تيار الغد السوري ينظم ورشة حوارية حول مؤتمر سوتشي للحوار الوطني

نظم تيار الغد السوري ورشة حوارية في مدينة ماردين، يوم أمس الأحد، حضرها وشارك فيها ممثلون عن العديد من الأحزاب والحركات ومنظمات المجتمع المدني، ناقشوا خلالها محورين أساسيين تمثلا...
جانب من المشاركين في الورشة الحوارية التي نظمها تيار الغد السوري في ماردين

نظم تيار الغد السوري ورشة حوارية في مدينة ماردين، يوم أمس الأحد، حضرها وشارك فيها ممثلون عن العديد من الأحزاب والحركات ومنظمات المجتمع المدني، ناقشوا خلالها محورين أساسيين تمثلا في مؤتمر الحوار الوطني السوري المزمع تنظيمه في مدينة سوتشي أواخر الشهر الجاري، بالإضافة إلى التطورات الأخيرة في إيران وانعكاساتها على الشأن السوري.

وفي مستهل الورشة رحب عضو الأمانة العامة بتيار الغد السوري، إسماعيل بوبي، بالحضور، كما عرض لملخص مقتضب عن التطورات الميدانية والسياسية السورية كما حدد محاور النقاش.

وخلال المناقشات التي أثراها الحضور بالعرض والبحث، لفت مجمل الحاضرين إلى خطورة وأهمية الاستحقاقات السياسية في الملف السوري، وعلى وجه الخصوص مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي دعت إليه روسيا بالاتفاق مع تركيا وإيران، كونه خطوة جديدة على طريق الحل في سوريا والوصول إلى مرحلة عملية رديفة للعملية الأممية القائمة في جنيف، والتي لم تسفر حتى الآن عن أي نتائج، وكذلك مباحثات أستانة التي بلورت اتفاقات لإنشاء مناطق خفض تصعيد وفرز الفصائل الإرهابية عن فصائل المعارضة المعتدلة، وتبعات ذلك من تخفيف الأعمال العدائية والسماح بدخول قوافل الإغاثة للمناطق المحاصرة.

كما نوقشت مسائل عديدة متعلقة بالحضور والمشاركين في مؤتمر سوتشي مع التنويه إلى أن الإقصاء لا يصب في صالح أي جهود سياسية للتسوية في سوريا، وضرورة إعداد رؤية استراتيجية ممنهجة من شأنها أن تفضي إلى إنجاح هذا المؤتمر وما سينتج عنه من قررات وخارطة طريق يتعين العمل عليها بكل جدية ومثابرة بعيدا عن الأصوات الرافضة لخوض هذا المسار، مع التأكيد على أن المقاطعة من قبل البعض من التجمعات السياسية السورية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون مجدية سياسيا، وأنها لا تخرج عن كونها استعراضا سياسيا وشعبويا الهدف منه إبقاء الحالة السورية في تيه لا مخرج منه وصراعا عبثيا يحصد الزيد من الأرواح ويدمر المزيد من العمران ويشتت المزيد من المواطنين السوريين ويحيلهم إلى نازحين ولاجئين يضافون إلى ملايين آخرين شردتهم الحرب التي يواصلها نظام الأسد مستغلا حالة العطالة السياسية والفشل المستمر في جنيف منذ سنوات.

وبالمقابل ناقش الحضور كل التخوفات الموضوعية المحقة من بدء مسار جديد في سوتشي قد يضاف إلى ما سبق من فشل سياسي وتفاوضي وإجراءات عملية، مع التنبيه على أن “الإيجابية” في التعاطي مع هذا المسار من شأنها حتما أن تؤدي إلى نتائج ملموسة، كما أن حث الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة والفاعلة في الملف السوري على دعم أي إجراءات حقيقية ميدانيا وسياسيا سيؤدي غالبا إلى إنهاء المقتلة السورية، والبدء عمليا بإجراءات تغير الواقع القائم بما يتناسب مع تطلعات الشعب السوري بغد أفضل وقطيعة تامة مع ما فات من عهد الاستبداد.

وشددت المناقشات على ضرورة الثبات على المطالب المشروعة التي قامت لأجلها الثورة السورية وضحى لأجلها ملايين السوريين بالغالي والنفيس مع الالتزام بالحنكة المطلوبة لتحقيق كل ما ناضل السوريين لأجله، وأن الطريق مازالت طويلة لإعادة بناء الدولة والمجتمع في سوريا على أسس المواطنة والعدالة والحقوق والحريات، والسوريون بكافة أعراقهم وتوجهاتهم مازالوا مطالبين ببذل كل الجهود الممكنة لإرساء السلام وإعادة إعمار البلد بعد صياغة عقد اجتماعي جديد في دستور عصري.

وفي المحور الثاني، المتعلق بالتطورات الأخيرة في إيران، اتفق الحضور على تأييد الحراك الشعبي العفوي نتيجة ممارسات النظام المجحفة والقمعية بحق المواطنين الإيرانيين من كافة الأعراق والمذاهب، وأن الدور التخريبي والعدواني في المنطقة لنظام الملالي في طهران أدى إلى كوارث تعاني منها كل شعوب المنطقة حروبا ونزاعات، ويدفع المواطن الإيراني ثمنها من دم أبنائه وثروات بلاده، ولفت المناقشون إلى ضرورة أن لا يترك الشارع المنتفض في العشرات من المدن الإيرانية يواجه وحيدا آلة القمع الرهيبة، وأنه يتعين دعمه بكل السبل المتاحة لكي لا تذهب تضحيات المنتفضين سدا، خصوصا وأن الحراك الشعبي في إيران ينعكس بالإيجاب على الدول التي يتدخل بها النظام الإيراني ويخفف الكثير من الأعباء التي تتحملها شعوب المنطقة وخصوصا الشعب السوري.

جدير بالذكر أن الورشة الحوارية التي نظمها تيار الغد السوري حضرها ممثلون عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا وتيار المستقبل الكردي وحركة الحرية الكردستانية بالإضافة إلى شخصيات بارزة من المجتمع المدني الناشط في المحافظة.

أقسام
الأخبار المميزةنشاطات التيار

أخبار متعلقة