8 أغسطس، 2017 1547 مشاهدات
أعرب أحمد عوض، أمين سر تيار الغد السوري، عن أمله في أن تسفر الهدن واتفاقات وقف إطلاق النار الأخيرة الموقعة بدور كبير جدا لجمهورية مصر العربية وجهد كبير أيضا لتيار الغد، عن تغيير للواقع السوري عما كان سائدا قبلها، وأن تكون طاقة أمل جديد لاستئناف المسار السياسي وفق إطار وطني بعيد عن أي أجندات خارجية.
وأكد عوض، خلال تصريحات صحفية وإعلامية، أن هذه الاتفاقات تندرج ضمن مشروع وطني متكامل يشتغل عليه التيار مع العديد من القوى السياسية السورية. مشيرا إلى الملتقى التشاوري الذي نظمه تيار الغد السوري في القاهرة مطلع أيار/مايو الماضي، وشاركت فيه أكثر من 16 قوة سياسية سورية، ونتج عنه برنامج سياسي وطني متكامل لسوريا يقوم على ثلاثة أسس هي إنشاء تحالف وتجمع للقوى الوطنية الديمقراطية السورية بقيادة جماعية يحمل برنامجا سياسيا وطنيا متكاملا، والتوافق على الهوية السورية والعقد الاجتماعي الجديد، وإيجاد حل وطني للأزمة السورية يقوم على التخلص من الثنائيات التي ظهرت خلال الحرب ودمرت بنية المجتمع السوري.
ولفت أمين سر تيار الغد إلى أن سنوات الحرب الطاحنة في سوريا نتج عنها تدمير كامل لبنية المجتمع السوري وأخرجت مردة وشياطين العرقية والطائفية والمذهبية والدينية التي تسيدت الواقع وفعلت فعلها ومازالت. مؤكدا على أن برنامج الحل الوطني الذي يطرحه التيار مع القوى الوطنية الديمقراطية الليبرالية العلمانية السورية يقوم على التخلص من ثنائية الموالاة والمعارضة والذهاب نحو المسألة الوطنية، وكذلك التخلص من الثنائيات المقيتة كالثنائية العرقية والدينية والمذهبية والمناطقية..
وحول ما تمثله منطقة الغوطة الشرقية وما يمثله اتفاق الهدنة فيها قال عوض إن منطقة الغوطة متداخلة مع دمشق، وقوات المعارضة لا تبعد أكثر من مسافة 200 متر عن ساحة العباسيين، ونحن نريد الحفاظ على هذه القوات العسكرية بشرط أن تكون جزءا من حل وطني ديمقراطي في سوريا وليس جزءا من الأزمة.
وأشار إلى أن كل الهدن السابقة كانت بغرض الترحيل والتهجير سواء للسكان أو المقاتلين ونتج عنها تغيير ديموغرافي خطير في سوريا، أما اتفاقات الهدن التي تمت بجهد من تيار الغد، كما أشار السيد أحمد الجربا خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مؤخرا بالقاهرة، فقد عملت على الحفاظ على الحاضنة الشعبية في أماكنها والمواطنين في بيوتهم آمنين على حيواتهم، مع الحفاظ أيضا على وجود القوة العسكرية، وهذا أمر نعتبره في غاية الأهمية.
كما نوّه عوض بأن ما ميّز اتفاقي الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي عن اتفاقيات الهدن السابقة أنها جاءت تحت الرعاية المصرية المحايدة والنزيهة، ورغبة مصر الصادقة في خروج سوريا من أزمتها الحالية، كما أن الجهود المصرية التي أدت للتوصل إلى هذين الاتفاقين تؤكد موقف القيادة السياسية المصرية الداعية دوما للحفاظ على الدولة السورية والرافضة لتفككها، كما أنها تعارض بشدة التدخلات الإقليمية والدولية العاملة لتحقيق مصالحها في سوريا على حساب السوريين ومستقبلهم.
وأضاف عوض أن مصر دولة قوية وفاعلة في المنطقة وهي قادرة على العمل على خلق نظام إقليمي عربي في مواجهة المشاريع الإقليمية الأخرى المعادية للشعوب والدول العربية، وهذا النظام الإقليمي العربي المنشود وحده القادر على حماية مصالح الدولة السورية وكل الدول العربية، فنحن كشعوب ننتمي لحضارة واحدة وقيم واحدة ونعيش ظروفا متشابهة، وهذه الظروف هي التي توحد مصيرنا وتدعونا للتكاتف والعمل معا لبناء مستقبل أفضل لنا جميعا.