أهالي الرقة يناشدون اليونسكو التدخل السريع لحماية إرث عبد السلام العجيلي

مع اشتداد المعارك واقترابها من حي العجيلي وسط مدينة الرقة، ناشد عدد من أبناء المحافظة منظمة اليونيسكو التدخل السريع من أجل حماية مكتبة الأديب الراحل “عبد السلام العجيلي” وتراثه...
الأديب الطبيب عبد السلام العجيلي
مع اشتداد المعارك واقترابها من حي العجيلي وسط مدينة الرقة، ناشد عدد من أبناء المحافظة منظمة اليونيسكو التدخل السريع من أجل حماية مكتبة الأديب الراحل “عبد السلام العجيلي” وتراثه مشيرين إلى أنه لم يبق من إرث مدينة الرقة سوى أثرين هما نهر الفرات ومكتبة العجيلي، ولا بدَّ من التدخل لحماية ذلك الصرح التاريخي.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة الحياة اللندنية صباح اليوم فإن مدينة الرقة تزخر بمعالم تراثية ومعرفية جمة، وامتازت “حاضرة الرشيد” بميل باحثين ومثقفين منها للتراث والتاريخ وأنواع مشابهة من المعرفة، وكان ذلك سبب نشوء العديد من المكتبات والمتاحف الخاصة التي صارت جزءا لا يتجزأ من إرث الرقة وذاكرتها الجمعية، وغدت المكتبات مضمارا للتنافس الإيجابي بين أهل الشأن من حيث عدد العناوين وأهمية الكتب والمراجع المقتناة، ولم تكن تلك المكتبات مجرد ديكور منزلي إنما أسست لحالة ثقافية وأدبية قل نظيرها، إلى أن غدت الرقة عاصمة للقصة القصيرة في سوريا منذ ستينات القرن المنصرم.
أكبر مكتبات مدينة الرقة الشخصية وأهمها على الإطلاق هي مكتبة شيخ الأدب الراحل الطبيب عبد السلام العجيلي (١٩١٨-٢٠٠٦)، والتي تعتبر صرحا فريدا من صروح الرقة الباقية، تلك المكتبة التي لا يُعرف عدد كتبها لكثرتها وقد ناءت الرفوف بحملها، إلا أنها ما زالت حتى اللحظة قائمة على رغم أن صاحبها غادر الحياة تاركا نحو 45 مؤلفا في القصة والرواية والشعر والحكايات الشعبية وأدب الرحلات والمقالات الأدبية والسياسية.
رفض الطبيب حازم العجيلي نجل الأديب الراحل مغادرة مدينة الرقة، وما زال حتى اللحظة يصر على البقاء في منزل العائلة، خوفا على هذا الإرث العظيم من أيادي العابثين أو من لصوص مارقين قد يستغلون الوضع المأسوي والفلتان الأمني الذي تعانيه الرقة منذ سنوات ويعتدون على الصرح الوحيد المتبقي من إرث المدينة الحضاري.
تضم المكتبة آلاف الكتب والمراجع العامة والمخطوطات التاريخية التي حفظها العجيلي طيلة عقود حياته التسعة، وقد تحولت المكتبة التي تفرغ لها ولعيادته بعد اعتزاله العمل السياسي إلى متحف كبير خصص له الأديب الراحل مساحة قبو منزله بالكامل، إضافة إلى مكتبة الصالون الضخمة، وعشرات الصناديق التي تضم مئات الكتب التي لا مكان يتسع لها على تلك الرفوف الضخمة.
هو إرث الرقة وكنزها الوحيد الباقي على كتف الفرات، فما تعرضت له مكتبات المدينة من إحراق وسرقة وإتلاف يجعل مكتبة العجيلي الأمل الوحيد المتبقي لإعادة إحياء الأصالة في الرقة.
وعلى رغم تعرض بعض مخطوطات العجيلي للسرقة قبيل وفاته إلا أن هناك الكثير منها لم يُفرج عنها حتى اللحظة على رغم مرور عشر سنوات على رحيله، وما زالت تلك الوثائق التاريخية حبيسة منزل الأديب الراحل خوفا عليها من السرقة.
أقسام
من الانترنت

أخبار متعلقة