الجربا: روسيا تملك مفتاح الحل واتفاقيات خفض التصعيد وسيلة فعالة لإشراك العرب

دعا رئيس تيار الغد السوري، أحمد الجربا، كل من يبحث عن حل للأزمة السورية للتفاوض مع الروس، باعتبارهم من يملكون الآن مفاتيح الحل، وشدد على أن دعم تيار الغد السوري،...

دعا رئيس تيار الغد السوري، أحمد الجربا، كل من يبحث عن حل للأزمة السورية للتفاوض مع الروس، باعتبارهم من يملكون الآن مفاتيح الحل، وشدد على أن دعم تيار الغد السوري، لاتفاقيات خفض التصعيد يأتي لكونها أصبحت ضرورة بعد تغير موازين القوة العسكرية، ووسيلة فعالة لإشراك العرب في عملية ملء الفراغ بالمناطق التي كانت تسيطر عليها التنظيمات المسلحة في سوريا، والأهم أنها أيضا وسيلة لتحسين أحوال المدنيين الذين انهكتهم سنوات الحرب.

وأشار الجربا، في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية في القاهرة إلى أن اتفاق خفض التصعيد بجنوب دمشق، الذي تم إعلانه أمس الخميس، “قد لا يكون الأخير بالمستقبل القريب”.

وحول جدوى اتفاق خفض التصعيد في إدلب، والطرح بأن الأتراك قد لا يكونون جادين في القضاء على وجود جبهة النصرة في المحافظةـ وأن تواجدهم هناك يهدف بصورة أساسية لمراقبة أي تطور لوضع الأكراد في عفرين بحلب نظرا لحساسية العلاقة بينهم، قال: إن “التطورات هي من ستحسم مدى جدية الأتراك”.

وقال الجربا :”تركيا ارتكبت أخطاء… فقد سهلت دخول المتطرفين إلى سوريا عبر حدودها، وهذا معروف للجميع. لكن نأمل أن يكون اتفاق خفض التصعيد شأنا آخر، وأن تبدأ قريبا في تصفية مقار الجبهة، لأنها إذا لم تقم بذلك سينكشف أمنها، بالأساس وستتدخل دول أخرى سريعا، ربما روسيا أو الولايات المتحدة، لإنجاز تلك المهمة”.

وأكد الجربا أن اتفاقيات خفض التصعيد “لا تهدف، كما يردد البعض إلى تقسيم سوريا لمناطق نفوذ أو تصفية المعارضة أو شرعنة بقاء نظام بشار الأسد، وإنما جاءت كضرورة لتعويض تعثر المعارضة المسلحة بثقل سياسي عربي يوازن ويكبح التهديدات المحيطة، وفي مقدمتها التهديد الإيراني”.

وأوضح: “كان اعتراضنا الأساسي على اجتماعات أستانة، عدم وجود أي طرف عربي على طاولة مفاوضاتها… لذا فإننا بتيار الغد السوري، بالاتفاق مع الأخوة المصريين، تحدثنا مع الروس بهذا الشأن، ومن ثم جاءوا هم للقاهرة، قلب العروبة ومقر الجامعة العربية، وأنجزنا معهم أكثر من اتفاق، وأصبح هناك نوع من التوازن بين ما يصدر عن القوى الإقليمية في أستانة وبين ما ينجز بالقاهرة، برعاية مصر ودعم الأشقاء في السعودية والإمارات”.

وأعرب “الجربا” عن ثقته في أن الخروقات في مناطق خفض التصعيد لن تتطور إلى انهيار كامل للاتفاقيات “لأن علاقات مصر، بما لها من ثقل، مع روسيا يشكل ضمانة، وعند حدوث أي خرق كبير، سيكون هناك ضغط ومسارعة لمعالجته، لأن الاتفاق بالنهاية عقد بواسطتهم”.

وحول ما يتردد من أن اتفاقيات خفض التصعيد هندسة روسية لتصفية المعارضة المسلحة، قال :”الروس لهم أفكارهم ومصالحهم، وكذلك الأتراك والإيرانيون، كما أن المعارضة المسلحة ضعفت بدرجة كبيرة بعد سقوط حلب والدليل توقف الدعم الأمريكي لها سواء على مستوى السلاح أو المال… ونحن لسنا سعداء بذلك ولا يصب ذلك بمصلحتنا، ولذا قرأنا الواقع بتعقل وصار مشروعنا اليوم هو العمل على تعويض هذا بثقل سياسي يضمن تحقق أهداف الثورة”.

وأضاف: “وصلنا إلى قناعة بأن اتفاقيات خفض التصعيد ضرورة لإشراك القوى العربية في عملية ملء الفراغ بالمناطق، التي كانت تحتلها التنظيمات الإرهابية كتنظيم داعش وجبهة النصرة، وذلك في ظل وجود مخططات عدة من قبل النظام وحلفائه الروس والإيرانيين لملئه”.

واستغرب الجربا، الحديث الآن عن تطلعه أو ترشيحه لتولي منصب سياسي بارز بالمستقبل مكافأة عن دوره كعراب لاتفاقيات خفض التصعيد، وقال: “هذا لم يطرح من جانبي، ولا من قبل أي طرف وليس لدي تطلعات شخصية… لست نبيا أو أدعي أني عازف، ولكن من يقبل بأي منصب كبير بما في ذلك رئاسة الوزراء في بلد منكوب مثل سوريا سيخسر الكثير من شعبيته ويستحق الدعاء له”.

وحول تعدد علاقاته بأكثر من طرف، قال :”أنا محسوب على سوريا… لنا علاقات مع دول وأطراف بدول عدة، وهذا طبيعي ومقبول، فأي ثورة أو معارضة لابد أن تُدعم من الخارج.. أما غير المقبول هو أن نتحول إلى عملاء أو تابعين لأي طرف ولا نتحرك إلا بتعليمات نتلقاها عبر الهاتف”.

وشدد: “قلت من البداية إن لدي علاقات جيدة مع مصر والسعودية والإمارات… ومن الطبيعي أن تهتم هذه الدول الكبرى بمستقبل سوريا ووحدتها لما له تأثير على أمن المنطقة… وفي المقابل نرى نحن، كسوريين، أن دعم العرب مهم من أجل الوصول لحل سياسي أولا ثم من أجل إعادة الإعمار”.

وتابع :”لدينا علاقة مع الأمريكيين، فقوات النخبة التابعة لنا لها علاقات مباشرة مع التحالف الدولي ضد داعش… وبالطبع لنا علاقة مع الروس، فلا يوجد حل اليوم بدونهم، فهم من دعموا النظام وأنقذوه من السقوط، وبالتالي سيبقون في المشهد لسنوات ليست قليلة… وفي ظل صراع النفوذ بين اللاعبين الكبيرين، للأسف لا نملك شيئا سوى إيجاد علاقة متوازنة معهما”.

وأشاد الجربا بالزيارة التي قام بها العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز لموسكو مؤخرا، واصفا إياها بأنها “خطوة تكميلية للطريق الصحيح الذي تسير عليه السعودية”، وتوقع أن تكون لهذه الزيارة نتائج إيجابية عديدة فيما يتعلق بالوضع في سوريا”. وبالرغم من إعرابه عن قلقه من محاولات إيران للسيطرة على أغلب الحدود العراقية السورية، فقد رأى أن الجهود الحالية للدول العربية وتحديدا السعودية ومصر والإمارات قد تنجح في كبح جماحها، خاصة في ظل التوتر بين إيران والولايات المتحدة.

وأكد رئيس تيار الغد السوري، أن سياسات إيران “تمثل تهديدا خطيرا لسوريا، وخاصة لأبناء المنطقة الشرقية، ولذا سارعنا لإنشاء المجلس العربي للجزيرة والفرات(في المنطقة الشرقية) ليكون حائط سد أمام محاولات الجميع، وفي مقدمتهم الإيرانيون للسيطرة عليها، وليس كما يردد البعض ليكون واجهة شعبية شرعية تمنح الأمريكيين امتيازات وقواعد”.

أقسام
الأخبار المميزةرئيس التيارنشاطات التيار

أخبار متعلقة