28 سبتمبر، 2017 2755 مشاهدات
تجمع الأولاد الصغار وهم يرتدون حقائب الظهر في مدرسة ابتدائية بمدينة دوما، صباح يوم السبت، وهم يمشون مبتسمين بين مقاعد مغطاة بالغبار.
في الفصول الدراسية، يتسرب الضوء من خلال ثقب خطي في السقف، مع تآكل الخرسانة وقضبان الفولاذ المكشوفة التي تركت بسبب شح الموارد وعدم القدرة على إيجاد مصادر للنفقات العامة. وقد أصيب المبنى بأضرار في مرحلة ما خلال غارة أو قصف مدفعي نفذه الجيش العربي السوري على المدينة الثائرة فحولها من مدينة آمنة إلى ساحة معركة على مدى ست سنوات.
وفى حجرة صفية أخرى، تم تغطية الشبك المعدني لنافذة كانت مدلاة إلى الداخل، نتيجة انفجار قوي. وكانت ثمة لوحة مرسومة على جدران المبنى المدرسي بخليط من الرصاص وشظايا القذائف المدفعية والهاون.
وفي خضم هذا التدمير، عاد أطفال دوما إلى صفوفهم على الرغم من استمرار الحرب حولهم في مدينة دوما المحررة التي يسيطر عليها ثوار جيش الإسلام وفصائل المعارضة.
الجيش العربي السوري، وخصوصا الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، يستهدف بشكل منتظم مدينة دوما، حيث المعقل الأبرز لثوار الغوطى الشرقية منذ اندلاع الثورة، وتقول مجموعات المراقبة الدولية إن حكومة الأسد وحلفاءها يستهدفون عمدا المدارس والمستشفيات في المناطق التي يسيطر عليها الثوار.
في دوما، كانت المعارك عنيفة منذ عام 2013، والغارات الجوية والمعارك البرية تركت الكثير من مبان المدينة في حالة خراب تام.
وفي اليوم نفسه الذي بدأت فيه المدرسة، أفادت مجموعة طبية مقرها دوما أن قصفا عنيفا على المنطقة أصاب عدة أشخاص. ولكن في المدرسة المحلية، تم استيعاب الطلاب لمنحهم بعضا من الشعور بالحياة الطبيعية على الرغم من استمرار تأجج الصراع حولهم.
في المبنى، الأعمال الفنية للأطفال وحروف اللغة العربية المعلقة على الحائط تذكر بأن المدرسة عادت مرة أخرى للحياة وأن عجلتها عادت للدوران.
في دوما، على بعد ستة أميال فقط من العاصمة دمشق، تبدو علامات الحرب وآثارها في كل مكان. وهي واحدة من آخر المناطق المتبقية من منطقة شاسعة بالقرب من دمشق التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة.
وقد أمضى السكان الكثير من وقتهم في عزلة بعيدا عن العالم الخارجي، مع اعتمادهم على المنظمات الإنسانية لتوفير احتياجاتهم الأساسية. وخلال الشهر الماضي، سلم الهلال الأحمر العربي السوري الغذاء والإمدادات الطبية واللقاحات كجزء من قافلة المساعدات بموجب اتفاق خفض التصعيد الذي أبره ثوار المدينة مع الجانب الروسي برعاية ووساطة من السيد أحمد الجربا رئيس تيار الغد السوري.
وقد قطعت الحرب تعليم الأطفال. وأدى النزاع المطول إلى تدمير جزئي أو كامل لأكثر من 5000 مدرسة، وفقا لمفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين.
ومع نزوح ما يقرب من ستة ملايين سوري داخليا وخمسة ملايين آخرين ممن فروا من البلاد كلاجئين، أصبح انعدام الحصول على التعليم قضية رئيسية. أما في البلدان المجاورة التي تستضيف أغلبية اللاجئين السوريين، فإن ما لا يقل عن 536 ألف طفل في سن الدراسة لا يحصلون على التعليم، وفقا لتقرير صدر مؤخرا عن هيومن رايتس ووتش. ويوم الأحد الماضي، أفادت منظمة إنقاذ الطفولة أن المشكلة قد ازدادت سوءا، وأن ثلث الأطفال اللاجئين السوريين غير الملتحقين بالمدارس هذا العام مقارنة بالعام الماضي.
قبل أسبوع من فتح مدارس دوما، قامت أسماء الأسد بزيارة مدرسة دار الأمان التي افتتحت حديثا في محافظة طرطوس وظهر من الصور التي نشرت يومها فرحة الأطفال بعودتهم إلى المدرسة بملابسهم الزاهية وشرائطهم الملونة وابتسامتهم البريئة في صفوف مطلية بألوان بهيجة تناسب الحياة التي تعيشها زوجة بشار الأسد على حساب تعاسة الشعب السوري بأسره.
أقسام
من الانترنت