7 أغسطس، 2017 794 مشاهدات
كشف منذر آقبيق، المتحدث الرسمي باسم تيار الغد السوري، أن اتفاقي وقف إطلاق النار اللذين أبرما في الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي مؤخرا بوساطة من التيار ورعاية مصرية تمّا من منطلق الدور الطبيعي الذي يضطلع به التيار في إطار مشروعه السياسي لسوريا ومستقبلها، خصوصا في المرحلة الراهنة التي تتطلب إرساءا لهدنة شاملة تمهد لحل سياسي شامل بموجب القرارات والاتفاقات الدولية.
وأكد آقبيق أن فصائل المعارضة الرئيسية في الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي هي التي طلبت من تيار الغد بذل المساعي من أجل وقف إطلاق النار، وهو ما استجاب له التيار حرصا منه على حقن دماء السوريين وتحسين أوضاعهم الإنسانية. مؤكدا أيضا أن تيار الغد كتيار سياسي سوري معارض معني بالأساس بذلك، وهذا الأمر يعتبره واجبا وطنيا وإنسانيا.
ولفت المتحدث باسم تيار الغد السوري إلى أن الاتفاقين اللذين أبرما بوساطة التيار متوازنان ويصبان في مصلحة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، كما أنهما يحفظان كرامة الناس حيث لا يوجد تهجير وباصات خضر مثل ما حصل في الزبداني وشرق حلب، كما لم يتضمنا أي بند له علاقة بتسليم أي سلاح ثقيل أو خفيف مع إنهاء تام للحصار وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية ونقل الجرحى والمرضى.
وردا على تصريحات صدرت عن فيلق الرحمن، إحدى فصائل الغوطة الشرقية، حول الاتفاق الموقع في المنطقة، أكد آقبيق أن الفيلق وصله نص الاتفاق منذ زمن طويل، وأن اتصالات جمعته مع جيش الإسلام منذ بدء المفاوضات، وهو على علم كامل بكل التفاصيل، ووعد بالتوقيع لكنه لم يفعل حتى الآن.
كما لفت آقبيق إلى أنه بعد توقيع جيش الإسلام على اتفاق الغوطة الشرقية، أصدر الفيلق بيانا رحب خلاله بالاتفاق، ولكنه بعد ذلك رفض الذهاب إلى القاهرة للتوقيع، وطلب أن يكون التوقيع في الدوحة، وهو الأمر الذي لم توافق روسيا عليه، ولكنها اقترحت أن يتم التوقيع في دمشق في “منطقة فصل القوات” إن أرادوا ذلك.
وأشار آقبيق إلى أن تيار الغد السوري أرسل بشكل غير مباشر عدة رسائل للفيلق تدعوه للتواصل والتوقيع حتى يسري الاتفاق في كامل الغوطة الشرقية ولكنه استمر بالرفض. مؤكدا أن التيار مازال يدعو الفيلق لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار لما فيه من مصلحة وطنية وحفظ لكرامة أهلنا في الغوطة وأرواحهم.
وكان رئيس تيار الغد السوري، السيد أحمد الجربا، قد أكد خلال مؤتمر صحفي عقده أول أمس السبت، أن الخروقات التي تحدث في سوريا هي من الأطراف الموجودة في المناطق التي لم توقع على اتفاق القاهرة، محملا فيلق الرحمن مسؤولية كل قطرة دم تسقط في منطقة الغوطة لرفضهم التوقيع على الاتفاق. فيما حيا قيادة جيش الإسلام لتحليهم بالشجاعة والمسؤولية الوطنية العليا في قرارهم الذي اتخذوه من أجل الحفاظ على أرواح أبناء منطقتهم، والحفاظ على ثوابت الثورة السورية.
وساهم تيار الغد السوري في إبرام اتفاق وقف النار في الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي برعاية مصرية وضمانة روسية ضمن استراتيجية ينتهجها التيار تقوم على الحفاظ على مكتسبات الثورة السورية، وعدم إهدار التضحيات التي بذلها ويبذلها الشعب السوري على مدى سنوات، بالإضافة إلى الحرص على حماية المدنيين والثوار في مختلف المناطق السورية من بطش الآلة العسكرية للنظام وحلفائه، مع حفظ الكرامة عبر اتفاقات واضحة وشفافة تخدم قضية السوريين العادلة، بحسب ما أكده الجربا خلال مؤتمره الصحفي الذي عقده بالقاهرة.
يضاف إلى ذلك ما اعتبره الجربا تعبيدا للطريق أمام الشعب السوري للوصول إلى الأهداف الأساسية التي رسمتها الثورة قبل أن يشوهها بعض الدخلاء بدءا بالحرية والكرامة، مرورا بالتغيير السياسي، وصولا إلى سوريا ذات سيادة مستقلة وديموقراطية آمنة مستقرة كما تطمح كل الشعوب الحرة في هذا العالم.