بسبب عجز المجتمع الدولي.. سوريا دولة فاشلة لفترة طويلة قادمة

أحدثت الصور المروعة لضحايا الهجمات التي شنتها قوات الأسد بالأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية قبل أريع سنوات صدمة على المستوى العالمي جعلت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا تتفقان على تجريد...
دبابة سورية وعناصر تابعون للنظام في منطقة القلمون
أحدثت الصور المروعة لضحايا الهجمات التي شنتها قوات الأسد بالأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية قبل أريع سنوات صدمة على المستوى العالمي جعلت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا تتفقان على تجريد الأسد من هذه الأسلحة لضمان عدم تكرار استخدامها، إلا أن الأسد لم يسلّم كل ما لديه من مخزون هائل من هذه الأسلحة الخطيرة رغم تدمير أكثر من 1300 طن منها، بل لا يزال يحتفظ بالقدرة على تصنيعها واستخدامها.
يقول الكاتب دانييل ديبيتريس في مقال له بمجلة ناشونال إنترست الأمريكية إن المجتمع الدولي استيقظ في 21 آب/أغسطس 2013 على مشاهد صادمة ومرعبة لصور الأطفال والنساء من ضحايا استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيميائية، حيث كانت شاشات التلفزة ووسائل الإعلام الدولية المختلف تبث صورا وتقارير مصورة لمئات الأطفال وغيرهم من ضحايا المجزرة الرهيبة.
وأضاف الكاتب أن الضحايا كانوا إما ممدين موتى بلا جراح، أو يصارعون الموت لاهثين محاولين التقاط أنفاسهم؛ وذلك جراء هجمات بالأسلحة الكيميائية نفذتها قوات بشار الأسد التي قصفتهم وهم نيام.
وأشار ديبيتريس إلى أن جيش النظام السوري استخدم غاز السارين في قصف المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في غوطة دمشق الشرقية، وهو ما أسفر عن مقتل 1400 معظمهم من النساء والأطفال.
وقال الكاتب إنه لا يزال يتذكر غلاف مجلة نيويورك بوست صبيحة الهجوم الكيميائي في سوريا، حيث ظهر الضحايا من الأطفال ممددين على جانب، بينما الأسد بابتسامة عريضة على الجانب الآخر من الغلاف.
وأضاف أن شدة الصدمة التي أحدثتها هذه الصور المروعة لضحايا الهجمات بالأسلحة الكيميائية على المستوى العالمي جعل الولايات المتحدة وروسيا تتفقان على تجريد النظام السوري من هذه الأسلحة.
واستدرك بأن النظام السوري لم يسلّم كل ما لديه من مخزون هائل من هذه الأسلحة الخطيرة، بل لا يزال يحتفظ بالقدرة على تصنيعها، وذلك بالرغم من تدمير أكثر من 1300 طن مما كان لديه من الغازات السامة.
وتحدث الكاتب عن تفاصيل وتعقيدات الحرب السورية، مرورا باستعادة النظام السوري بدعم من حلفائه الروس والإيرانيين مدنا ومناطق كانت تسيطر عليها المعارضة بشكل كلي أو جزئي، مثل حلب وغيرها.
كما تحدث الكاتب عن كيفية إخراج الأسد للمتشددين من السجون السورية بشكل متعمد، وذلك من أجل أن يعيثوا في البلاد ويسهموا في تدمير المدن والبلدات السورية. وقال إن الأسد ربما يكون كسب الحرب ولكن على حساب إبادة شعبه وتشريدهم وقتلهم وتعذيبهم بطريقة غير إنسانية.
وأشار الكاتب إلى استراتيجية الحصار والتجويع التي كان يتبعها نظام الأسد ضد أبناء الشعب السوري في مدنهم وبلداتهم المختلفة، وإلى أنه كان يقطع عنهم الماء والغذاء والكهرباء والدواء، وأنه كان يطالبهم إما بالاستسلام أو أن يتعرضوا للإبادة.
وأضاف أن الأسد استخدم سياسة التهجير القسري للسكان والتطهير العرقي وإعادة التوطين لأنصاره في المناطق التي يستعيدها من المعارضة. وقال إن الأسد لو لم يستخدم هذه الاستراتيجية العنيفة ضد الشعب السوري، فإما أن يكون الآن مقتولا أو يعيش في منفاه بروسيا.
وأشار إلى أنه ليس أمام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوى أن تحدد سياسة لمعالجة هذه الحقائق في سوريا، وأن هذه السياسة مهما كانت فإن سوريا ستبقى دولة فاشلة تعمها الفوضى والعنف لفترة طويلة قادمة.
أقسام
من الانترنت

أخبار متعلقة