موسكو تؤكد على دورها الحاسم في الحرب ضد تنظيم داعش في سوريا

فيما يتلقى تنظيم داعش هزائم متلاحقة في سوريا، يشير قائد روسي رفيع إلى دبابة مدمرة بالقرب منه، ويعتبرها دليلا على الدور الحاسم الذي تضطلع به بلاده في القضاء على...
رئيس أركان القوات الروسية في سوريا أليكسندر لابين في ورشة لتجهيز العربات المفخخة في غقيربات بريف حماة الشرقي
فيما يتلقى تنظيم داعش هزائم متلاحقة في سوريا، يشير قائد روسي رفيع إلى دبابة مدمرة بالقرب منه، ويعتبرها دليلا على الدور الحاسم الذي تضطلع به بلاده في القضاء على عناصر التنظيم.
ومني التنظيم الذي كان يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق والمسؤول عن تفجيرات دموية حول العالم، بخسائر متتالية في مناطق عدة في سوريا خلال الأشهر الأخيرة، أبرزها في دير الزور، المحافظة الأخيرة تحت سيطرته شرقي البلاد.
وتحرص روسيا على التأكيد أن هذه الإنجازات على حساب الجهاديين ما كانت لتتحقق لولا قوة نيرانها وأسلحتها المتطورة التي تستخدمها منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا قبل عامين.
في بلدة عقيربات في ريف حماة الشرقي، التي سيطرت قوات النظام عليها قبل أيام، يشير رئيس أركان القوات الروسية المتواجدة في سوريا الجنرال أليكسندر لابين بفخر إلى بقايا ورشة كان مقاتلو التنظيم يستخدمونها لإعداد سلاحهم الأبرز “العربات المفخخة”.
ويوضح لابين أن إحدى الدبابات المدمرة إلى قطع صغيرة بفعل قنبلة روسية كانت عبارة عن دبابة سوفياتية فخخها التنظيم بالألغام المضادة للمدرعات وبمادة “تي إن تي” لتحويلها إلى سلاح فتاك يستخدمه في “قيادة عمليات الهجوم كما في الدفاع”.
وأوضح لابين للصحفيين خلال مشاركتهم في جولة نظمتها وزارة الدفاع الروسية شملت عدة مناطق في ناحية عقيربات، أن “تأثير هذه الدبابات المفخخة كان كبيرا”، مضيفا “كان تنظيم داعش المنظمة الأولى في التاريخ التي استخدمت سلاحا مماثلا”. وأكد “وحده الطيران الروسي قادر على تدميرها بواسطة قنابله” الانشطارية من طراز أوفاب 500 تحولها الى قطع صغيرة.
وتبادلت قوات النظام والتنظيم السيطرة على بلدة عقيربات الواقعة في البادية السورية قبل أن تستعيدها بدعم روسي الأسبوع الماضي. حيث قال لابين إن الجيش العربي السوري والقوات الموالية طردت عناصر تنظيم داعش من عقيربات، وأن الروس لعبوا دورا محوريا في العملية.
وتابع لابين أنه “استُخدمت هنا أساليب حرب جديدة والطيران الروسي أوقع أضرارا فادحة عبر قوته النارية الضارية”. وتسببت هذه القوة النارية بتدمير 48 دبابة في عقيربات، ثلاثون بالمئة منها كان قد تم تحويلها إلى “دبابات انتحارية”.
وإضافة إلى ورشة عقيربات، عثر الجيش الروسي في مناطق أخرى على ثلاثة مصانع لتجهيز هذه المركبات القادرة على إحداث دمار بقطر يمتد لـ300 مترا. وتشتبه أن رابعا ما زال قيد الخدمة في مدينة الميادين، التي تعد معقلا للتنظيم المتطرف في ريف محافظة دير الزور الشرقي.
ولعبت طائرات الاستطلاع الروسية، بحسب لابين، دورا حاسما في تحديد موقع ورشة التصنيع في عقيربات، وكذلك في كشف شبكات انفاق حفرها مقاتلو التنظيم واستخدموها في تنقلاتهم داخل البلدة.
وأوضح لابين أن “البلدة الموجودة تحت الأرض عبارة عن شبكة أنفاق يتراوح طول الواحد منها بين مئة إلى 700 متر وتربط بينها سراديب أتاحت لعناصر التنظيم نقل الموارد من طرف في البلدة الى آخر”.
ومنذ أيلول/سبتمبر 2015، بدأت روسيا حملة جوية مساندة لقوات الأسد في سوريا، ومكّنتها من تحقيق سلسلة انتصارات على حساب فصائل المعارضة وتنظيم داعش في عدة محافظات.
وقال المحلل العسكري في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى “جيف وايت” لوكالة فرانس برس “أينما يقرر الروس استخدام قدراتهم العسكرية، يمكن للنظام الفوز”. ورأى أن “هدفهم الاستراتيجي الأوسع هو إعادة ترسيخ روسيا كلاعب رئيسي في المنطقة والعالم”.
خلال الأسابيع الأخيرة، تمكن الجيش العربي السوري بدعم روسي من كسر حصار فرضه تنظيم داعش على الأحياء الغربية في مدينة دير الزور ومطارها العسكري قبل أن يتمكن أمس الأحد من تطويق عناصر التنظيم داخل الأحياء الشرقية التي يسيطرون عليها من ثلاث جهات.
وتعد موسكو هذا الهجوم بوصفه الحلقة الأخيرة من الحرب التي تشهدها سوريا منذ أكثر من ست سنوات. حيث قال المتحدث العسكري الروسي إيغور كوناشينكوف “أنجزنا عملا مكثفا، بات الجيش العربي السوري محترفا، والاحتراف لم يحصل من تلقاء ذاته”. وأضاف “أنا متأكد أن كل شيء هنا يصل إلى خواتيمه”.
وبحسب المحلل العسكري الروسي أليكسندر غولتس، لعبت موسكو “دورا قياديا” في مساعدة الجيش العربي السوري على استعادة قدراته الهجومية. ورأى أنه “فجأة وبعد ست سنوات من الحرب، تبدو قدرات الجيش السوري أفضل في الأشهر الست الأخيرة”. وبرغم ذلك، يعتبر أن احتمال تمكن قوات الأسد من السيطرة على دير الزور بمفردها يبقى اشبه “بضرب من الخيال”.
وبالإضافة إلى الإسناد الجوي والاستطلاع، تنشر روسيا قوات خاصة وخبراء في تفكيك الألغام وشرطة عسكرية في مختلف أنحاء سوريا. فبحسب المعلق العسكري في صحيفة “نوفايا غازيتا” الروسية بافل فلغنهاور، فإن أكثر من ألفي مستشار عسكري موجودون أيضا على الأرض.
ويوضح فلغنهاور أنه “تم شحن نحو مليوني طن من الإمدادات العسكرية الروسية إلى سوريا” بما في ذلك منظومة الأسلحة الروسية على غرار قاذفات الصواريخ من طراز توس 1 ووحدات المدفعية ذاتية الحركة “مستا”.
وتطمح موسكو بعد القضاء على تنظيم داعش في عقيربات دعم تحقيق إنجازات ميدانية جديدة خلال الأسابيع المقبلة في سوريا. حيث أعلن الجنرال لابين “لا يمكن إيقافنا”.
أقسام
من الانترنت

أخبار متعلقة