نشطاء سوريون يحكون في بيروت قصصا مفجعة عن جرائم الاختفاء القسري في سوريا

أقامت منظمة العفو الدولية معرضا على مدى سبعة أيام في العاصمة اللبنانية بيروت لإلقاء الضوء على جرائم الاختفاء القسري في سوريا منذ اندلاع الثورة السورية في ربيع ٢٠١١ تحت...
جانب من معرض منظمة العفو الدولية في بيروت لجرائم الاختفاء القسري في سوريا
أقامت منظمة العفو الدولية معرضا على مدى سبعة أيام في العاصمة اللبنانية بيروت لإلقاء الضوء على جرائم الاختفاء القسري في سوريا منذ اندلاع الثورة السورية في ربيع ٢٠١١ تحت عنوان عشرات الآلاف أبرزت فيه بعض القصص لأكثر الأساليب مأساوية فقد خلالها الشعب السوري عشرات الآلاف من الأشخاص منهم أكثر من 75 ألفا على أيدي الأجهزة الأمنية التابعة لنظام بشار الأسد.
حيث ألقت الكلمة الرئيسة في افتتاح المعرض، يوم الثلاثاء الفائت، السيدة فدوى محمود زوجة عبد العزيز الخير رئيس حزب العمل الشيوعي، وأم ماهر طحان، اللذين احتُجزا قرب مطار دمشق في أيلول/سبتمبر 2012. وقالت “هذا المعرض أهم من المحافل الدولية التي يجتمع فيها أصحاب ربطات العنق من المعارضة السورية أو من الموالاة”.
وفدوى محمود (١٩٥٤) هي عضو بحزب العمل الشيوعي السوري وهي معتقلة سابقة مطلع التسعينات من القرن الماضي بعام ١٩٩٢ على خلفية نشاطها السياسي، وهي عضو هيئة التنسيق الوطنية وعضو اللجنة الاستشارية للهيئة العليا للمفاوضات وعضو مؤسسة حملة عائلات من أجل الحرية.
كما ألقت ديمة نشاوي، وهي ناشطة سلمية ورسامة وراوية حكايات شعبية، بعضا من قصص وحكايات مجموعتها “سر حبات المطر” عن الاختفاء القسري في سوريا.
وقالت رنا نجار في تقرير كتبته عن المعرض في صحيفة الحياة إن القصص الموجعة ويوميات المعتقل كانت جزءا أساسيا من المعرض الذي تحول ليلة الافتتاح، بالتزامن مع اليوم العالمي للمخفيين، إلى مكان حزن، لما احتوى من حقائق موجعة ونصوص أدبية تضرب على الوتر الإنساني وأعمال فنية ومواد بصرية وسمعية وتجهيزات. وأن هناك نساء حضرن المعرض بكين بعدما سمعن القصة التي كتبتها ديمة نشاوي بعنوان “سر حبات المطر” وقرأتها بأسلوب مجبول بالألم. وهناك سيدة غابت عن الوعي، بعدما سمعت شهادات من أفراد عائلات المختفين.
وفي المعرض أيضا قصائد كتبها شعراء سوريون كانوا محتجزين مثل فرج بيرقدار الذي اختار له القيمون على المعرض قصيدة بعنوان “أنقاض” كتبها في سجن صيدنايا في عام ١٩٩٥. وفي قسم آخر، رسومات عزة أبو ربيعة، لوجوه نساء معتقلات مثل سميرة الخليل ورزان زيتونة اللتين اختطفتا مع وائل حمادة وناظم حمادي حين كانوا يعملون في مركز توثيق الانتهاكات في دوما. ومن أبرز الأعمال تجهيز بعنوان “جدار الهمس” يمشي الزوار فيه بين جدارين أبيضين يبدوان للوهلة الأولى خاليَين من أي معالم، وهو مصمم من وحي القول الشهير “الحيطان لها آذان”.
أما تلك المزق من الحياة الشخصية للمعتقلين وأغراضهم، فهي الأكثر تأثيرا بالزوار وبأهاليهم. فقد بكت نور غازي الصفدي مطولا، عندما رأت قبعة زوجها باسل خرطبيل معلقة على أحد جدران المعرض. هي محامية حقوق إنسان سورية، تلقت في الآونة الأخيرة تأكيدا بمقتل زوجها. وقالت لصحيفة “الحياة”: “الإخفاء القسري أسوأ من أي انتهاك آخر، إذ يستهدف العائلة بكاملها ومحبي المخفيين. فهو لا يحتجز فقط الحرية بل فيه إنكار وجود وحرمان من حق المعرفة، وحتى عندما يتأكد الأهل من الوفاة لا يتسلمون الجثة ولا يعطون وثائق تُثبت الوفاة”. وضم المعرض شال عبدالله الخليل، ونظارات يوسف عبده ومحفظة عبد العزيز الخير وغيرها من الأغراض التي تبقى من رائحة الأحباب.
وبمناسبة اليوم الدولي للمختفين قسريا، الذي صادف 31 آب/أغسطس الفائت قالت منظمة العفو الدولية “إن الحكومة السورية والجماعات المسلحة المعارضة المتورطة في النزاع الدائر في البلاد يجب أن تكشف النقاب عن مصائر وأماكن وجود عشرات الآلاف من الأشخاص الذين اختفوا قسراً أو اختُطفوا منذ اندلاع الأزمة في عام 2011.
وقال فيليب لوثر، مدير البحوث وكسب التأييد للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إنه “في خضم العمليات الوحشية وسفك الدماء التي اتَّسم بها النزاع السوري، فإن محنة الأشخاص الذين اختفوا عقب القبض عليهم من قبل السلطات أو احتجازهم من قبل الجماعات المسلحة، تُعتبر مأساة قوبلت بتجاهل دولي كبير. وما فتئت عشرات الآلاف من العائلات تحاول جاهدةً كشف النقاب عن مصير أقربائها المفقودين”.
وأضاف لوثر: “إن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بوجه خاص يجب أن تستخدما نفوذهما للضغط على الحكومة السورية والجماعات المسلحة المعارضة على التوالي لحملهما على السماح لمراقبين مستقلين بالوصول إلى مرافق الاحتجاز والإفصاح عن أسماء وأماكن وجود الأشخاص المحرومين من حريتهم، والسماح لجميع المعتقلين بالاتصال بعائلاتهم”.
يذكر أن المنظمة ستطلق موقعا إلكترونيا مخصصا لإلقاء الضوء على حالات فردية من الاختفاء القسري والاختطاف في سوريا، وسيكون منبر دعم للعائلات لمساندة جهودها الرامية إلى العثور على أحبائها المختفين والمفقودين.
فدوى محمود تلقي كلمة في افتتاح المعرض

فدوى محمود تلقي كلمة في افتتاح المعرض

ديمة نشاوي تقرأ مقطعا من حبات المطر

ديمة نشاوي تقرأ مقطعا من حبات المطر

أقسام
أخبار

أخبار متعلقة