نقاش حاد في مجلس الوزراء اللبناني على خلفية زيارات رسمية لأعضاء الحكومة إلى دمشق

أكد رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، على أهمية النأي بالنفس كسياسة عامة لحكومته “حكومة استعادة الثقة” وعدم توريط لبنان في صراع المحاور، مشددا على قرار مجلس الوزراء إعطاء الجيش الأمر باتخاذ ما يلزم لحسم معركة الجرود ضد الإرهاب.

وخلال جلسة عادية لمجلس الوزراء اللبناني برأسه الحريري يوم أمس الأربعاء، وردا على سؤال عن قرار بعض الوزراء زيارة سوريا، قال وزير الإعلام ملحم الرياشي إن “مجلس الوزراء لم يتخذ قرارا بهذا الموضوع“. وأضاف أن نقاشا أجري في هذا الصدد.

وشدد على أنه ”إذا أراد وزير زيارة سوريا فليذهب بنفسه، وليس بقرار من مجلس الوزراء، ومجلس الوزراء نأى بنفسه عن المحاور الإقليمية، باعتبار أن الحكومة هي حكومة وحدة وطنية، وأي زيارة ستتم لن تكون بقرار من مجلس الوزراء”.

وكان وزيرا الصناعة والزراعة حسين الحاج حسن وغازي زعيتر قد أعلنا في تصريحات لهما أنهما سيذهب الى سوريا بصفتهما الرسمية، لافتين إلى أن هناك تجارة قائمة بين لبنان وسوريا، وهناك نقاط تحتاج إلى معالجة، وهناك علاقة قائمة مع سوريا وهذا الأمر طبيعي جدا.

ويعارض رئيس الحكومة سعد الحريري وفريقه السياسي التواصل مع الحكومة السورية، فيما يرى رئيس مجلس النواب نبيه بري “أن هناك علاقات دبلوماسية واتفاقيات بين البلدين، وان المراحل كلها أثبتت أن هذا التواصل والتعاون هو أمر طبيعي ولمصلحة البلدين”.

ويعتزم وزيرا الصناعة والزراعة اللبنانيان زيارة دمشق الأسبوع المقبل للمشاركة في افتتاح معرض اقتصادي، رغم معارضة رئاسة الحكومة هذه الخطوة التي تعتبرها تتعارض مع سياسة “النأي بالنفس” الرسمية إزاء النزاع في سوريا.
وقال وزير الصناعة حسين الحاج حسن، أحد ممثلي حزب الله في الحكومة اللبنانية للصحفيين: “سأشارك في المعرض كوزير صناعة لإجراء محادثات”، لافتا إلى أن “هناك بعض نقاط تحتاج معالجة على صعيد التجارة والصناعة بين البلدين”.

وشدد على أن “العلاقات بين لبنان وسوريا قائمة سياسيا وديبلوماسيا، ولدينا سفير ولديهم سفير”، وأوضح: “أذهب إلى سوريا من خلال رؤيتي للمصلحة الوطنية اللبنانية أولاً”.

وأعلن الحاج حسن تلقيه ووزير الزراعة غازي زعيتر، ممثل حركة “أمل” التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، دعوة من وزير الاقتصاد والتجارة السوري للمشاركة في افتتاح معرض دمشق الدولي الذي تنظمه المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية في دمشق في الـ17 من الشهر الجاري.

وشكل قرار الوزيرين محور نقاش خلال جلسة عقدها مجلس الوزراء اللبناني يوم أمس الأربعاء، برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري. كما انتقد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع خلال مؤتمر صحفي عقده يوم أمس “كل المحاولات التي شهدها مجلس الوزراء.. لاستخدام لبنان وحكومته لتعويم نظام بشار الأسد”.