18 آب، 2017 1717 مشاهدات
يتم الآن رسم مستقبل سوريا في العاصمة الأردنية عمان.. فبعد انسحاب قوات المعارضة المسلحة من الأحياء القريبة من الحدود الأردنية السورية، تاركة معبر نصيب الحدودي تحت رحمة نيران الجيش العربي السوري. وتقول صحيفة إنترناشيونال بوليسي دايجست إن المناطق الآمنة أو مناطق وقف إطلاق النار هي الحل المتاح حاليا لإنهاء الحرب السورية الدائرة منذ سنوات.
تكتسب القضية السورية أهميتها من كون مستقبلها سيؤثر تأثيرا كبيرا على التطورات المستقبلية في المنطقة، في ظل الاستقطاب السياسي بين دول الشرق الوسط حولها وحول الأزمة القطرية والليبية.
ومهد وقف إطلاق النار في جنوب غربي سوريا، حزيران/يونيو الماضي في عمّان الطريق إلى وقف إطلاق النار في شمال حمص؛ وهو ما أجبر فصائل المعارضة المسلحة على الانتقال إلى إدلب.
وبسبب الفوائد التي تعود على كل من النظام والمعارضة من الهدنة، فإن النظام وأعدائه، جنبا إلى جنب مع الروس والأمريكان، يدرسون أيضا توسيع المناطق الآمنة أو مناطق وقف إطلاق النار، لتشمل الغوطة الشرقية بريف دمشق والمنطقة الجنوبية الشرقية على الحدود الأردنية والعراقية بعد سقوط تنظيم داعش في دير الزور.
ويهدف توسيع المنطقة الآمنة في الغوطة الشرقية بحسب الصحيفة، إلى تجنب الاشتباكات بين الجيش السوري وحلفائه والمعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة على الأرض في تلك المنطقة، كما ينسق الروس والأمريكان في منطقة دير الزور؛ لمنع الأكراد من استعادة الأراضي بعد زوال داعش؛ لأن تركيا، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، لا ترغب في رؤية دولة كردية على طول حدودها الجنوبية، كما تمت السيطرة على آخر معقل رئيسي لتنظيم داعش “دير الزور” وهي آخر معاقل الخلافة الهامة في وسط سوريا.
وخلافا للروس، فإن الأمريكيين بحسب الصحيفة، ليسوا في حالة اندفاع لإنهاء الصراع في سوريا، ويسعون فقط إلى تجنب أي نزاع مسلح بالقرب من الحدود مع الأردن وإسرائيل.
من ناحية أخرى، فإن السعودية، وهي الداعم الرئيسي للمعارضة السورية، تشعر بالقلق إزاء مستقبل سوريا ورئيسها، وكان هذا واضحا في البيان الصادر عن وزارة الخارجية السعودية. وبالتالي، لا تريد المملكة العربية السعودية لإيران أن تعزز نفوذها في بلد عربي آخر كسوريا.
يُشار إلى أن الرياض أصدرت بيانا قالت فيه، إنها لا تزال تؤيد اتفاقا دوليا بشأن مستقبل سوريا، ولا ينبغي أن يكون للأسد أي دور في أي عملية انتقال لإنهاء الحرب هناك، كما يكشف البيان أن موقف المملكة من الأزمة السورية راسخ ويستند إلى بيان مؤتمر جنيف الأول وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، والذي ينص على تشكيل هيئة انتقالية تدير البلاد.
وقالت الصحيفة، إنه طبقا لتلك العوامل، فإن مستقبل سوريا يعتمد على كفاءة مناطق التصعيد وخطورة اللاعبين الدوليين والإقليميين لتحقيق الاستقرار في البلاد.
والتي بعد سبع سنوات ونصف من الحرب شهدت مقتل 400 ألف من مواطنيها، وتشريد 12 مليون آخرين، وهو ما أدى إلى تفاقم أزمة اللاجئين، والتي غذت مستويات مختلفة من عدم الاستقرار وزادت من حدة المشاكل الاقتصادية في جميع أنحاء دول الشرق الأوسط والأوروبية.
وأشارت الصحيفة إلى أهمية إقرار وقف دائم لإطلاق النار في سوريا؛ والذي سيساعد القوى الكبرى والولايات المتحدة وروسيا على تجنب وجود نزاعات محلية وطائفية في سوريا وتجنب انتشار القوات القتالية بما في ذلك جماعات المعارضة المسلحة وداعش والقاعدة، مؤكدة أنه بوجود تعاون دولي بين واشنطن وموسكو، سيكون هناك أمل حقيقي في وقف الحرب الأهلية السورية.
وساعد اجتماع عمان بين الروس والأمريكان ونظرائهم الأردنيين، على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في ثلاث محافظات في جنوب غرب سوريا، درعا والقنيطرة والسويداء.
يُشار إلى أن أكثر من 2.5 مليون مواطن يعيشون في تلك المناطق.
علاوة على ذلك، فإن المحادثات بين المسؤولين الأردنيين والمعارضة السورية المسلحة في عمان في نهاية تموز/يوليو الماضي، مهدت الطريق لوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية وغيرها من المناطق، وفي اجتماع آخر بالأردن في نفس التوقيت بين قادة ميليشيات الجبهة الجنوبية وخبراء أمريكيين وروس وأردنيين، نوقش عقد هدنة في جنوب غرب سوريا، إضافة إلى اجتماع آخر على هامش الاجتماعات الروسية الأمريكية بين قادة المعارضة السورية في الرياض؛ لمناقشة الخطوة التالية التي قد تؤدي إلى حكومة انتقالية.
وأكدت الصحيفة، على أن وقف إطلاق النار في بعض المناطق السورية، يعتبر نجاحا مبدئيا للصفقة التي تم التوصل إليها في أواخر يونيو في عمان، وهي من شأنها أن تساعد في نهاية المطاف على إيقاف الحرب.
وتغطي المناطق الجديدة شمال حمص والغوطة الشرقية والمنطقة الجنوبية الشرقية من سوريا على الحدود الأردنية والعراقية، ومن المقرر توقيعها في أواخر أغسطس الجاري إلى منتصف سبتمبر؛ مما يمهد الطريق لإيجاد حل سياسي للصراع السوري.
ومن المفترض، بحسب صحيفة انترناشيونال بوليسي، أن تقوم القوات الروسية برصد منطقة التصعيد، التي تم إنشاؤها في جنوب غربي سوريا وشمال حمص، وهي ثالث المناطق الأربعة الآمنة.
وفي الوقت الحاضر، موسكو على اتصال مباشر مع الأمريكيين، بعد بعض الاجتماعات في سويسرا بين مسؤولين أمنيين وعسكريين من البلدين لتوسيع مناطق التهدئة، بموجب أحكام اتفاق أستانة، لتشمل حمص الشمالية والغوطة الشرقية كذلك البادية السورية بين العراق وسوريا.
كما يجرى خبراء من الولايات المتحدة وروسيا، مشاورات حول توسيع مظلة المناطق الآمنة، لتشمل أربع مناطق، وانتهى الروس بالفعل من المفاوضات مع الأردن بشأن رصد المنطقة الآمنة التي تم إنشاؤها مؤخرا في جنوب غرب سوريا، وعلى إعلان عمان والذي في مراحله النهائية، وبالنسبة للأردن، فإن إتمام هذا الاتفاق يساعد على تأمين حدودها وضمان عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، كما يساعد على استقرار مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
أقسام
من الانترنت