اعتبرت مزن مرشد، عضو المكتب السياسي في تيار الغد السوري، قضية كاترين مزهر الفتاة ابنة السويداء المختطفة لن تكون الأخيرة طالما العدالة عاجزة عن إيقاف المتهمين، وأن القضية أعقد مما تبدو، لافتة إلى أن المؤكد الوحيد في هذه القضية هو تورط القوى الأمنية في المحافظة وعلى رأسها وفيق ناصر باختفاء الفتاة القاصر التي لم تبلغ سن الرشد بعد.
وقالت مرشد إنه بالعودة لما كل ما حدث، فإن الاعتراف سيد الأدلة وقد قام أهل الفتاة بنشر اعترافات المتورطين باختفائها واللذين أكدوا التخطيط لخطفها وبيعها وقبض ثمنها، أما ما نشر عنها والادعاء أنها تزوجت وظهورها في مقاطع مصورة ليلة زفافها فلا تعدو تمثيلية ضعيفة الإخراج القصد من ورائها تضليل الناس عن الحقيقة، ولو كان ما زعموه صحيحاً فلماذا لم تخبر أهلها حال وصولها إلى حمص ولماذا لم يظهر هذا التسجيل إلا بعد ٤٥ على اختفائها.
ولفتت عضو المكتب السياسي في تيار الغد السوري إلى اعتقادها بأن القضية لا تزال يشوبها الكثير من الغموض مع اليقين بأن الصبية ضحية عملية أكبر من قصة حب عبر الواتساب -وهذا غير مقنع- وأكبر من حفلة زفاف مصطنعة.
كما أشارت مرشد إلى أن أهالي محافظة السويداء يدفعون ثمن رفضهم إقحام أبنائهم في الخدمة العسكرية في قوات النظام وأنهم يجرون إلى اقتتال داخلي بأسباب شتى، وأكدت أنه مادام وفيق ناصر على رأس عمله في السويداء فسنشهد الكثير من هذه الأفلام الهندية خلال الأيام القادمة.
وفي أحدث فصول القضية، أفرج آل مزهر مؤخرا عن قائد شبيحة جمعية البستان في مدينة السويداء، أنور كريدي، وهو أحد الضالعين باختطاف ابنتهم كاترين مقابل 18 مليون ليرة، بوساطة من شيخ العقل حمود الحناوي، فجر أول أمس الثلاثاء.
واحتجزت عائلة مزهر أنور الكريدي في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بعد ثبوت صلته باختفاء ابنتهم، بحسب ما نشرت من اعترافاته حول اختطاف الفتاة وتسليمها لقوى الأمن العسكري بقيادة وفيق ناصر.
حيث نشرت العائلة تسجيلين مصورين ظهر فيهما الكريدي وهو يعترف بتخبئة الفتاة في منزل المعارض يحيى قضماني الذي استولت عليه جمعية البستان وجعلته مقرا لها، ثم وهو يتحدث عن اتصال رئيس فرع الأمن العسكري العميد وفيق ناصر به لتسليمه الفتاة. إلا أن تسجيلات مصورة نشرت عقب الاتهامات، ظهرت فيها كاترين خلال حفل زفافها في قرية غير معروفة بريف حمص.
وكانت جمعية “البستان” أعلنت عقب اختطاف كريدي تبرأها من الأحداث المرتبطة به، معتبرة الموضوع لا يعدو كونه خلافا عائليا. ونقلت صفحات موالية حينها أن عناصر من الجمعية ومن أهالي بلدة صلخد جنوب السويداء كانوا على وشك مهاجمة آل مزهر لاسترجاع الكريدي، إلا أن الجمعية أعلنت تبرأها من الأحداث مع رفض آل مزهر الإفراج عن الكريدي.
وارتفعت وتيرة حوادث الخطف والقتل في السويداء خلال الأعوام الأخيرة، الأمر الذي أرجعه البعض إلى تقصير الأجهزة الأمنية في المحافظة، بينما ألقى آخرون بالمسؤولية على الوجهاء الذين شكلوا مليشيات محلية باتت هي المتنفذ الأمني في المحافظة.
7 ديسمبر، 2017 2126 مشاهدات