18 أكتوبر، 2017 135 مشاهدات
بعد أربع سنين عجاف على إعلان محافظة الرقة عاصمة لـ”دولة الخلافة” في سوريا والعراق من قبل تنظيم داعش، استطاعت قوات التحالف الدولي طرد التنظيم من معقله في المدينة بعد نحو 120 يوما من المعارك التي بدأت في حزيران/يونيو الماضي.
حيث أعلن الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية التي قامت بالجهد الأكبر على الأرض إنه تم الانتهاء من العمليات العسكرية والسيطرة بالكامل على الرقة، وفور الإعلان عن تحرير المدينة تجمع الآلاف من عناصر قوات سوريا الديمقراطية وما تبقى من المدنيين في وسط المدينة عند دوار النعيم الذي طالما شهد عمليات إعدام وحشية نفذها التنظيم بحق الأهالي ونشطاء المدينة وثوارها.
وعلى رغم الإنجاز الكبير الذي حققته قوات سوريا الديمقراطية، التي تتكون من قوات كردية وعربية وسريانية وتركمانية، فإنها ستواجه تحديات جدية، على رأسها إدارة مرحلة ما بعد داعش في الرقة والحفاظ على سلام هش في المدينة وتجنب التوترات العرقية وإعادة الأعمار.
وجاء الإعلان عن السيطرة على الرقة بعد استعادة الملعب البلدي، صباح أمس، بعد ساعات من طرد عناصر التنظيم من “دوار النعيم”. وشكلت هذه النقاط الواقعة وسط الرقة، آخر الجيوب التي انكفأ إليها العشرات من العناصر الأجنبية في التنظيم في الأيام الأخيرة.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 3250 شخصا بينهم 1130 مدنيا على الأقل في مدينة الرقة، منذ الخامس من حزيران/يونيو الماضي، مشيرا إلى وجود مئات المفقودين من المدنيين تحت أنقاض الأبنية المدمرة، فيما قدرت مصادر حقوقية أخرى العدد بـ6500 مدني سقطوا خلال المعارك والقصف الجوي العنيف على المدينة.
من جهته، قال الكولونيل، رايان ديلون، الناطق باسم التحالف الدولي: “نعلم أنه ما زالت هناك عبوات ناسفة بدائية الصنع وألغام في المناطق التي كان التنظيم يسيطر عليها ذات يوم، ومن ثم ستواصل قوات سوريا الديموقراطية تطهير هذه المناطق بحرص”. وذكر أن التنظيم خسر 87 في المئة من الأراضي التي تمكن من السيطرة عليها في العام 2014 في كل من سوريا والعراق، موضحا أن التحالف نجح في تحرير أكثر من 6.5 ملايين شخص كانوا تحت سيطرة التنظيم.
وقال الباحث في المعهد الأمريكي للأمن، نيك هاريس، لوكالة فرانس برس إنه “حين كانت الخلافة الإسلامية في أوج قوتها في العام 2014، هددت بحكم سوريا من حلب حتى الحدود العراقية ثم تراجعت الآن إلى منطقة محدودة في دير الزور تحاصرها وتتقدم فيها قوات الأسد وحلفاؤها كما التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
ويقول هاريس: “لطالما كان داعش مزمعا على أن تكون دير الزور والمنطقة المحيطة بمدينة القائم في العراق آخر معقل لخلافته”. فهذه المنطقة بعيدة عن دمشق وبغداد، ويفصلها عنهما أراض صحراوية صعب اجتيازها. وتشكل بالتالي “المكان المثالي لتكون دعامة الخلافة الأخيرة”.
ويضيف “الحقيقة المرة أن داعش سيكون دمويا في عصيانه (المرتقب) وشبكة خلاياه الإرهابية تماما كما هي الحال حين كان مشروع دولة”، محذرا من “الحضور الالكتروني القوي” المستمر للتنظيم المتطرف في ما وصفه بـ”الخلافة الافتراضية”.
فيما يقول الباحث في المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي، تشارلي وينتر، إن “أهم ما كان يمكن لداعش القيام به ايديولوجيا، أنجزه بالفعل وهو إعلان الخلافة واستمرارها لسنوات عدة وجذبه عشرات الآلاف من كافة أنحاء العالم للانضمام إليه”. ويضيف: “أعتقد أن التأثير الايديولوجي لذلك سيكون ضخما جدا ولسنوات عدة مقبلة حتى لو خسر التنظيم مناطق سيطرته في سوريا بعد خسارة مناطقه في العراق”.
ولا يزال عناصر من تنظيم داعش يحتفظون بالسيطرة على بعض الجيوب الصغيرة في محافظات حمص وحماة ودمشق ودرعا ودير الزور. لكن يشكل الجزء المتبقي تحت سيطرته في شرق محافظة دير الزور، “مركز ثقله الأخير”، على رغم أنه خسر خلال أقل من شهرين سيطرته على أكثر من نصف مساحتها.
ويواجه التنظيم في مناطق سيطرته في شرق دير الزور، تقدما مضطردا للقوات الأسد والمليشيات الموالية والحليفة بقيادة روسية، حيث بدأت هذه القوات باقتحام أحياء جديدة في دير الزور لتطهيرها من داعش الذي لا يزال يسيطر على خمسة أحياء في المدينة وعدة مدن في ريفها، كما تمكنت قوات الأسد من طرد داعش من مدينة الميادين التي كانت تعد أحد أبرز معاقله الأسبوع الماضي، وبذلك، باتت مدينة البوكمال آخر معقل له شرقي سوريا.
أقسام
من الانترنت