8 أغسطس، 2017 746 مشاهدات
رصدت مصادر ميدانية في محافظتي دير الزور والرقة تصاعدا لحركة نزوح مئات العائلات باتجاه مناطق خارجة عن سيطرة تنظيم داعش، حيث ارتفعت حالات الغرق والتعرض المميت للألغام المزروعة في مناطق شاسعة من المحافظتين.
وكانت عائلتان قد قضتا غرقا في نهر الفرات أثناء هروبهما من قصف قوات النظام على مدينة معدان الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في ريف الرقة الشرقي، والعائلتان من قرية السويدة.
ويأتي القصف المكثف على مدينة معدان، بالتزامن مع اقتراب قوات النظام منها بعد سيطرتها على بلدات الحردان وسالم الحمد والعطشانة ومقلة كبيرة ومقلة صغيرة والدعمة، إضافة إلى محطتي البوحمد والمغلة لضخ المياه الواقعتين بالقرب من المدينة، فقد باتت قوات النظام تبعد كيلومترات قليلة عن المدينة التي تعد آخر مدينة يسيطر عليها تنظيم داعش في ريف الرقة الشرقي.
وعلى صعيد آخر من المعاناة التي يتكبدها المدنيون السوريون من أبناء محافظتي دير الزور والرقة في مناطق سيطرة تنظيم داعش، بالإضافة إلى عمليات النزوح المضطردة نتيجة التصعيد المستمر من قبل طائرات التحالف الدولي والطائرات الروسية وطيران النظام، حتى جاءهم قرار داعش إعلان النفير القسري والتجنيد الإجباري ليزيد من عمق مأساتهم.
ويجبر إعلان داعش للنفير المواطنين على الفرار والنجاة بأنفسهم من موت من نوع آخر، يُرغَم فيه المدنيون على السير إلى حتفهم. ذلك أن القرار يشمل الشبان الذين تتراوح أعمارهم من 20 إلى 30 سنة، ويلزمهم بالالتحاق بمعسكرات التنظيم للتدريب والاستعداد لمعارك يخطط لها لصد هجوم مرتقب لقوات النظام.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حركة النزوح تصاعدت في محافظة دير الزور بشكل أكبر من السابق، حيث فرَّت مئات العائلات من ريفي دير الزور الشرقي والغربي، متجهة نحو مناطق خارجة عن سيطرة التنظيم. وأكد المرصد بحسب شهادات الأهالي أنهم سابقا كانوا أجبروا على البقاء في مناطق التنظيم، خوفا من عقوبات قد يفرضها التنظيم عليهم في حال محاولتهم الفرار من القصف المكثف الذي تصاعد منذ الثلث الأخير من أيار/مايو الفائت في حين لم يعودوا مجبرين على البقاء، لأن المصير بات الموت، مع إجبار التنظيم شبانهم على الانضمام لصفوفه، مع اقتراب اندلاع معارك استعادة القوات النظامية السيطرة على محافظة دير الزور.
كما تم رصد نزوح مئات العائلات خلال الأيام القليلة الفائتة إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية، فيما سلك بعضهم الطرق الآخذة من مناطق سيطرة قوات النظام ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في ريف الرقة المتصل مع ريف دير الزور الغربي، للتوجه إلى مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة التابعة لحملة “درع الفرات” في ريف حلب الشمالي الشرقي، رغم الأخطار الموجودة من انفجار ألغام بهم أو استهدافهم من الطائرات الحربية خلال محاولتهم الخروج من مناطق سيطرة التنظيم.
أقسام
من سوريا