7 آب، 2017 396 مشاهدات
شكك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في إمكان ضم محافظة إدلب قريبا إلى مناطق خفض التصعيد، مؤكدا أن الأمر لن يكون سهلا في الوقت المنظور، فيما حض الجهات الإقليمية والدولية على “ممارسة نفوذها لحمل الأطراف السورية على التوصل إلى أرضية لدفع مسار التسوية السياسية في سوريا”.
وجاء التشكيك الروسي بعد شكوك أمريكية مماثلة، حيث وصف بريت ماكغورك، المبعوث الأمريكي الخاص إلى التحالف الدولي، إدلب بـ”أكبر معقل لتنظيم القاعدة في العالم، منذ هجمات 11 أيلول/سبتمبر”.
وكانت تفاهمات أمريكية روسية في أستانة أيار/مايو الماضي قد ساهمت في الاتفاق على إقامة أربع مناطق لخفض التصعيد والتوتر في ريفي دمشق وحمص وفي الجنوب السوري وفي إدلب شمالا، وفيما جرى الاتفاق على إقامة المناطق الثلاث الأولى، لفت لافروف إلى أن “الوضع في إدلب يعد الأكثر تعقيدا”.
وأعربت كل من موسكو وواشنطن عن رغبتهما في توسيع مناطق خفض التصعيد لتشمل 6 محافظات سورية بينها محافظة إدلب، بأمل التركيز على مسار التسوية السياسية، لكن سيطرة جبهة النصرة “هيئة تحرير الشام” على غالبية المحافظة أدى إلى تعقيد حسابات واشنطن وموسكو، بسبب صعوبة تحديد المناطق التي سيتم ضمّها إلى اتفاق خفض التصعيد في ظل سيطرة الجبهة التي تصنفها واشنطن وموسكو منظمة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة المحارب دوليا.
وكان لافروف قد أجرى يوم أمس الأحد على هامش مؤتمر مجموعة “آسيان” في مانيلا، محادثات موسعة مع نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون، في أول لقاء يجمعهما بعد فرض العقوبات الجديدة على موسكو وتدهور آمال تحسين العلاقات بين البلدين.
وأفاد بيان أصدرته الخارجية الروسية، بعد اللقاء، بأن الطرفين “ناقشا في شكل مفصل الوضع في سوريا، وركزا على أهمية مواصلة العمل لتطبيق اتفاق إنشاء منطقة خفض التصعيد في جنوب سوريا وفق المذكرة التي وقعت عليها روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والأردن في حزيران/يونيو الماضي.
وأفادت موسكو بأنها تفاوض المعارضة السورية في ست محافظات للانضمام إلى اتفاق خفض التصعيد، ومن المقرر أن يعقد اجتماع في العاصمة الإيرانية طهران في 8 و9 آب/أغسطس الجاري، لمناقشة تثبيت الاتفاق بحضور ممثلين عن روسيا وتركيا وإيران، ولفت بيان الوزارة إلى أن لافروف شدد على ضرورة الالتزام الصارم في كل التحركات بسيادة ووحدة الأراضي السورية، وبالسعي إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بدفع العملية السياسية في سوريا.
وعلى رغم أن الحديث تطرق إلى جملة واسعة من الملفات بينها العقوبات والوضع في أوكرانيا، لكن الشأن السوري كان محور نقاش أساسي بين الوزيرين. وأكد لافروف في مستهل المحادثات أن بلاده تأمل في استمرار الاتصالات الروسية الأمريكية، وعدم تعرض التنسيق بين الجانبين إلى هزات بسبب توتر العلاقات. ولفت إلى أهمية مواصلة النقاشات الروسية الأمريكية عبر قناة نائبي وزيري الخارجية، التي تعد الآلية التي اتفق على إطلاقها رئيسا البلدين خلال القمة التي جمعتهما قبل شهر على هامش قمة العشرين في هامبورغ.
وأبلغ لافروف الصحفيين بعد اللقاء بأن “روسيا تنطلق من أن الأطراف الإقليمية والدولية عليها مسؤولية خاصة لدفع القوى السياسية للتوصل إلى آليات توفر أرضية مناسبة لدفع التسوية السياسية”. مضيفا أن “لدى روسيا وإيران وتركيا، إضافة إلى التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، تأثيرا في كل الأطراف السورية المعارضة باستثناء الإرهابيين الذين لا يدخلون أصلا ضمن أي اتفاقات، ونحن ننطلق من ضرورة استخدام هذا التأثير لحمل القوى المختلفة على ضمان أسس للتقدم، وتثبيت وقف النار وتعزيز الوضع في مناطق خفض التوتر، بهدف توفير مناخ ملائم لإطلاق العملية السياسية”.
وكان لافروف استبق لقائه تيلرسون أمس، بجولة محادثات أجراها مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، تركزت حول الأزمة السورية. وأفادت الخارجية الروسية أن لافروف ومولود جاويش أوغلو “ناقشا بالتفصيل الوضع في سوريا، بما في ذلك سياق تنفيذ المذكرة الخاصة بإنشاء مناطق وقف التصعيد في سوريا، وتعزيز نظام وقف العمليات القتالية، والمساعدة وتشجيع التوصل إلى تسوية سياسية هناك”.
من جهته، أعرب وزير الخارجية الأمريكي، خلال تصريحات صحفية، عن الأمل في تحسن علاقات واشنطن وموسكو، وقال تيلرسون عن علاقته مع لافروف “لا يوجد عداء.. أعتقد أنه ملتزم مثلي في محاولة إيجاد سبل لإمكانية إعادة هذه العلاقة”.
ومع ذلك شكك محللون ومسؤولون أمريكيون سابقون في إمكانية إحراز الكثير من التقدم في أي وقت قريب في مجالات مثل خفض العنف في سوريا، أو تهدئة الصراع في شرق أوكرانيا.
وقال المحلل أندرو ويس من معهد كارنيغي لوكالة رويترز إن “الأحداث مروعة تماما بالنظر إلى الغضب الروسي تجاه مشروع قانون العقوبات وما يتكشف يوما بعد يوم في التحقيق في شأن روسيا، في إشارة إلى التحقيق في التواطؤ المحتمل بين حملة ترامب وروسيا خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية العام الماضي.
فيما قال مسؤول أمريكي كبير إنه يعتقد أن أفضل شيء يمكن أن يحققه الجانبان هو “منع حدوث المزيد من التدهور”.
أقسام
أخبار