26 أغسطس، 2017 719 مشاهدات
حذرت منظمة العفو الدولية من أن المدنيين في مدينة الرقة عالقون في حالة من “التيه القاتل” تحت وابل نيران المعركة الدائرة بين قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي وتنظيم داعش داعية قوات التحالف الدولي لأخذ كل الإجراءات الكفيلة بتجنيبهم ويلات الحرب الدائرة، فيما دعت الأمم المتحدة إلى هدنة لإنقاذ آلاف المدنيين المحاصرين في الرقة.
وقالت دوناتيلا روفيرا، كبيرة المستشارين لمواجهة الأزمات في منظمة العفو الدولية، في بيان لها إنه “مع اشتداد المعركة للاستيلاء على الرقة من تنظيم داعش، يحاصَر آلاف المدنيين وسط حالة من التيه القاتل، إذ تنهال عليهم القذائف من جميع الجهات”.
وتخوض قوات سوريا الديمقراطية منذ السادس من حزيران/يونيو معارك في مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش الأبرز في سوريا، وباتت تسيطر على أكثر 60 في المئة منها. ودفعت المعارك داخل مدينة الرقة عشرات آلاف المدنيين إلى الفرار بعد أن أمنت قوات سوريا الديمقراطية لهم ممرات آمنة، وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 25 ألفا لا يزالون محاصرين داخل المدينة.
وأضافت روفيرا: “يتعين على قوات التحالف الدولي التي تعرف أن تنظيم داعش يستخدم المدنيين دروعا بشرية، مضاعفة جهودها لحماية المدنيين”، مشددة على ضرورة “تجنب الهجمات غير المتناسبة والقصف العشوائي، وفتح طرق آمنة لهم للابتعاد من نيران القصف”.
ووثقت العديد من المنظمات الحقوقية مقتل مئات المدنيين، معظمهم أطفال ونساء في غارات التحالف الدولي على أحياء لا تزال تحت سيطرة عناصر داعش. وينفي التحالف الدولي تعمده استهداف مدنيين، ويؤكد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي ذلك.
لكن التحالف الدولي أقر مؤخرا بتصعيد قصفه الجوي على مدينة الرقة. وبالإضافة إلى الغارات الجوية، يواجه المدنيون العالقون في الرقة خطر القذائف المدفعية التي تستهدف أحياء مكتظة بالسكان لا تزال تحت سيطرة عناصر التنظيم.
ويحاول المدنيون يوميا الفرار من الرقة، لكنهم يواجهون مخاطر عدة ناتجة من نيران الاشتباكات والقصف، إضافة الى قناصة تنظيم داعش والألغام التي زرعها في الشوارع ومداخل ومخارج المدينة وحتى في الأراضي المحيطة بالمدينة. ويعمد التنظيم الى استخدام المدنيين دروعا بشرية ويمنعهم من الهرب.
وخلصت دوناتيلا روفيرا إلى أن “الانتهاكات التي يقترفها داعش لا تقلل من الالتزامات القانونية الدولية لأطراف القتال الأخرى في أن تحمي المدنيين”.
هذا فيما دعت الأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية للسماح لنحو 20 ألف مدني محاصرين بالرقة بالخروج منها وحثت التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على تحجيم ضرباته الجوية التي أسقطت ضحايا من المدنيين.
وقال يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا “ندعو بإلحاح أعضاء قوة المهام الإنسانية أن يبذلوا كل ما في وسعهم لتمكين الناس من الخروج من الرقة”. وأضاف “يتعين عدم مهاجمة مراكب الهاربين في نهر الفرات، ويجب عدم المغامرة بتعريض الفارين لغارات جوية لدى خروجهم”.
وتابع “الوقت الحالي هو وقت التفكير فيما هو ممكن. هدنات أو أشياء أخرى يمكن أن تسهل هروب المدنيين، ونحن نعلم أن مقاتلي تنظيم داعش يبذلون قصارى جهدهم لإبقائهم في المكان”.
أقسام
أخبار