استمرار القصف على منطقة سهل الحولة رغم شملها باتفاق خفض التصعيد

منذ اندلاع الثورة السورية لم تقف منطقة الحولة على الحياد بل شاركت مدنها وقراها بالاحتجاجات الحاشدة شبه اليومية التي طالبت بالحرية والكرامة وإسقاط نظام الاستبداد والفساد والتي تركزّت في...
بلدة تلدو بمنطقة الحولة بريف محافظة حمص
منذ اندلاع الثورة السورية لم تقف منطقة الحولة على الحياد بل شاركت مدنها وقراها بالاحتجاجات الحاشدة شبه اليومية التي طالبت بالحرية والكرامة وإسقاط نظام الاستبداد والفساد والتي تركزّت في ساحة الحرية، خصوصا عقب كل صلاة جمعة، نتيجة لتلك المظاهرات قامت أجهزة الأمن السورية التابعة لبشار الأسد وشبيحة النظام بارتكاب عدّة مجازر بحق المتظاهرين السلميين والمدنيين في منطقة الحولة.
سهل الحولة وهو سهل زراعي في غرب سورية يشكل امتدادا لسهل الغاب، متوسط ارتفاعه 450 م عن سطح البحر، تقع الحولة في أقصى الشمال الغربي لمحافظة حمص تبعد عن مدينة حمص 35 كم وعن حماة 40 كم.
نظام الأسد لم يلتزم بأي اتفاقية دولية مبرمة بشأن الوضع في سوريا وكان آخرها الاتفاق الذي وقع في العاصمة المصرية القاهرة في مطلع آب/أغسطس هذا العام والذي جرى بين الجانب الروسي ومندوبين عن بعض فصائل الجيش السوري الحر في ريف حمص الشمالي برعاية تيار الغد السوري، وقد أثار هذا الاتفاق غضبا كبيرا لمليشيات الأسد لا سيما التي تتبع للنفوذ الإيراني والتي تتمركز في قرى الغور وأكراد الداسنية والمختارية والأشرفية والنجمة وجبورين المحيطة بريف حمص الشمالي.
مدن وقرى سهل الحولة والتي يشملها اتفاق خفض التصعيد العسكري ووقف إطلاق النار لم يهدأ القصف عليها منذ توقيع الاتفاق حيث أن تلك المنطقة تتعرض بشكل شبه يومي للقصف المدفعي والصاروخي من قبل قوات الأسد كما أن الطيران الحربي شن العديد من الغارات الجوية أدت لأعداد من الشهداء والجرحى ودمار كبير في ممتلكات المدنيين.
مشعل الحمصي أحد النشطاء العاملين في منطقة الحولة تحدث لنا قائلا: قوات الأسد لم تتوقف آلة الحرب الجوية و المدفعية على مدن وبلدات سهل الحولة حيث أن الطيران الحربي السوري شن ما يقارب 20 غارة جوية بالصواريخ الفراغية و 100 قذيفة هاون و دبابة ومدفعية ثقيلة الآمر الذي أدى إلى وقوع ما يقارب 20 شهيدا بينهم أطفال وهنالك أكثر من 50 إصابة بالإضافة إلى أضرار كبيرة في ممتلكات المدنيين ولا سيما المنازل والمحال التجارية التي دمرت بشكل كامل جراء القصف المدفعي والجوي على منطقة الحولة.
وقد نوه “مشعل الحمصي” بأن سكان منطقة الحولة كسائر سكان مدن وبلدات الريف الشمالي لحمص يعانون من تفاقم الغلاء بالأسعار ولا سيما في المواد الغذائية التي شهدت ارتفاع ملحوظ وأيضا الوقود كالمازوت والبنزين والغار والتي كان لها أثرا كبيرا في حياة المدنيين الذين يعانون أيضا من البطالة بنسبة كبيرة.
وتعد منطقة الحولة ذات موقع استراتيجي هام كونها عقدة وصل بين أرياف حمص وحماة كما أنها تشرف على أوتستراد مصياف حمص، ويعبر من خلال خط التوتر الغالي الذي يغذي مناطق الجبل الخاضعة لسيطرة قوات الأسد حيث يعد هذا الخط وسيلة ضغط بأيدي الثوار لتخفيف ضغط قوات الأسد عندما تكثف من حملتها على مدن وقرى سهل الحولة.
لؤي اليونس
أقسام
من سوريا

أخبار متعلقة