20 سبتمبر، 2017 544 مشاهدات
أكدت الولايات المتحدة الأمريكية أنها وحلفاءها لن يشاركوا في إعادة إعمار سوريا ما لم تنطلق عملية سياسية “ذات صدقية” سريعا، على أن تؤدي هذه العملية إلى رحيل بشار الأسد عن السلطة “لأنه خسر شرعيته وحقه في السلطة”.
وأعلن مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد بعد اجتماع وزراء خارجية 16 دولة والاتحاد الأوروبي بمبادرة من وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أن الوزراء “أجمعوا على أن العمل العسكري والأمني وحده قد يؤدي الى انخفاض العنف لكنه لن ينتج سوريا مستقرة”، مشدداَ على أن “عملية سياسية ذات صدقية تعكس إرادة غالبية السوريين هي فقط ما يمكن أن يحقق هذا الهدف”.
وقال ساترفيلد بعد الاجتماع إنه “يجب أن تكون هناك عملية سياسية لكي تتم المشاركة الدولية في إعادة إعمار سوريا”.
وضم الاجتماع وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والأردن وتركيا وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وكندا وهولندا والدنمارك والنرويج والسويد وممثلة السياسة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغوريني ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جفري فلتمان، وعقد في مقر إقامة تيلرسون على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال ساترفيلد خلال لقاء صحفي بعد الاجتماع إنه “لا يمكن لنظام الأسد وداعميه إعلان النصر بناء فقط على خريطة ومواقع ملونة على الأرض. ومن دون عملية سياسية فإن المجتمع الدولي، كل الدول التي شاركت في الاجتماع اليوم، لن تساهم في إعادة الشرعية أو إعادة الإعمار في سوريا”، مؤكدا في الوقت نفسه التزام هذه الدول استمرار دعم المساعدات الإنسانية في سوريا.
وأوضح أن العملية السياسية ترتكز على مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة، مشيرا الى أن الاجتماع تناول “كيفية إعادة التركيز على جنيف والمسار السياسي”. وقال إن “الجميع أشار الى ضرورة البراغماتية والعملانية والواقعية، لكنهم أوضحوا أن ذلك لا يعني القبول بمصير يحدده النظام وداعموه بل أن نعمل على الانتقال بأسرع وقت من الحلول العسكرية أو الأمنية إلى الخطوة التالية والتي هي بصراحة الخطوة الأصعب، وهي الانخراط السياسي”.
وقال ساترفيلد إن “هزيمة تنظيم داعش لا شك آتية وهي تتقدم بأسرع مما توقعنا، وهذا هو القسم السهل أما القسم الصعب فهو العملية السياسية التي أشدد على أن كل المشاركين هنا يؤمنون بها”.
وعن الوجهة التي يجب أن تأخذها العملية السياسية قال “نحن لا نرى أن الأسد سيبقى في السلطة في نهاية العملية السياسية لأنه خسر شرعيته وحقه في الحكم، ولكن هذا قرار يعود الى الشعب السوري، وهو نتيجة العملية السياسية وعلى هذه العملية أن تبدأ”.
وزاد أن الانتقال إلى العملية السياسية ضروري “في أسرع وقت لكي نصل إلى سوريا غير مقسمة ومستقلة، وحيث لا يعمل وكلاء لأي دولة خارجية فيها، إيران وسواها، وهذا ما توافق عليه كل المشاركين”.
وحذر من أنه ما “لم تتم إعادة إعمار سوريا وإن لم يتحقق الاستقرار الفعلي، ليس بالعمل العسكري وحده، سيتجدد العنف الذي قد يأتي تحت مسميات جديدة، قد لا يكون داعش أو النصرة أو القاعدة ولكنه قد يكون شيئا آخر”.
من جهته أيضا، أكد وزير الخارجية البريطاني “بوريس جونسون” أن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ودولا أخرى لن تدعم إعادة بناء سوريا حتى يكون هناك انتقال سياسي “بعيدا عن الأسد”.
وقال جونسون “نعتقد أن السبيل الوحيد للمضي قدما هو تسيير العملية السياسية وأن نوضح، كمجموعة ذات تفكير متشابه، للإيرانيين والروس ونظام الأسد أننا لن ندعم إعادة بناء سوريا حتى تكون هناك عملية سياسية كهذه وهذا يعني، كما ينص القرار 2254، بأن يكون هناك انتقال سياسي بعيدا عن الأسد”.
أقسام
أخبار