17 أغسطس، 2017 1189 مشاهدات
أعلن نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، إن النظام يتعهد بتقديم كل التسهيلات للجنة التحقيق الدولية التي من المقرر أن تصل سوريا خلال أيام، بهدف التحقيق في الهجوم الكيميائي الذي وقع في مدينة خان شيخون بريف إدلب قبل أكثر من أربعة أشهر وأسفر عن مجزرة مروعة.
وتسبب الهجوم الذي وقع في الرابع من نيسان/أبريل الماضي في مقتل أكثر من مائة شخص بينهم 31 طفلاً جراء استنشاق الغازات السامة. واتهم الأهالي بالإضافة إلى دول غربية طيران النظام بشن الهجوم، الأمر الذي نفاه النظام وشككت فيه روسيا. وليلة السابع من نفس الشهر الماضي، ردت البحرية الأمريكية المرابضة في البحر الأبيض المتوسط باستهداف مطار الشعيرات الذي انطلقت منه الطائرة التي ارتكبت المجزرة بضربة صاروخية محدودة.
وقال المقداد خلال لقاء صحفي: “سنستقبل خلال الأيام القليلة القادمة وفداً من لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي تسمى آلية التحقيق المشتركة”، وهي لجنة كلفتها الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الكشف عن الجهة المسؤولة عن استخدام المواد الكيميائية السامة في خان شيخون.
وأضاف المقداد: “وفد لجنة آلية التحقيق سيأتي وسنقدم له كل التسهيلات.. سنقدم لهم كل ما يريدون من أجل إثبات أن سوريا لم تكن خلف هذا الهجوم الوحشي الذي قتل سوريين في نهاية المطاف”.
وكان تقرير لخبراء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد أكد استخدام غاز السارين في الهجوم على خان شيخون في محافظة إدلب التي تخضع لسيطرة المعارضة. وتشكل نتيجة هذا التقرير أساساً للجنة المشتركة من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتحديد الطرف المسؤول عن الهجوم.
ورأت موسكو لدى صدور تقرير الخبراء أنه “يدفع بشكل غير مباشر كل قارئ يجهل بالكامل ظروف القضية إلى الاستنتاج بأن القوات الحكومية السورية مسؤولة”، مؤكدة أنه يستند إلى بيانات “مشكوك في أمرها”.
كما وصف المقداد التقرير الدولي المبني على تقارير استخباراتية غربية بـ”الهزلي”، زاعما أن “الإرهابيين هم الذين استخدموا هذه الأسلحة”. واعتبر المقداد أن الغرب دأب على اتهام النظام السوري “بناء على ادعاءات المجموعات الإرهابية، لكن من دون أي أدلة”.
وأضاف نائب وزير الخارجية: “لا توجد أي أماكن مغلقة في وجه التحقيق النزيه والعادل الذي ستقوم به آلية التحقيق المشتركة” التي دعاها أيضا إلى زيارة قاعدة الشعيرات الجوية التي نفذ منها الهجوم الكيميائي، وقال: “إذا كان هذا التحقيق مبني على أساس وقواعد معروفة فسيثبت مرة أخرى بأن سوريا لم ولن تستخدم السلاح الكيميائي”.
وأعاد المقداد التأكيد على موقف النظام ومفاده أن سوريا “لا تملك أصلا أسلحة كيميائية، لم تعد هنالك أي أسلحة كيميائية في سوريا، انتهى هذا الموضوع”. وأضاف: «البرنامج الكيميائي ذهب إلى غير رجعة لم يعد هناك أي برنامج تسلح كيميائي”.
هذه الادعاءات، بطبيعة الحال، تكذبها تقارير دولية وأممية أن نظام الأسد لا يزال يقوم بتصنيع الأسلحة الكيميائية في بعض المواقع مثل مركز البحوث العلمية في دمشق، كما أثبتت التقارير الدولية الموثقة استمرار النظام باستخدام الأسلحة الكيميائية حتى بعد مجزرة خان شيخون وأنه قصف الغوطة الشرقية خمس مرات منذ نيسان/أبريل الماضي.
يضاف إلى ذلك التقارير الاستخباراتية الأمريكية والأوروبية التي أكدت قيام طيران النظام بقصف مدينة خان شيخون بغاز السارين انطلاقا من مطار الشعيرات، وأن لا جهة في المعارضة السورية ولا التنظيمات الإرهابية بما فيها داعش والنصرة لديها القدرة على تصنيع غاز السارين وغيره من الغازات السامة المعقدة التي تحتاج إلى تجهيزات ومعدات غير متاحة في سوريا إلا للنظام. كما أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية استمرار امتلاك النظام السوري لعشرات الأكنان من المواد السامة لم تستطع ولم تتمكن من الوصول إليها وتدميرها في سوريا.
أقسام
أخبار