تعقيدات سياسية ولوجستية تكتنف تنسيقات السيطرة على البوكمال

يلفت العديد من المراقبين والمحللين الاستراتيجيين وسؤولين عسكريين في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش إلى وجود تعقيدات سياسية ولوجستية تكتنف التنسيقات التي تجريها الأطراف المشاركة في الحرب على التنظيم...
مدينة البوكمال
يلفت العديد من المراقبين والمحللين الاستراتيجيين وسؤولين عسكريين في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش إلى وجود تعقيدات سياسية ولوجستية تكتنف التنسيقات التي تجريها الأطراف المشاركة في الحرب على التنظيم في الجبهتين المفتوحتين ضده سواء في سوريا أو العراق.
وكانت كتائب حزب الله العراقي، إحدى فصائل الحشد الشعبي، قد أعلنت مؤخرا عن عزمها المشاركة في عملية انتزاع السيطرة على مدينة البوكمال من قبضة تنظيم داعش بالتعاون مع روسيا والجيش العربي السوري.
وأكد المتحدث العسكري باسم الكتائب، جعفر الحسيني، في حديث إلى قناة “الميادين”، ارتباط المعارك الدائرة على طرفي الحدود بين سوريا والعراق، مشيرا إلى أنه “لا يمكن العزل عسكريا بين مدينتي القائم والبوكمال لذا فإن العمليات في جبهة واحدة والهدف منها واحد”.
وأوضح الحسيني أن مدينة البوكمال تقع حاليا ضمن دائرة الاستهداف الصاروخي من قبل المليشيات العراقية المتواجدة في مدينة القائم المسيطر عليها مؤخرا من قبضة عناصر داعش، قائلا: “تواجدنا عند الحدود يعني أنه سيطلق محور جديد لمحاربة التنظيم”.
وذكر الحسيني أن قوات “المقاومة العراقية” أفشلت، بسيطرتها على القائم، المخطط الأمريكي الساعي إلى عزل دول محور المقاومة والممانعة، مضيفا أن تحرير القائم أتاح التواصل مع الجيش العربي السوري وتحقق التنسيق مع محور المقاومة والممانعة في كل المنطقة. واتهم الحسيني واشنطن بممارسة ضغوط على حكومة حيدر العبادي في بغداد بغية عدم تحرير القائم التي ظلت حتى الآونة الأخيرة آخر معاقل تنظيم داعش في العراق.
ومن جهته، أكد العميد يحيى رسول، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية، وجود “تنسيق كامل مع الجيش العربي السوري”، فيما لفت مصدر عسكري في دمشق أن “التنسيق موجود من غرفة العمليات المشتركة السورية الروسية العراقية الإيرانية في بغداد”.
هذا فيما علق كريم بيطار، الباحث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس، على هذه التصريحات قائلا إن وراء الإعلانات الصادرة عن الفصائل العراقية والقوات السورية عبر قنوات رسمية أن هناك تنسيقات ومصالح مشتركة إلا أن العمل يدا بيد على الأرض مهمة صعبة لهذه الجهات الناشطة والفاعلة ضد تنظيم داعش.
ولفت بيطار، بحسب وكالة فرانس برس، إلى أن “الطابع الصحراوي لتلك المناطق، سيجعل من تأمينها أمرا صعبا، ويمكن لفلول تنظيم داعش أن يبقوا ناشطين حتى بعد الهزيمة”، لكن في كل الأحوال، فإن القوات العراقية فرضت سيطرتها على نقطة مهمة مؤخرا ما يشير إلى أن سيطرتها على منفذ القائم الحدودي مع سوريا “له رمزية” بنجاح القوات العراقية باستعادة فرض حدود سايكس-بيكو التي حاول تنظيم داعش محوها وفرض واقع جغرافي وجيوسياسي جديد في المنطقة.
وإلى جانب القوات التي تقاتل على الأرض، يضاف الحلفاء والجهات الراعية والقوى الأخرى الإقليمية أو العالمية المنخرطة في الحرب ضد “الجهاديين” أو في النزاع داخل سوريا. ويوضح بيطار أنه “في سوريا، لا شيء كان ممكنا من دون الغطاء الجوي الروسي” الداعم لنظام الأسد.
وفي سوريا، كما في العراق، فإن “الإيرانيين يسعون إلى ضمان الاستمرارية الجغرافية التي تسمح لهم بتأمين قنوات الإمداد لحزب الله” اللبناني، وفق ما يشرح المختص في شؤون الشرق الأوسط.
أما مايكل نايتس، الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، فيرى أن نظام الأسد وحكومة العبادي “يهاجمان العدو نفسه في المنطقة نفسها”. وقياسا إلى المعارك الأخيرة في تلعفر والحويجة، فإن استعادة المنطقة الحدودية من الجهة العراقية قد تتطلب “أسبوعين”.
ويوضح نايتس أن عناصر داعش في الواقع قد “عادوا إلى ما كانوا عليه في العام 2013″، قائلا إنهم “سيعيدون التمرد إلى المربع الأول، أي قبل إعلان “الخلافة” في حزيران/يونيو عام 2014.
ويضيف أنه “في العديد من الأماكن، استعادوا قدرات عام 2013″، ولا تزال لديهم جيوب عدة محتملة على امتداد الأراضي العراقية، مشيرا إلى مدن “الرمادي والفلوجة والحزام المحيط ببغداد وجيوب في محافظتي الأنبار وديالى”.
هذا فيما أكد الكولونيل رايان ديلون، المتحدث باسم التحالف الدولي أن “قيادات داعش تترك أتباعها للموت أو للقبض عليهم في المناطق التي تنسحب منها”. مشيرا إلى أن العناصر الذين يتمكنون من الهروب يختبئون في صحراء وادي الفرات الأوسط، التي كانت على مدى سنوات خلت معبرا للتهريب ودخول “الجهاديين” وغيرهم من المقاتلين المتطرفين.
ويؤكد ديلون أنه من تلك المناطق الصحراوية أو الجيوب الخارجة عن سيطرة القوات العراقية “سيسعى عناصر داعش إلى شن هجمات لزعزعة استقرار السلطات محليا، ومواصلة العمليات الخارجية والإعلامية، سواء من خلال التخطيط لها أو إلهام مهاجمين في الخارج، للحفاظ على غطاء من الشرعية”.
أقسام
من الانترنت

أخبار متعلقة