20 سبتمبر، 2017 549 مشاهدات
يستهدف الطيران الحربي السوري والروسي منذ يومين المراكز الطبية والمشافي الميدانية في محافظتي إدلب وحماة ردا على هجوم تشنه هيئة تحرير الشام ضد مواقع تابعة للنظام في ريف حماة الشمالي، بالتزامن مع جهود دولية لترسيخ هدنة ووقف لإطلاق النار في المنطقة.
وكانت كل من روسيا وتركيا وإيران قد توصلت في أيار/مايو الفائت، في إطار محادثات أستانة، إلى اتفاق لإقامة أربع مناطق خفض تصعيد في سوريا، ليتم الاتفاق يوم الجمعة الفائت على نشر مراقبين منها في منطقة خفض التصعيد الرابعة التي تضم إدلب وأجزاء من محافظات حماة واللاذقية وحلب المحاذية لها، فيما أعلنت هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” رفضها للتوافقات الدوالية بموجب أستانة وأنها عازمة على مواصلة “جهادها” ضد قوات الأسد وحلفائه.
هذا فيما أعربت شخصيات في المعارضة السورية عن مخاوفها من أن يفتح باب هجمات النصرة الأخيرة على حماة سيناريو تسليم حلب، محذرة من انهيار هدنة إدلب قبل أن تطبق فعليا، ولفت المستشار الإعلامي لوفد فصائل المعارضة في أستانة “يحيى العريضي” إلى أن “إطلاق جبهة النصرة غزواتها اليوم في المنطقة التي شملها اتفاق التهدئة لإدلب مطلوب من النظام وإيران، لأنهما لا يريدان لهذا الاتفاق أن يتم”. وأضاف “أردنا للاتفاق أن ينجي إدلب من عين العاصفة، وها هي النصرة توفر لهم الذريعة”. وتساءل العريضي “هل نحن أمام تكرار سيناريو حلب؟”.
هذا فيما أشار مصطفى سيجري، رئيس المكتب السياسي في “لواء المعتصم” التابع للجيش السوري الحر، إلى أن “عملية حماة العسكرية التي انطلقت مؤخرا هي مسرحية جديدة على دماء الفقراء”. واعتبر سيجري أن زعيم النصرة “أبو محمد «الجولاني” يسعى إلى إعطاء إيران مبررا لنقض الاتفاق، ويريد تسليم إدلب كما سلموا قبلها حلب والموصل والرقة”.
وشن مقاتلوا هيئة تحرير الشام هجوما ضمن معركة أسموها “يا عباد الله اثبتوا” استهدف مواقع لقوات النظام في ريف حماة الشمالي الشرقي بعد تمهيد مدفعي وسيطروا على قريتين خلال معارك طاحنة تسببت بمقتل 17 عنصرا من الهيئة و31 عنصرا من قوات النظام ومليشيات الشبيحة والمرتزقة الأجانب الموالية لها، كما قتل مسعفان وناشط إعلامي يرافقون حملة الهيئة.
وتمكن عناصر الهيئة من السيطرة على بلدات طليسية ومعان والشعثة وتلة السودا، وبعض النقاط المتقدمة في بلدتي خفسين وقصر أبو سمرة، بعد اشتباكات وصفت بالعنيفة دارت بين الطرفين، كما تمكنوا من تدمير دبابة لقوات النظام على محور بلدة معان الموالية بصاروخ موجه. في حين أعلن “جيش العزة” التابع للجيش الحر والمشارك في المعركة تفجير 3 طائرات رابضة في مطار حماة العسكري جراء استهداف المطار بصواريخ “غراد”.
كما تم استهدف تحصينات قوات النظام في حواجز القبان والسمان والمداجن في محيط بلدات طيبة الإمام والزغبة وبليل والقاهرة شمال حماة، والحاكورة في الريف الغربي بالصواريخ وقذائف المدفعية، بينما شوهدت العشرات من سيارات الإسعاف تنقل قتلى وجرحى قوات النظام نحو مشفى حماة الوطني.
وإثر هجوم عناصر الهيئة تدخل الطيران الحربي الروسي بعد الطيران السوري لتستهدف الغارات بشكل مباشر عدة مشاف ومراكز طبية أبرزها مستشفى للتوليد في قرية التح والنقطة الطبية الرئيسية في مدينة خان شيخون، كما طالت الغارات مشفيين في مدينة كفرنبل وقرية معرزيتا، كما تم استهداف مراكز الدفاع المدني.
وتسببت الغارات على مستشفى التح بمقتل سيدة مسنّة تعمل فيه وإصابة آخرين، وذكر اتحاد المنظمات الطبية الاغاثية السورية، أن القتيلة هي عاملة تنظيف تعمل في المستشفى، مشيرا إلى جرح أفراد من الطاقم الطبي. وأوضح في بيان أن القصف أدى إلى اشتعال خزانات وقود مخصصة لتوليد الكهرباء وتدمير غرفة الحاضنات بشكل كامل. ونددت المنظمة بهذه الضربات، محذرة من عودة الهجمات الممنهجة على المستشفيات على رغم اتفاقات خفض التصعيد.
أقسام
من سوريا