دخل شهر كانون الأول أحد أصعب أشهر فصل الشتاء مع كانون الثاني حيث البرد القارص والصقيع والأمطار والثلوج في ظل شح كبير لتوفر المواد اللازمة للتدفئة، وإن توفرت هنالك دائما هاجس انعدام الدخل لكثير من العائلات في ريف حمص الشمالي.
فقد بدأ تجار مواد التدفئة من حطب ومازوت وتمبز بتسعير تلك المواد حيث وصل سعر طن حطب اللوز إلى 115 ألف ليرة، وطن حطب الزيتون إلى 85 ألف ليرة سورية أما طن التمبز وصل إلى 115 ألف ليرة سورية بينما وصل سعر ليتر المازوت الواحد إلى 450 ليرة سورية.
”أبو رامي” أحد النازحين في مدينة الرستن قال: إن فصل الشتاء لهذا العام جاء علينا ومعه ازدادت الأعباء والتكاليف مع العلم أننا هنا لا عمل لدينا ولا ندري من أين نأتي بثمن لشراء مواد التدفئة التي لا نملك من ثمنها شيء، فقمنا مع مجموعة من الأقارب بالمخاطرة وجمع بقايا الأشجار المكسرة بالقرب من نهر العاصي في المدينة مع العلم أنه لا يفصلنا في ذلك المكان عن قوات الأسد سوى عشرات الأمتار حيث تعرضنا لإطلاق نار بطلقات القناص ومدفع 23.
من جهتم بعض المزارعين قاموا بقلع بعض أنواع الأشجار المثمرة كاللوز والزيتون والجوز من أجل بيعه لارتفاع أسعار الحطب هذا العام في مناطق ريف حمص الشمالي وفي مناطق ريف حماة الجنوبي التي تتاخم الريف الشمالي لحمص مستغلين الكمايات التي تدخل الريفين الشمالي لحمص والجنوبي لحمص والتي لا تكفي لسد احتياجات العائلات التي تتوزع في كلا الريفين.
”وصفي” بائع حطب ومواد تدفئة في قرية المجدل تحدث لنا: في هذا العام لا يوجد إقبال من المدنيين لشراء مواد التدفئة بسبب الأسعار المرتفعة للحطب والتمبز مقارنة مع العام السابق، كما نعاني من قلة توفر الحطب والتمبز كونهما يتم إدخالهما من مناطق سيطرة النظام عبر التجار، حيث تصلنا بأسعار مرتفعة فنضع ربحا قليلا عليه ونطرحه في السوق، أما مادة المازوت فيتم إدخاله من مناطق ريف حماة الجنوبي، من منطقة تقسيس ويتم شحنه لنا من خلال أشخاص أيضا يتحكمون بسعره حيث وصل سعر الليتر الواحد إلى 450 ليرة سورية.
صحيا، فإن الدخان المنبعث من حرق الحطب والتمبز والمواد الأخرى كالمخلفات البلاستيكية والملابس القديمة، والذي ينتشر بكثافة في سماء المنطقة يسبب أضرارا على صحة المواطنين لا سيما الأطفال، حيث يؤثر دخانها على الجهاز التنفسي ويتسبب بحدوث حالات احتقان ورشح والتهاب قصبات وسعال مزمنة.
يذكر أن الريفين الشمالي لحمص والجنوبي لحماة دخلا في مطلع شهر أب/أغسطس العام الحالي اتفاقية خفض التصعيد ووقف إطلاق النار برعاية مصرية وبضمانة روسية وبوساطة من تيار الغد السوري، وجاء في إحدى بنود الاتفاق فتح معابر إنسانية لإدخال المواد الغذائية وغيرها من المواد، ولكن لم يلتزم نظام الأسد بعد بهذا البند بشكل كامل.
لؤي اليونس