6 أغسطس، 2017 1763 مشاهدات
أعرب قاسم الخطيب، عضو الأمانة العامة لتيار الغد السوري، عن أمله بتعميم اتفاقي الهدنة في الغوطة الشرقية والهدنة في ريف حمص الشمالي الموقعين مؤخرا على كل المناطق السورية، شاكرا للقيادة السياسية في جمهورية مصر العربية على رعايتها، ومشيدا بالجهود التي بذلها السيد أحمد الجربا رئيس التيار وأعضاء التيار وفصائل المعارضة المعتدلة لإنجاح الاتفاقين، مؤكدا مواصلة المساعي لتعميم ذلك في كل سوريا بما يؤدي إلى إنجاح جهود التوصل إلى حل سياسي.
ولفت الخطيب، خلال تصريحات إعلامية وصحفية، إلى أن أهم البنود التي اشتمل عليها اتفاقا الهدنتين الموقعتين في الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي هو وقف إطلاق النار واستهداف المدنيين، وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية للمواطنين المحاصرين منذ عدة سنوات. مشيرا إلى الفرق الواضح بين الاتفاقات السابقة التي أبرمت ونتج عنها تهجير قسري وتغيير ديمغرافي في سوريا وبين الاتفاقين الحاليين اللذين عملا على تأمين مناطق المعارضة وتجنيبها القصف دون إخراج أهلها منها، بل على العكس سيترتب عليها إعادة الأهالي المهجرين الذين ألجأتهم الحرب للنزوح والهجرة إلى بيوتهم ومناطقهم.
وقال عضو الأمانة العامة لتيار الغد السوري إن من مميزات اتفاقي الغوطة وحمص أيضا تواجد شرطة عسكرية روسية، وليس قوات عسكرية تابعة للجيش الروسي، للإشراف على ضمان وقف إطلاق النار وتأمين الممرات الإنسانية، وأن هناك مسألة مهمة للغاية يجب أخذها بعين الاعتبار وهي أن مثل هذه الاتفاقات من شأنها أن تعطي حافزا للفصائل المعتدلة التابعة للجيش الحر الذي مطلبه الحرية “أولا وأخيرا” في محاربة المتطرفين والإرهابيين داخل المناطق التي تشملها الهدن الموقعة.
وحول بعض فصائل المعارضة التي تعارض اتفاقات الهدن في سوريا، أكد الخطيب أن هذه الفصائل بالأساس هي فصائل متطرفة وتدور في فلك جبهة النصرة وتخضع لأجندات دولية وإقليمية، ومستفيدة من استمرار الحرب في سوريا على حساب الشعب السوري ومستقبل سوريا، وهم يبيعون ويشترون بدماء السوريين. واعتبر الخطيب من يرفض الهدن ووقف إطلاق النار له أجندات مختلفة عن أجندة الشعب السوري الذي يريد إيقاف الحرب والشروع بحل السياسي ينهي الأزمة السورية.
وقال الخطيب: نحن نتمنى تواجد قوات مصرية على خطوط التماس لضمان تنفيذ اتفاقات الهدنة في سوريا، إنما ما تم الاتفاق عليه حاليا هو عدم دخول أي قوات أجنبية أو عربية إلى هذه المناطق، وأن ما سيدخل هو قوات تابعة للشرطة العسكرية الروسية لا يتجاوز عددها 160 عنصرا في الغوطة الشرقية و200 في ريف حمص الشمالي، للإشراف على المعابر والممرات الآمنة، وليس هناك حاجة لأي تدخل من قوات عربية أو مصرية أو روسية، ومن سيضمن تنفيذ الاتفاق هم الروس كضامنين لعدم وجود أي خرق من قبل النظام للاتفاق، ونحن كمعارضة وطنية ديمقراطية وجيش حر ضامنون لعدم وجود أي خرق من جانب المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وحول الدور العربي الغائب عن الحل الفاعل في سوريا، أكد الخطيب أن ما يهم تيار الغد السوري هو دور مصر، لافتا إلى أن رئيس تيار الغد السوري “أحمد الجربا” موجود على الأراضي المصرية، وأن الإخوة المصريين لم تتلوث أيديهم بدماء السوريين، وأجندة مصر تجاه سوريا واضحة وتقوم على الحفاظ على الجيش السوري والدولة السورية وحقن الدم السوري والوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة المستفحلة منذ سنوات.
كما أكد على أن مصر لا تريد لسوريا مصيرا كليبيا 2011 والعراق 2003، كما أنها تعمل على محاربة الإرهاب والتطرف ووقف مد الإسلام السياسي، و”نحن كقوى وطنية ديمقراطية سورية نتفق مع مصر ضمن هذا المشروع. ومصر اليوم منفتحة على الروس وعلى الأمريكان وعلى المجتمع الدولي، ومصر بما لها من وزن إقليمي ودولي هي الخزان البشري للأمة العربية، وهي تعمل على مشروع التسوية السياسية الكاملة في سوريا.
ولفت الخطيب إلى “إننا كقوى وطنية ديمقراطية رفعنا شعار الحل السياسي في سوريا، وتوافقنا مع المجتمع الدولي على قراري مجلس الأمن الدولي 2254 و2218، وذهبنا بموجب ذلك إلى جنيف، حيث كان آنذاك السيد أحمد الجربا رئيس المعارضة السورية في المفاوضات السياسية، ونحن وجّهنا نداءا لكل الفصائل العاملة على الأرض وتؤمن بوحدة سوريا وتؤمن بالمشروع الوطني الديمقراطي وبالمستقبل الوطني لسوريا، والفصائل التي استجابت لندائنا هي التي وقعت على اتفاقات الهدنة ووقف إطلاق النار والذهاب إلى عملية سياسية، ولكن الكتائب المتطرفة، ومنها جبهة النصرة، وبعض من يدعي تمثيل المعارضة السورية لم يقبلوا، وهؤلاء هناك من يدفع لهم ثمن التصعيد، ونحن بغنى عنهم، ومع ذلك وجهنا لهم نداءات عبر عدة قنوات بأن يرجعوا إلى الصواب ويتبنوا المشروع الوطني السوري.
وأشار الخطب إلى أن هناك عدة مشاريع إقليمية في المنطقة العربية. هناك مشروع عثماني تركي ومشروع فارسي إيراني ومشروع صهيوني.. نحن بحاجة إلى مشروع عربي، واليوم مصر هي الخزان البشري للأمة العربية، ونحن نعول دائما على الدور المصري، ونؤمن أن أسوار القاهرة ستتحطم عليها كل هذه المشاريع التي تحاك ضد الأمة العربية كما فعلت عبر التاريخ.
كما أكد الخطيب أن الشعب السوري ليس متطرفا بطبعه، وأن تنظيمي داعش والنصرة غريبان عنه ولا يمتان للسوريين بصلة، ووجود بعض العناصر السورية ضمن صفوف التنظيمين فرضته الظروف المحيطة والظروف العربية والإقليمية التي كانت تدعم التطرف والإرهاب في سوريا، ووجد بعض الشباب السوريين أنفسهم مضطرين للالتحاق بداعش والنصرة. مشيرا إلى المظاهرات التي خرجت في عدة مدن وبلدات في محافظة إدلب مؤخرا رافعة علم الثورة السورية وتطالب بخروج النصرة منها وتركها لأهلها وللهيئات المدنية والثورة لإدارتها وحمايتها هي أكبر دليل على ذلك.
وختم الخطيب بالقول: “نحن نتأمل من كل السوريين في المناطق التي دخلت ضمن نطاق اتفاقي الهدنة الأخيرين أن يتبنوا مشروعا وطنيا سوريا، وأن يبتعدوا عن مشروع جبهة النصرة، كما نتأمل ممن انضووا تحت راية النصرة أن يراجعوا أنفسهم ويعودا إلى الخلف خطوة، ويقفوا مع الشعب السوري وطموحاته ومشروعه الوطني، وينظروا إلى نتائج الهدن الموقعة وكيف أنها عادت على الأهالي بالأمن والسلام وعودة الخدمات الأساسية والضرورية لحياتهم ومعيشتهم بعد أن كانت غائبة لعدة سنوات.