أشبه بمنصات إعلامية لم تقدم أي شيء يذكر، والإشكالية فيها هو الفشل المتكرر وتحييد الأدوار وبداية أدوار جديدة، وهذا مفهوم ثابت في العلاقات الدولية. وسوريا عانت كثيرا من الفشل على مدار 6 سنوات. الإشكالية الرئيسية أن القرار 2254 والتوافقات الدولية سواء الروسية أو الأمريكية تحدثت عن تراتبية واضحة لحل الأزمة السورية.
وأضاف الشاكر أنه ومنذ الانتخابات الأمريكية قال دونالد ترامب أنا أكره الأسد ولكن الأولوية لمحاربة تنظيم داعش، إذاً الأولوية لمحاربة الإرهاب، وهذا أيضا ما تضمنته الاتفاقات الآن برعاية مصرية. ثانيا مناطق خفض التوتر أو المناطق الآمنة والإدارات المحلية هو ما نعمل عليه مع وقف الأعمال القتالية ومن ثم العملية السياسية. والعملية السياسية تحتاج إلى خطوات للعمل عليها، ومن الصعب التحدث عن عملية سياسية ذات سقف عال كالتي تحدثت بها المفاوضات السابقة، فلا المعارضة استطاعت أن تقصي النظام ولا النظام استطاع أن يقصي المعارضة، وكان النظام يطلق تسمية الإرهاب على المعارضة، وما حدث اليوم أنه أصبح هناك اعتراف بالمعارضة المعتدلة بعد أن كان يتم توصيفها بالإرهاب، إذاً هناك قبول وكسر جليد بين الطرفين.
ولفت الشاكر إلى أن السوريين أمام حالة من انسداد الأفق والاستعصاء المر الذي يدفعون ثمنه دما، لذلك لا بد من قراءة حقيقية للأحداث وعودة إلى أرض الواقع، والاعتبار من الفشل في العلاقات الدولية، وعدم الوصول إلى أي نتيجة إيجابية معناه أنه يجب أن تبدأ أدوار جديدة في حل الصراع في سوريا.
أما عن الخطوة التالية بعد وقف إطلاق النار، قال الشاكر إن السيد أحمد الجربا تحدث عن هذه النقطة، وقال هي خطوة نحو كامل سوريا، والعمل جار على أن تشمل الهدن جميع سوريا وبتلور أكثر للدور المصري، وما جرى في القاهرة خلال أسبوعين لم تستطع 6 سنوات أن تنجزه، وهذه الحقيقة أصبحت تمهد لعملية فاعلة في الخروج من اتون الاستعصاء السوري.
وعن دور جامعة الدول العربية قال الشاكر، بالتأكيد يلزم أن يكون هناك دور محوري للجامعة العربية، وسبب تغييب الجامعة العربية خلال الأزمة السورية هو تغييب الدور العربي، حيث لم يكن هناك دور عربي فاعل، وكانت بعض الدول الوظيفية تجند الإرهاب لتنفيذ مشاريعها، وترعى مكوّنا معينا في سوريا استطاع أن يغير الحراك المدني إلى حراك تكفيري نتجت عنه تنظيمات كالنصرة وداعش، لذلك فإن دور الجامعة العربية يبدأ من الدور المصري، وما جرى هو خطوة أولى لدور حقيقي فاعل من الشقيقة مصر إلى الشقيقة سوريا، وهذه حتمية تاريخية. الأمر الذي يرتب لدور مصري فاعل في سوريا ودور حقيقي للجامعة العربية. وتيار الغد السوري دعا مرارا إلى دور عربي وعودة الملف السوري إلى الحضن العربي، لأن أي حل خارج إطار النظام الإقليمي العربي فإنه لن يؤدي إلى حل حقيقي بقدر ما سيكون على شاكلة ما جرى منذ ست سنوات.