اتهم المبعوث الأممي إلى سوريا استيفان دي ميستورا وفد “الحكومة السورية” بإفشال الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف بسبب إصراره على عدم مناقشة أي ملف من ملفات التفاوض ما عدا ملف الإرهاب، رغم إعلان روسيا على لسان كبار مسؤوليها بما فيهم الرئيس فلاديمير بوتين دحر الإرهابيين في سوريا.
كما لفت المبعوث الأممي إلى سوريا إلى أن وفد النظام أراد منه الإصرار على أن تسحب المعارضة بيان الرياض، معتبرا أن ذلك “أسلوب غير منطقي، لأن ذلك بدا لي وكأنه شرط مسبق”، كاشفا أن وفد النظام لم يشارك معي في مناقشات إلا عن ملف الإرهاب. في الحقيقة لم يقبلوا بالحديث عن أي موضوع سوى هذا”.
وقال دي ميستورا إن “جولة من محادثات السلام السورية انتهت الخميس. كانت فرصة ضائعة لكن ربما تجرى جولة جديدة من المفاوضات في كانون الثاني/يناير إذا أمكن التوصل لأفكار لتشجيع حكومة بشار الأسد على التحاور”.
وأكد دي مستورا أن المحادثات كانت فرصة ذهبية ضائعة وأن الأمم المتحدة لن تتخلى عن الشعب السوري، منوها بأن الحكومة لم تحاول إيجاد سبيل لإجراء حوار ومفاوضات خلال جولة المحادثات، فيما حاولت المعارضة فعل ذلك.
إلى ذلك، دعت الولايات المتحدة الأمريكية من وصفتهم بـ”داعمي” النظام، للضغط عليه لدفعه “للمشاركة بشكل كامل” في المفاوضات مع المعارضة.
وقالت متحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، إن “الولايات المتحدة ترغب من داعمي الحكومة السورية استخدام نفوذهم لحث نظام الأسد على المشاركة بالكامل في مفاوضات جادة مع المعارضة في جنيف”.
وأضافت نويرت أن “الولايات المتحدة تحث كل الأطراف على العمل بجدية نحو حل سياسي لهذا الصراع وإلا فإنها ستواجه عزلة مستمرة واضطرابا لا نهاية له في سوريا”.
ومن جهتها، حمّلت الخارجية الفرنسية وفد النظام فشل محادثات جنيف 8، إلا أنها عبرت عن تأييدها بقوة لمحادثات السلام في جنيف التي تقودها الأمم المتحدة.
وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية ألكسندر جورجيني في إفادته الصحفية اليومية أمس الجمعة “لا يوجد بديل عن حل سياسي يتم التوصل له من خلال التفاوض وباتفاق الطرفين وتحت رعاية الأمم المتحدة”، مجددا دعم باريس للجهود التي يبذلها دي ميستورا.
وأضاف جورجيني “نندد بأسلوب النظام السوري الذي رفض المشاركة في المناقشات. النظام السوري مسؤول عن عدم تحقق تقدم في المفاوضات”.
في المقابل حمّل مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، أليكسي بورودافكين، المعارضة مسؤولية فشل الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف، مشددا على أن المشكلة الأساسية تكمن في استمرار المعارضة بطرح شروط مسبقة على طاولة الحوار، لا سيما مطالبها برحيل بشار الأسد.
وأكد بورودافكين أن وفد المعارضة وصل إلى جنيف بـ”موقف لا يمكن وصفه بالتفاوضي”، مضيفا أن هذا المنهج للمعارضة يجعل من المستحيل مشاركة وفد الحكومة السورية في الحوار.
ولفت المندوب الروسي إلى أن إنجاح المفاوضات يتطلب أولا إدراك المعارضة و”مموليها” ضرورة استبعاد مطالب كهذه من أجندتهم، وأنه ينبغي عليها الامتناع عن استخدام مصطلح “وفد النظام” بالنسبة لوفد الحكومة السورية.
وتابع “يجب التفكير بإضافة عدة نقاط مهمة إلى أجندة المعارضة التفاوضية، بما في ذلك التعبير عن دعمها وجاهزيتها للمشاركة في الصراع المشترك ضد ما تبقى من تنظيمي داعش وجبهة النصرة في الأراضي السورية، وكذلك ضد الفصائل المسلحة الأخرى المتواطئة مع هذين التنظيمين الإرهابيين”.

استيفان دي ميستورا ومساعداه خلال مؤتمر صحفي
16 ديسمبر، 2017
1103 مشاهدات
أقسام
أخبار