21 آب، 2017 456 مشاهدات
يطالعك مقال لاسم معروف في عالم الصحافة العربية، شخص من المفروض أنه إعلامي مخضرم، فتتحمس للقراءة علك تجد معلومة أو تحليلا أو فائدة ترجى.
تبدأ بالقراءة، تقرأ وتقرأ، ومع تقدم السطور تتابع متسائلا، ما هذا المقال فالنص يخلو من أي مما سبق. فلا معلومة ولا تحليل، ولا حتى إضاءة على حدث، وكأن من يكتب لم يمر عليه يوما معنى كلمة “مقالة” كنوع صحفي عريق، تميز فيه كبار الكتاب الصحفيين في سوريا والعالم عبر تاريخ الصحافة الطويل.
على مضض تكمل القراءة علك تستطيع أن تعرف ماذا يريد “الكاتب الصحفي” من مقالته هذه، وإلى ماذا يهدف.. يأتيك الجواب صادما في خاتمة المقال باسم شخصية سياسية سورية معارضة معروفة، سُجلت لها مواقف مشهودة بتاريخ المعارضة السورية “الثوري”. شخصية على أقل تقدير غيرت قوانين اللعبة في جنيف لصالح ثورة الشعب، ومشهود لها بالاختلاف، والمواقف المشرفة، قد زج الاسم زجا في تلك المقالة التي تشبه الهلوسة في أحسن حالتها، وتصلح لتكون حديثا تافها لشخص لا يمت لا للصحافة ولا للفكر بصلة، وتنسى أنك أمام نص لاسم صحفي المفروض أنه كبير.
تنتهي من القراءة، وتجلس مفكرا، ما الفكرة من هكذا مادة صحفية مشوهة؟.. ما الغاية منها؟.. ماذا أراد صاحبها أن يقول؟.. ما الغاية من مادة لم تحتوِ لا على معلومة ولا على فكرة ولا على إضاءة ولا على تحليل، كما قلت سابقا، ولا حتى أسلوب صياغة ممتع كي لا يتحسر القارئ على وقت أضاعه بالقراءة. نخلص إلى نتيجة واحدة مفادها أن ذاك “الإعلامي” قد فصّل مادته تفصيلاً ليزج فيها باسم ذلك المعارض بغرض الإساءة للشخص لا أكثر ولا أقل، فقط ولا غير. فقط لأنه كان سببا بحقن دم أبناء جلدته في مناطق تعتبر من أكثر المناطق تضررا، حصارا وموتا وقتلا. لرجلٍ أبرم اتفاقا دون المساس بسلاح ثائر. لرجلٍ أبرم اتفاقا دون أن تهجّر امرأةٌ واحدةٌ من منزلها. لرجلٍ أبرم اتفاقا دون اقتلاع شيخٍ واحدٍ من أرض أجداده.
اتفاق على ما يبدو شكّل إزعاجا كبيرا لدولة ما، كانت راعيا لاتفاقات أخرى، هجّرت قرى بكل أهلها، ما جعلها تفتح ملفات اختلافها السياسي مع المعارض المذكور، لتكون دولةً في حرب معلنة مع رجل. وهنا تجعلك هذه المقالة تتأكد بأن حجم الرجل المراد تشويهه هو أكبر من حجم الوسيلة الإعلامية والوسائل الأخرى الناقلة عنها، وحتى أكبر من حجم الدولة ذاتها التي تدعم هذا الصحفي وتلك المطبوعة.
وتأتي المقالة بعكس ما تمنى كاتبها، إذ يجد القارئ نفسه مضطرا لتقزيم الكاتب وما كتب، أمام قامة هذا الرجل الذي تتصدى دولة بكل ما أوتيت من مال وقدرات إعلامية لتواجهه وتحاول تشويهه، وهو ماضٍ في عمله لا هم له سوى الوطن وحقن دماء أبناء الوطن والحفاظ على كرامتهم في أرضهم وبيوتهم ومناطقهم، محافظا على ثوابت ثورته ماضيا للوصول إلى ما يرضي الله والوطن والناس. ويبقى جبلا لا تهزه رياح مغرضة، وتبقى تلك الدولة وصبيانها مستمرون في محاولات النيل منه ومن تاريخه ومن حاضره. فذنبه أنه لم يكن يوما دمية لا لها ولا لسواها، ولم يمتثل يوما إلا لضميره ومصالح أبناء وطنه.
أقسام
مقالات