أعرب وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، عن حرص واشنطن على دعم إيجاد حل سياسي ديبلوماسي للنزاع السوري، مع اقتراب هزيمة تنظيم داعش في سوريا والعراق والقضاء عليه وإنهاء سيطرته على المناطق الحضرية في البلدين.
وألمح وزير الدفاع الأمريكي، إلى وجود مساع أمريكية للتقريب بين مسار جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة ومسار أستانة الذي تقوده روسيا وتركيا وإيران للتسوية في سوريا.
وقال ماتيس للصحفيين على متن الطائرة في طريقه إلى هلسنكي عاصمة فنلندا للقاء زعماء مجموعة شمال أوروبا: “ناقش وزير الخارجية ريكس تيلرسون كثيرا مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا استيفان دي ميستورا كيف يمكننا نقل ما يحدث في أستانة إلى جنيف حتى يتسنى لنا بالفعل إشراك الأمم المتحدة في سبيل المضي قدما”.
وقال أيضا: “نحاول وضع الأمور على السكة الديبلوماسية لتتضح الصورة ونتأكد أن الأقليات، أيا كانت، لن تتعرض إلى ما رأيناه في عهد نظام بشار الأسد”.
ويسعى حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحصول على توجيهات واضحة من واشنطن بشأن خططها في ما يتعلق بسوريا بعد هزيمة التنظيم الإرهابي وهو ما يعتزم ماتيس شرحه لهم خلال الزيارة.
وقال ماتيس إنه مع انكماش الرقعة التي يسيطر عليها تنظيم داعش بسرعة فإن التركيز ينصب على هزيمته في المناطق القليلة الأخيرة، وتفادي الصراع مع تضاؤل الفجوة بين القوات الروسية والأمريكية.
وعلى رغم أن القتال ضد عناصر تنظيم داعش في العراق وسوريا لم ينته بعد، إلا أن التنظيم تعرض لسلسلة من الهزائم الكبيرة وخسر معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها.
ويشكل وصول ماتيس إلى فنلندا أول محطة ضمن أسبوع من المحادثات مع الحلفاء الإقليميين والشركاء في حلف شمال الأطلسي، والتي ستتركز على مسائل أمنية بينها الحرب على تنظيم داعش وتنامي النفوذ العسكري الروسي.
وتسلط زيارة ماتيس إلى هلسنكي الأضواء على عمل ما يعرف بـ”المجموعة الشمالية”، وهو منتدى مكون من 12 دولة أوروبية يركز على التحديات العسكرية والأمنية التي تواجهها القارة، وتحديدا تلك الصادرة من الشرق “روسيا”. وسيتوجه إلى مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وقال ماتيس إن الزيارة تشكل “فرصة للتأكيد على وقوفنا إلى جانب ديموقراطيات أصدقائنا والحلف الأطلسي وآخرين في أوروبا، في حال سعت أي دولة بينها روسيا لتقويض قواعد النظام الدولي”.
وأضاف: “لدينا العديد من القيم المشتركة في ما يتعلق بالسيادة”. وعلى رغم أن فنلندا والسويد ليستا من أعضاء حلف الأطلسي، إلا أنهما تتعاونان عن قرب مع التحالف المكون من 28 دولة.
وتضم “المجموعة الشمالية” كلا من الدنمارك وإستونيا وفنلندا وألمانيا وآيسلندا ولاتفيا وليتوانيا هولندا والنروج وبولندا والسويد وبريطانيا.
ومع تزايد الأسئلة الموجهة إلى الإدارة الأمريكية من الشركاء الأوروبيين وحلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول إستراتيجيتها في سوريا ما بعد القضاء على داعش، أقر ماتيس بأن “السؤال الرئيسي الذي يردده حلفاء أمريكا هو: ما الذي سيحدث بعد هزيمة داعش؟”، موضحا أنه وفقا لتقديرات الاستخبارات الأمريكية، بات التنظيم بمثابة “هرم بلا قاعدة” بسبب فرار غالبية عناصره وأسرهم وقتلهم. وحذر ماتيس من أن “القتال يزداد تعقيدا” مع تقدم القوتين اللتين تحاربانه نحو آخر معاقله.
في موازاة ذلك، رفض ماتيس التعليق على ما إذا كانت واشنطن ستستعيد الأسلحة التي سلمتها إلى كرد سوريا في إطار حربهم ضد داعش. ولم توضح أمريكا إستراتيجيتها بعيدة المدى نحو الكرد في سوريا بعد القضاء على التنظيم، إلا أن مسؤولين أمريكيين كبارا رددوا في الأسابيع الماضية أن هناك الكثير من القضايا التي ستظل محل اهتمام واشنطن بعد طرد التنظيم من سوريا.
ومن المرجح أن تطرح الاستراتيجية الأمريكية ما بعد هزيمة داعش عندما يزور ماتيس بروكسيل هذا الأسبوع حيث سيلتقي نظراءه في دول حلف شمال الأطلسي.
7 نوفمبر، 2017 605 مشاهدات
أقسام
أخبار