12 سبتمبر، 2017 760 مشاهدات
استقدم الجيش العربي السوري تعزيزات عسكرية إلى مدينة دير الزور تمهيدا لهجوم واسع يهدف إلى انتزاع السيطرة من تنظيم داعش على الأحياء التي لا يزال يسيطر عليها، في وقت نفذت طائرات يرجح أنها روسية غارات قتل خلالها 19 مدنيا على الأقل.
وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحا لعمليتين عسكريتين، الأولى تقودها قوات النظام بدعم روسي، والثانية أطلقتها قوات سوريا الديموقراطية يوم السبت الماضي ضد معاقل التنظيم في شرق المحافظة.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان لليوم الثاني على التوالي مقتل مدنيين في غارات جوية قرب مدينة دير الزور حيث يخوض الجيش السوري بغطاء جوي روسي معارك ضد تنظيم داعش بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة تتضمن عتادا وآليات وعناصر إلى المدينة بعد أقل من أسبوع على كسر قوات النظام للحصار فرضه التنظيم على الأحياء الغربية ومطارها العسكري منذ مطلع العام 2015.
وتواصل طائرات حربية سورية وروسية استهداف مواقع تنظيم داعش والمعابر المائية وقوارب العبور في نهر الفرات بشكل كثيف في مدينة دير الزور ومحيطها وأريافها. وقد وثق المرصد السوري يوم الاثنين الفائت مقتل 19 مدنيا في قصف “يرجح أنه روسي” على قرية الخرّيطة، كما قتل 34 مدنيا في قصف روسي استهدف عبارات كانت تقل مدنيين هاربين من بلدة قرب المدينة.
جاء ذلك فيما أعلن الجيش الروسي إرسال أربعين خبيرا في نزع الألغام إلى دير الزور، مشيرا إلى أنه سيتم نشر 175 خبير ألغام في سوريا. حيث يعتمد تنظيم داعش بشكل كبير على زراعة الألغام في المناطق التي يسيطر عليها وفي محيطها لصد الهجمات العسكرية ضده.
وفي هجوم منفصل في محافظة دير الزور، أصبحت قوات سوريا الديموقراطية على بعد كيلومترات معدودة من الضفة الشرقية لنهر الفرات مقابل مدينة دير الزور حيث تدور اشتباكات عنيفة يرافقها قصف جوي كثيف للتحالف الدولي.
وأعاد المرصد السوري التقدم السريع لكون ريف دير الزور الشرقي منطقة صحراوية غير مكتظة. وكانت قوات سوريا الديموقراطية قد أعلنت السبت بدء حملة “عاصفة الجزيرة” لطرد تنظيم داعش من الضفة الشرقية لنهر الفرات في المحافظة.
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي ريان ديلون في تغريدة على تويتر إن قوات سوريا الديموقراطية سيطرت منذ بدء الحملة على “أكثر من 250 كيلومترا مربعا”.
وبعد يومين من اطلاق الهجوم، أعلنت مجموعة من شيوخ ووجهاء عشائر دير الزور الداعمة لقوات سوريا الديموقراطية في بيان إنشاء “لجنة تحضيرية تناقش أسس ومنطلقات تأسيس مجلس دير الزور المدني أسوة بالمجالس المدنية لمختلف المدن التي تحررت من قبضة الإرهاب”. وستكون مهمة المجلس، بحسب البيان “إدارة المدينة فور تحريرها”.
وسبق لقوات سوريا الديموقراطية أن دعمت تشكيل مجالس مدنية مماثلة لإدارة شؤون المدن التي طردت تنظيم داعش منها، أو تلك التي تخوض فيها معارك على غرار الرقة.
وكان رئيس مجلس دير الزور العسكري المنضوي في قوات سوريا الديموقراطية قد أكد أن الخطوة الأولى من الحملة هي “تحرير شرق نهر الفرات”، مشددا على عدم وجود أي تنسيق مع جيش الأسد والقوات الروسية، فيما شدد التحالف الدولي من جهته على أهمية خط فض الاشتباك بينه وبين الروس في المعارك الجارية ضد داعش شرقي سوريا.
وقال آرون شتاين، المحلل في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط الذي يتخذ من واشنطن مركزا له، إن “قوات سوريا الديموقراطية حاليا في سباق مع قوات الأسد، تريد تثبيت مناطق سيطرتها شرق نهر الفرات”، موضحا “من الواضح أنهم لن يدخلوا إلى المدينة”.
واعتبر شتاين أن قوات النظام بتقدمها باتجاه دير الزور دفعت قوات سوريا الديموقراطية إلى التحرك سريعا، محذرا من أي حوادث حيث يقف الطرفان مقابل بعضهما البعض على ضفتي الفرات.
أقسام
من الانترنت