نقلت وكالة رويترز عن معارض سوري “بارز” أن المحادثات السورية الأساسية للسلام قد تتخذ من سوتشي مكانا لها بدلا عن جنيف، تماشيا مع الرؤية الروسية، التي يشكك محللون بفرص نجاح الجهود الأممية في جنيف في ظل تباينها مع رؤية حلفاء النظام السوري وعلى رأسهم روسيا.
وفي ظل فشل جولة مفاوضات جنيف الأخيرة في إحراز أي تقدم، يستعد الكرملين لتدشين عملية سياسية لتحقيق سلام دائم في سوريا، يبدو أن بعض الدول التي كانت تؤيد المعارضة ستسلم بها في نهاية المطاف.
وكشف المعارض السوري لرويترز، أنه على رغم تمسك المعارضة وحلفائها من “أصدقاء الشعب السوري” وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية برحيل بشار الأسد، إلا أن واشنطن وحكومات أخرى يبدو أنها “سلمت بالرؤية الروسية” التي ترى بقاء الأسد رئيسا للبلاد. كما قال مسؤول في نظام الأسد إنه “ثمة تحوّل في مسار الأزمة السورية، وهو تحوّل كبير نحو الأفضل، ومن الواضح أن هذا المسار هو الذي يشرف الروس عليه”.
ويجد محللون صعوبة في رؤية كيفية مساهمة الديبلوماسية الروسية في تحقيق سلام دائم وتشجيع ملايين اللاجئين السوريين على العودة أو تأمين مساعدات غربية لإعادة الإعمار، في ظل غياب أي مؤشر إلى استعداد الأسد للتنازل أمام معارضيه، كما أن حليفته إيران، وحرسها الثوري، لن يسمحا بتقويض نطاق نفوذ طهران الإقليمي الذي سمحت الحرب بتوسيعه، من خلال أي تسوية، كما أن هناك كلاما عن خلافات تدبّ بين طهران وموسكو على رغم عملهما المشترك دعما للأسد، ما يمكن أن يعقّد الرؤية السياسة الروسية.
وفيما تؤكد روسيا أن “أي اتفاق سلام يجب إبرامه برعاية الأمم المتحدة ويتم التصويت عليه في مجلس الأمن الدولي، تسعى إلى عقد مؤتمر سلام خاص تستضيفه في منتجع سوتشي على البحر الأسود، يهدف إلى صياغة دستور جديد ثم إجراء انتخابات.
وأكد المعارض السوري أن المحادثات مع الأمريكيين والفرنسيين ودول أخرى، تشير إلى أن “الأمور تسير نحو التسليم بالرؤية الروسية، وأن لا دولة تعارض الحل، لأن العالم بأسره سئم تلك الأزمة”.
وتبقى قضية كرد سوريا من القضايا ذات الأهداف المختلفة بين روسيا وإيران، ففي وقت أعلن مسؤول إيراني بارز أن نظام الأسد سينتزع مناطق يسيطر عليها الكرد المدعومون من الولايات المتحدة والتحالف الدولي، أبرمت روسيا اتفاقات معهم ومع رعاتهم الأمريكيين.
وفي هذا الإطار، أوضحت السياسية الكردية البارزة فوزة يوسف أن “ثمة اختلافا منذ بداية الأزمة بين الإيرانيين والنظام، وبين الروس الذين يعتبرون الكرد جزءا من سوريا، ويرون أن لديهم قضية يجب أخذها في الاعتبار”.
وعلى رغم استمرار نظام الأسد في توجيه تحذيرات إلى الكرد، لكن ثمة توقعات بأن تتركهم وشأنهم مع مواصلتها حملات ضد آخر جيوب المعارضة غربي سوريا وجنوبها في إدلب ودرعا.
17 ديسمبر، 2017 2084 مشاهدات
أقسام
من الانترنت