28 أكتوبر، 2017 948 مشاهدات
تبادر عدة دول غربية إلى تجديد التحرك في مجلس الأمن الدولي لطرح مشروع قرار تحت الفصل السابع بخصوص إجراء عقابي لمحاسبة نظام الأسد في ضوء نتائج التحقيق الدولي الذي أكد مسؤولية النظام عن الهجوم بغاز السارين على مدينة خان شيخون، بحسب ما أعلن السفير البريطاني ماثيو ريكروفت.
من جهته وصف مصدر مسؤول في نظام الأسد تقرير الأمم المتحدة الذي حمّله مسؤولية الهجوم بغاز السارين على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي بأنه “تزوير للحقيقة وتحريف”. وكان الكرملين قد سبق النظام في انتقاد التقرير منددا بـ”عناصر متضاربة” فيه.
وقال ريكروفت من نيويورك “نبحث في كيفية متابعة العمل بناء على تقرير لجنة التحقيق مع زملائنا في مجلس الأمن الدولي ويجب أن نصدر قرارا تحت الفصل السابع تنفيذا لما كنا اتفقنا عليه” بموجب القرار ٢١١٨ الذي صدر بموافقة روسية عام ٢٠١٣ بعد هجوم أكبر على الغوطة الشرقية.
ولم يحدّد السفير البريطاني موعد طرح مشروع القرار، إلا أنه أشار إلى إمساك الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الملف في مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن المشاورات انطلقت في شأنه. ودعا ريكروفت روسيا إلى الانضمام إلى هذا التحرك “إذ يجب أن نتصرف وفق ما قلناه جميعا” في القرار ٢١١٨ “حول ضرورة اتخاذ تدابير تحت الفصل السابع إن استخدمت الأسلحة الكيماوية مجددا”.
وشدّد على ضرورة تبني مثل هذا القرار “للتأكد من إجراء المحاسبة على كل من استخدم الأسلحة الكيماوية في سورية، ونحن الآن نعلم من دون شك من قام بذلك، إنه النظام، ولهذا أدعو روسيا إلى أن تتصرف بموجب ما كانت التزمته”.
وقال ريكروفت إن روسيا “تفعل كل ما في وسعها لحماية نظام الأسد… وهي ستعمل على تشويه سمعة لجنة التحقيق وستنتقد التقرير وتتّهمه بالتسييس والانحياز وعدم الموضوعية والمهنية”. ودعا روسيا إلى الانضمام إلى مجلس الأمن الدولي “في متابعة العمل حول استخدام غاز السارين من نظام الأسد والتأكد في شكل نهائي من محاسبة المرتكبين”.
أما وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، فقد اتهم روسيا بمحاولة التستر على استخدام بشار الأسد لغاز السارين، وقال إن سلوك موسكو يقوض الإجماع الدولي ضد الأسلحة الكيميائية، داعيا المجتمع الدولي إلى محاسبة نظام الأسد على هذه الجريمة.
هذا فيما قالت الخارجية الفرنسية تعليقا على تقرير التحقيق الدولي حول مجزرة خان شيخون إن “الإفلات من العقاب هو أمر غير مقبول”، واعتبرت الناطقة باسم الوزارة، أنييس روماتيت اسبانيو، أن تقرير خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية هو “تأكيد للانتهاكات الخطيرة للنظام السوري وأن فرنسا تواصل العمل مع شركائها في نيويورك ولاهاي من أجل الخروج بخلاصات عملية من التقرير وتحديد الطريقة الأمثل لمعاقبة المسؤولين عن هذه الهجمات ومكافحة انتشار الأسلحة الكيميائية”.
وكانت لجنة التحقيق الدولية قد حمّلت نظام بشار الأسد مسؤولية الهجوم الكيميائي على خان شيخون في الرابع من شهر نيسان/أبريل الماضي، في تقرير عن خلاصة تحقيق قدّمه الأمين العام للأمم المتحدة إلى أعضاء مجلس الأمن مساء أول أمس الخميس، ما جدّد المواجهة الأمريكية الروسية حول مصير اللجنة التي كانت موسكو قد أسقطت قرار تمديد عملها بالفيتو يوم الثلاثاء الماضي.
وأكدت اللجنة أن المعلومات التي جمعتها “تشكّل أساسا موثوقا فيه وأدلة يعتدّ بها بأن ذخائر ألقيت من الجو على مدينة خان شيخون بين الساعة ٦:٣٠ و٧ صباحا في ٤ نيسان/أبريل ٢٠١٧، وأن طائرة تابعة للجيش العربي السوري كانت تحلّق تماما فوق خان شيخون في الوقت ذاته بالتحديد”.
وأضافت أن “الإصابات وقعت في خان شيخون بسبب انبعاث غاز السارين في صباح اليوم ذاته، وأن الحفرة التي سببتها القذيفة نتجت من قصف من الجو من طائرة تحلّق بسرعة عالية”.
من جهتها، أعلنت السفيرة الأمريكية في مجلس الأمن والأمم المتحدة، نيكي هايلي، بعيد صدور التقرير، أن التحقيق “يؤكد مسؤولية نظام الأسد عن هجوم خان شيخون الكيميائي، وعلى رغم ذلك تواصل بعض الدول محاولة حماية هذا النظام، وهو ما يجب أن يتوقف الآن”.
وكان السفير الروسي في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، قد استبق صدور التقرير وشكّك في مهنيّة التحقيق الذي أجرته اللجنة حتى قبل صدوره، بعدما أسقط بالفيتو مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن نصّ على تمديد عمل اللجنة عاما إضافيا.
هذا فيما قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، إن موسكو لا يمكن أن تقبل بالتقرير ووصفه بأنه “منحاز”، و”لم يوضع على أسس مهنيّة محترفة”. وزاد أن لجنة التحقيق الدولية في أحداث خان شيخون ارتكبت عيوبا واضحة في أساليب التحقيق، كما استندت إلى شهادات تحوم حولها شبهات، في إشارة إلى إفادات قدّمها ناشطون في منظمة الدفاع المدني السوري (المعترف والمحتفى بها عالميا) التي اتهمها موسكو بأنها “فبركت معطيات وعروضا مسرحية” في موقع المجزرة.
أقسام
أخبار