24 آب، 2017 135 مشاهدات
حذرت صحف أمريكية من تقدم آلاف المقاتلين الموالين لإيران شرقاً في البادية السورية معتبرة ذلك تقريبا لطهران للمرة الأولى من تحقيق هدفها بالحصول على ممر آمن من حدودها الغربية إلى شاطئ البحر المتوسط عبر العراق وسوريا ولبنان.
واعتبر بعض المحللين أن هذا الممر يعد “الجائزة الأكبر” لطهران منذ تدخلها في سوريا لمساعدة نظام الأسد في قمع الثورة السورية المندلعة منذ 6 سنوات، حيث إنه سيسهل حركة المقاتلين الموالين لها بين إيران والعراق وسوريا ولبنان، إضافة إلى نقل السلاح إلى الأسد وحزب الله “وكيلها الأساسي”. وكذلك سيضعها في موقع يسمح لها بأن تؤدي دوراً أساسياً ومربحاً في عملية إعادة البناء المتوقعة في العراق وسوريا بعدما دمرتهما الحرب.
وهذا الطريق تقتطعه قوات النظام السورية والعناصر الموالية لايران، سيعزز قوة حزب الله الذي يمتلك ترسانة من عشرات آلاف الصواريخ التي يرجح أنها تشحن جواً من إيران إلى سوريا ثم تنقل براً إلى لبنان.
جاءت هذه الرؤى والتحليلات فيما تبذل إسرائيل جهودا حثيثة مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا للتنبيه لهذا الخطر الذي تعتبره مهددا لأمنها من مغامرات قد يخوضها حزب الله للدفاع عن وجوده عبر شن هجومات على إسرائيل.
فقد كشفت مصادر إسرائيلية مطلعة أن بنيامين نتانياهو نقل إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال محادثاتهما في منتجع سوتشي جنوب روسيا، رسالة حذر فيها من أن توسيع النفوذ الإيراني في سوريا قد يقود المنطقة إلى حرب.
وأفادت صحيفة “إسرائيل اليوم” بأن إسرائيل قلقة من عدم تجاوب واشنطن وموسكو مع مطالبها لتعديل بنود اتفاق وقف النار جنوب سوريا، خصوصاً ضمان خروج القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية من سوريا وليس فقط إبعادها 20 كلم من الحدود مع إسرائيل. وأوضحت المصادر أن الوفد الأمني الإسرائيلي البارز، الذي زار واشنطن الأسبوع الماضي والتقى كبار مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعلى رأسهم مستشار الأمن القومي الأمريكي هربرت ماكماستر لنقل رسالة تحذير مماثلة، ولطنه عاد إلى إسرائيل خالي الوفاض”.
وأضافت الصحيفة أن الأمريكيين رفضوا الطلب الإسرائيلي الالتزام بالتحرك لوقف النشاط الإيراني المتزايد في سوريا والمنطقة. وعزت أوساط إسرائيلية الموقف الأمريكي إلى انشغال الإدارة الأمريكية بمشاكلها الداخلية، فيما جل اهتماماتها الخارجية ينصب على كوريا الشمالية والصين.
وتابعت الصحيفة أنه جراء هذا الموقف الأميركي، قرر نتانياهو التوجه على وجه السرعة إلى موسكو “ليحاول إقناع الرئيس بوتين بلجم الإيرانيين”. وتتعاون روسيا وإيران عن كثب في الملف السوري وبفضل تدخلهما الحاسم في الحرب، تمكنت قوات نظام بشار الأسد من استعادة الكثير من الأراضي التي فقدتها لمصلحة تنظيمات المعارضة السورية وتنظيم داعش.
ويعمل نتانياهو على تحذير روسيا من خطر ظهور “جماعات سنية متطرفة” قد تحل محل داعش، إضافة إلى تحذيرها من أن تعزيز “المحور الشيعي” في سوريا واليمن سيخل بالاستقرار في المنطقة برمتها، وسيهدد “الدول السنية المعتدلة على نحو ينذر بتصعيد عسكري”.
ويقول المدير السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية “يوسي كوبرفاسر” إنه يتوقع أن يقدم نتانياهو على إقناع موسكو بضرورة ممارسة الضغط على إيران. واعتبر كوبرفاسر أن “الفائز الأكبر في سوريا هم الإيرانيون الذين سيطروا على الجزء الأكبر من أراضي البلاد. ويمكن إيران الآن أن تعمل ضد إسرائيل من أي نقطة في الأراضي السورية. والشيء الأسوأ يكمن في أن الوضع الحالي يسمح لطهران بتطوير برنامجها النووي انطلاقاً من سوريا”.
وعلى صعيد متصل، أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقها من إعلان طهران قدرتها على استئناف تخصيب اليورانيوم خلال ساعات إذا تخلت واشنطن عن الاتفاق النووي، حيث تساءلت واشنطن عما تفعله طهران في المواقع المستترة وهل تعتزم الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفتيش مواقع عسكرية إيرانية للتأكد من التزام طهران الاتفاق المبرم في صيف 2015.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي: “إذا نظرتم إلى سلوك إيران في الماضي ما سترونه هو أفعال مستترة في المواقع العسكرية والجامعات. لديهم سلطة فحص المواقع العسكرية وأي مواقع مريبة الآن، لكن هل يفعلون ذلك؟”.
وبحثت هيلي مع مسؤولي الوكالة في فيينا يوم أمس الأربعاء “مهمة لتقصي الحقائق” التي تمثل جزءاً من مراجعة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاتفاق الذي توصلت إليه إيران مع القوى الكبرى للحد من برنامجها النووي مقابل رفع معظم العقوبات عنها.
وترفض السلطات الإيرانية بشكل قاطع منح المفتشين الدوليين إذناً بدخول المواقع العسكرية الإيرانية، ولفت مسؤولون إيرانيون إلى أن “أي خطوة من هذا القبيل ستؤدي إلى عواقب وخيمة”. وتابعت هيلي: “لماذا لا يسمحون للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالذهاب لتلك المواقع، على رغم اعتزامهم عدم وجود أي شيء يخفونه”.
وكان الرئيس الايراني حسن روحاني قد حذر في وقت سابق من أن بلاده قد تنسحب من الاتفاق النووي في حال واصلت الولايات المتحدة سياسة “العقوبات والضغوط”.
أقسام
من الانترنت