20 سبتمبر، 2017 144 مشاهدات
أبدت الولايات المتحدة الأمريكية فتورا إزاء مبادرة “مجموعة الاتصال” الفرنسية الجديدة للحل في سوريا، في مقابل اجتماع عقده وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون دعا إليه في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حاليا، دولا من حلف شمال الأطلسي إضافة إلى دول عربية، حيث تم حض هذه الدول الأطراف المعنية التفاوض حول عملية الانتقال السياسي.
وطالب ماكرون خلال كلمته في اجتماعات الأمم المتحدة بخلق مجموعة اتصال في سوريا لأجل الوصول إلى “حل سياسي للأزمة”، لافتًا أن المحادثات التي تجري في أستانة بين روسيا وإيران وتركيا لا تكفي، حيث ترغب فرنسا بشدة أن تدخل الدول الخمس الدائمة العضوية في حل النزاع مع الأطراف المعنية بشكل مباشر.
كما عارض ماكرون، في كلمته الرسمية، تهديد ترامب بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران، متحدثا عن أن هذه الخطوة، إن تمت، ستمثل “خطأ كبيرا”، خاصة إذا جرى ذلك دون وضع مقترح آخر، لافتا إلى أن عدم احترام الاتفاق الذي وصفه بالمفيد، يعدّ أمرا غير مسؤول. وصرّح ماكرون بعد اختتام كلمته أن بشار الأسد “مجرم، يجب محاكمته وأن يتم استجوابه حول الجرائم التي ارتكبها أمام العدالة الدولية”.
وحول الدعوة الفرنسية لإقامة “مجموعة اتصال” جديدة للحل في سوريا، قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي بالوكالة “ديفيد ساترفيلد” للصحفيين: “لم يكن هناك نقاش لمحافل أخرى خلال هذا الاجتماع”، في إشارة إلى محادثات تيلرسون مع شركاء دوليين ووزراء من المنطقة. فيما أكد زير خارجية هولندا بيرت كوندرز أنه “لم تتم مناقشة الاقتراح الفرنسي”.
وقال مسؤول أمريكي لوكالة فرانس برس بعد الاجتماع “إذا كانت إيران موجودة في مجموعة الاتصال، فسيكون صعبا بالنسبة إلينا”، في محاولة لتفسير الموقف الأمريكي.
وحذرت فرنسا من “تفكك سوريا” وفتح المجال للجماعات الإسلامية المتشددة ما لم توحد دول العالم جهودها للسعي من أجل حل سلمي، معلنة عن اجتماع للأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع في نيويورك لمحاولة تشكيل “مجموعة اتصال” لإحياء الحل السياسي.
وأشار وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى أن فرنسا تريد “تشكيل مجموعة اتصال ترتكز على الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وتجمع الأطراف الرئيسيين في النزاع”.
وأضاف لو دريان “الخطر الأكبر هو أن مستقبل سوريا ستحدده المواقف العسكرية، وهو ما قد تكون له عاقبتان.. تشرذم تنظيم داعش وتأجيج أشكال جديدة من التطرف تحل محل التنظيم.
وذكر الوزير الفرنسي أن “الواقعية” تملي رحيل بشار الأسد عن السلطة بعد أن هرب ملايين السوريين من البلاد بسبب الحرب “لكن من المهم أن تعمل القوى الكبرى معا لإنعاش محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة في جنيف”.
ولفت لو دريان إلى أنه “علينا أن نتخلص من الأساليب التي لم تمكننا من إيجاد حل منذ 2011. ولهذا السبب تريد فرنسا تشكيل مجموعة اتصال أساسها الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي ثم الأطراف الإقليمية المتأثرة بالوضع”.
ومع أن باريس سعت إلى تحسين العلاقات مع روسيا في عهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فإن موقفها يجعلها على خلاف مع موسكو وإيران اللتين تدعمان الأسد وتقولان إن الشعب السوري هو الذي ينبغي أن يقرر مصيره.
ويقول ديبلوماسيون أيضا إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تحدد بعد ملامح رؤيتها لعملية سياسية في سوريا، وأنها تركز في شكل أساسي على التصدي لتنظيم داعش وتحجيم دور إيران.
وأقر ساترفيلد بأن المساعي إلى حل سياسي في سوريا لم تحقق أي تقدم منذ مؤتمر جنيف في تموز/يوليو عام 2012 الذي تم فيه التوافق على مبادئ حكومة انتقالية في سوريا. لكنه أكد أنه بعد خمس سنوات من الحرب الدامية فإن الأطراف المعنيين على استعداد لتقبل أن عليهم الالتزام بخطة السلام التي تدعمها الأمم المتحدة وبتسوية تحظى بدعم الشعب السوري.
وأضاف: “هناك اعتراف في سوريا كما نعتقد من كل الأطراف بأنه يجب أن يتم وضع حد للعنف وأن عملية سياسية يجب أن تبدأ بعد انتهاء العنف”.
وتبنى مجلس الأمن الدولي بالفعل خريطة طريق للانتقال السياسي في سوريا. وقال ديبلوماسيان إن المقترح الفرنسي الأحدث يهدف لاتفاق الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس على طبيعة الخطوات القادمة.
وسيضم مجلس الأمن الدولي بعد ذلك القوى الكبرى في المنطقة إلى العملية، على رغم أن ديبلوماسيين يقولون إن المقترح سيكون بلا جدوى من دون مشاركة إيران، وهو ما بات صعبا بسبب موقف إدارة ترامب المعادي بشدة طهران.
وقال ديبلوماسي في الأمم المتحدة إن “المجموعة الدولية لدعم سوريا ضخمة. ما نحتاج إليه هو القوة والإرادة للمبادرة. يجب أن نبدع للبحث عن سبل لإدخال إيران في المعادلة من دون عرقلة الأمر برمته والتحرك قدما”.
أقسام
أخبار