هيئة تحرير الشام تكثف انتشارها في محيط دارة عزة لحماية القوات التركية

كثفت هيئة تحرير الشام من انتشارها في محيط دارة عزة إثر تعرّض آلية عسكرية تركية لهجوم بقذيفة “آر بي جي” في قرية زرزيتا في ريف حلب الغربي أثناء مرور رتل عسكري تركي دخل الأراضي السورية، للتمركز قرب قلعة سمعان.
وعلى إثر الهجوم، قطع عناصر من هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” الطرقات في محيط القرية في محاولة للقبض على الفاعلين، فيما رد الجيش التركي على مصدر النار واشتبك لفترة مع مجهولين، من دون أن يقدم تفاصيل عن خسائر بشرية. ولم تعلّق تركيا رسميا بشكل فوري على الحادثة.
وأوضح المستشار العسكري في الجيش السوري الحر، إبراهيم الإدلبي لموقع “عنب بلدي” أن الآلية انفجرت خلال مرورها في قرية زرزيتا القريبة من بلدة صلوة الحدودية مع تركيا. وتُعتبر دارة عزة ممرا للقوات التركية المنتشرة في سوريا، تنفيذا لاتفاق خفض التصعيد بموجب تفاهمات أستانة بين روسيا وتركيا وإيران وفصائل المعارضة.
هذا فيما نقل موقع “سمارت” عن نشطاء، أن مجهولين أطلقوا قذيفة “آر بي جي” على إحدى السيارات التركية في رتل عسكري مؤلف من أربع دبابات وخمس عربات “بي إم بي” وكاسحات وناقلات جند وسيارة إسعاف وسيارتي مرافقة. ودخل الرتل الأراضي السورية من قرية كفر لوسين الحدودية وتوجه إلى قريتي قاح وصلوة في إدلب.
وتصل تعزيزات عسكرية تركية إلى محافظتي إدلب وحلب بشكل متواصل للتمركز في نقاط على طول الشريط المطلّ على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين، التي توعّدت تركيا مرارا بـ”تطهيرها” من وجود المقاتلين الكرد. وتعمل تركيا على تدعيم قواتها المنتشرة في ثلاث نقاط مراقبة في سوريا، آخرها في محيط قرية الشيخ عقيل في أقصى ريف حلب الغربي.
وكانت وسائل إعلامية تركية قد أكدت، أواخر العام الماضي، انتشار 100 جندي من القوات الخاصة التركية في محافظة إدلب من أجل مراقبة تطبيق اتفاق خفض التصعيد بموافقة روسية.
وبدأ الجيش التركي إنشاء مستشفيات ميدانية على الحدود مع سوريا، ضمن تحضيرات لعملية عسكرية قريبة تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية المتمركزة في مدينة عفرين في ريف حلب.
وفي وقت حشدت أنقرة أكثر من 15 ألف جندي في ولاية كلس المحاذية لحدود مدينة عفرين، أشار مصدر عسكري لوكالة “سبوتنيك” الروسية إلى أن الجيش التركي أنشأ مستشفيات ميدانية في منطقة قوملو التابعة لمحافظة هاتاي الحدودية.