عمالة الأطفال أحد أسباب تركهم المدارس وحرمانهم التعليم

مع بداية العام الدراسي الجديد في الجنوب السوري، يلاحظ أن معظم الأطفال دون سن الثامنة عشر لا يذهبون للمدارس، فمنهم من يعمل وأصبح المعيل الوحيد لأسرته، ومنهم من هجر...
مدرسة في محافظة درعا
مع بداية العام الدراسي الجديد في الجنوب السوري، يلاحظ أن معظم الأطفال دون سن الثامنة عشر لا يذهبون للمدارس، فمنهم من يعمل وأصبح المعيل الوحيد لأسرته، ومنهم من هجر من منطقته وترك مدرسته.
لقد رسمت الحرب ملامحها على وجوه هؤلاء الأطفال الذين لا يدركون أساسا مخاطر ترك المدرسة وأصبح همهم الوحيد هو جمع قوت للعائلة في ظل غياب المعيلين للأسرة بسبب ظروف الحرب أو الاعتقال أو الاختفاء القسري والنزوح واللجوء.
مديرية التربية الحرة في محافظة درعا أكدت أن 25 بالمئة من الأطفال دون سن العاشرة تركوا المدرسة، ويعود هذا، بحسب المديرية، لعدة أسباب أهمها التهجير القسري الذي اتبعه نظام الأسد وتنظيم داعش، مما أجبر الكثير من الأطفال على العزوف عن الذهاب لمدرسة جديدة لا يوجد لهم فيها أصدقاء، وتؤكد مديرية التربية على تقصير الحكومة المؤقتة تجاه التعليم فالكادر التدريسي هو متطوع والحكومة المؤقتة لم تصرف أي أجور لهذا الكادر منذ نشأة مديرة التربية الحرة في درعا، وأكدوا أنهم بحاجة للدعم من أجل ترميم المدارس التي دمرت بفعل قصف طائرات ومدفعية النظام.
والملفت للنظر أن هؤلاء الأطفال يعملون في مهن صعبة بالقياس مع أعمارهم، وأغلبهم يعملون كعمال في ورش المكنيك والحدادة وكذلك في الحقول والزراعة بأجور زهيدة لا تكفيهم قوت يومهم مع عائلاتهم.
ولفت أحد الخبراء التربويين في المنطقة إلى أن هناك أربعة جوانب أساسية تؤثر على الطفل الذي يمارس الأعمال في سن مبكرة، وهي تغيرات في النمو والتطور الجسدي؛ حيث يتأثر الطفل صحياً من ناحية القوة والتناسق العضوي، وكذلك السمع والبصر بسبب الكدمات والجروح وصعوبة التنفس والنزيف وغيرها، وانخفاض التطور المعرفي والثقافي حيث تنخفض المقدرة على القراءة والكتابة والإبداع والحساب، وكذلك انخفاض التطور العاطفي للطفل، حيث يفقد الطفل احترامه لذاته وتقبله للآخرين وارتباطه بأسرته والتعرض للعنف من قبل أصحاب العمل.
جدير بالذكر أن أطفال سوريا يصنفون كأكبر متضرر من الحرب، فالظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها السوريون في المناطق المحررة على مدار سبع سنوات دفعت الكثير من الأسر لإرسال أبنائها للعمل في سن مبكرة عند أصحاب المهن المختلفة كبائعين في محلات المحروقات وبسطات السجائر أو ورش التصليح والحدادة والنجارة..
محمد المصطفى
أقسام
من سوريا

أخبار متعلقة