قصف تركي يطال التلال المحيطة بعفرين وتوقعات باقتراب موعد معركة وشيكة في المنطقة

نفذ الجيش التركي قصفا مكثفا على عدد من المواقع والنقاط في محيط مدينة عفرين بريف حلب الغربي، فيما قال رئيس الوزراء بن علي يلدريم خلال كلمة له اليوم السبت...
قصف مدفعي تركي على محيط مدينة عفرين بريف حلب الغربي

نفذ الجيش التركي قصفا مكثفا على عدد من المواقع والنقاط في محيط مدينة عفرين بريف حلب الغربي، فيما قال رئيس الوزراء بن علي يلدريم خلال كلمة له اليوم السبت في مؤتمر حزب العدالة والتنمية بولاية نيدة، إنه ينبغي على الجميع العلم بأن الهجمات والاعتداءات الموجّهة ضد تركيا ومواطنيها عبر حدودها الجنوبية، لن تبقى بدون رد، وأنه سيتم الرد بالمثل على الذين يحاولون إلحاق الضرر ببلادنا من الداخل والخارج عبر الإرهاب.
وكان قيادي في فيلق الشام قد أكد استكمال الاستعدادات لمعركة ستطلقها تركيا مع فصائل المعارضة لانتزاع مدينة عفرين من سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، ونقل موقع “بلدي نيوز” عنه أن “المعركة وشيكة وسوف تبدأ في أي لحظة، وكافة الفصائل التي سوف تشارك في هذه المعركة جاهزة وفي حالة استنفار، وهناك تنسيق على أعلى المستويات بيننا وبين الجيش التركي”.
وأوضح أن 20 ألف مقاتل من الجيش التركي والجيش السوري الحر سيشاركون في المعركة، مشيرا إلى أنها ستتم بغطاء جوي تركي ولن تستمر لأكثر من شهرين. كما لفت إلى أن المعركة ستركّز على استعادة كافة المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديموقراطية في محافظة حلب.
ومن جهته، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان أن عملية إدلب التي يعتزم الجيش التركي القيام بها في إدلب ستستهدف الجناح الغربي للحزام الإرهابي (مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية بريف حلب الغربي)، مضيفا أنه على الجميع أن يعلموا أنه في حال لم يستسلم “الإرهابيون” في عفرين فسوف ندمرها فوق رؤوسهم.
وأضاف أردوغان خللال كلمه له في مؤتمر فرع حزب العدالة والتنمية في ولاية إلازيغ، مخاطبا الولايات المتحدة الأمريكية، “عندما تلبسون الإرهابي بدلة، وترفعون علم بلادكم على المبنى الذي يتحصن فيه فإن الحقائق لا تزول. الأسلحة الأمريكية أُرسلت إلى المنطقة بواسطة آلاف الشاحنات والطائرات، يُباع جزء منها في السوق السوداء، والجزء الآخر يُستخدم ضدنا”.
وأشار الرئيس التركي إلى أنه “بالأمس قضينا على 3 آلاف عنصر من تنظيم داعش الإرهابي ما بين مدينتي جرابلس والباب، وغدا إن لزم الأمر سنقضي على 3 آلاف إرهابي آخر في تلك المناطق. نحن مصممون على وأد الفتنة بطريقة أو بأخرى”. ولفت إلى أن “أمريكا تظن أنها أسست جيشا ممن يمارسون السلب والنهب في سوريا، وسترى كيف سنبدد هؤلاء اللصوص في أقل من أسبوع”.
وكان أردوغان قد حذر الدول الداعمة لإنشاء دولة كردية في شمال سوريا بأنها “سترى من تركيا ما يلزم”، وهدّد في تصريحات سابقة له بأن صبر بلاده “بدأ ينفد إزاء الإجراءات الأمريكية الداعمة للـPYD في سوريا”.
وانتقد أردوغان السياسة الأمريكية تجاه بلاده، قائلا: “من جهة تقول نحن شركاء استراتيجيون، ومن جهة أخرى تقوم بتجهيز أكثر من 4 آلاف بالسلاح في شمال سوريا”. وأضاف “لسنا مضطرين لتحمل كذبهم أكثر من ذلك”، في إشارة إلى عدم تنفيذ واشنطن وعدها بوقف دعم الفصائل الكردية.
وأشار إلى أن المناطق الخاضعة لسيطرة الكرد في الشمال السوري تقع ضمن حدود “الميثاق الوطني” لتركيا، الذي يعطيها حق المشاركة في تقرير مصير مناطق خارج حدودها الجغرافية، كالموصل وحلب وكركوك ومناطق باليونان وبلغاريا.
ومن جهته أيضا، كان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قد حذّر من أن إعطاء واشنطن “الحرية المطلقة” لـ”المنظمات الإرهابية الانفصالية” والاستمرار في تزويدها بالأسلحة، يهدد عملية السلام في سوريا.
جاء ذلك في مقال لجاويش أوغلو تحت عنوان “هكذا يتحقق السلام في سوريا”، نشرته مجلة “نيوزويك” الأمريكية نهاية الأسبوع الفائت. معتبرا أن الطريقة المثلى لإحلال سلام دائم في سوريا تتمثل في عملية سياسية شاملة ترتكز على “صياغة دستور” يحظى بدعم السوريين، و”إجراء انتخابات نزيهة” تحت إشراف الأمم المتحدة.
وشدّد على “شرطين أساسيين” لنجاح مؤتمر الحوار الوطني السوري المرتقب في سوتشي نهاية الجاري، وهما: “الصلة القوية والواضحة بعملية جنيف التي تتم بوساطة الأمم المتحدة، فضلا عن رفض مشاركة أي من المنظمات الإرهابية” بما فيها وحدات حماية الشعب الكردية وجناحها السياسي المتمثل بحزب الاتحاد الديموقراطي.
ولفت الوزير التركي إلى أن “على الصعيد السياسي، هناك أمل في إحلال السلام في حال ترجم المجتمع الدولي أقواله إلى أفعال”، مضيفا أن “الحل الدائم في سوريا يمكن إيجاده من خلال عملية فعّالة بقيادة سورية، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي 2254”.
وأشار إلى أن تركيا لعبت دورا فعّالا في المبادرات الدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة، مضيفا: “عندما توقفت عملية جنيف وتراجع دور المجموعة الدولية لدعم سوريا، بدأت تركيا استكشاف سبل جديدة من أجل تحريك العملية السياسية، وكان لا يمكن القيام بذلك من دون تخفيف التصعيد على الأرض في المقام الأول”.
وأشار أوغلو إلى أن “اتفاق وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد الذي تم بالوساطة مع روسيا لم يكن إنجازا سهلا، ولكنه قدم مساهمات إنسانية عميقة، وأن هذا النهج العملي أدّى إلى بدء محادثات أستانة، وبعد خلال ثماني جولات من المحادثات التي تمت بدعم الضامنين الثلاثة، تركيا وروسيا وإيران، تم تخفيض العنف في سوريا”.
وشدّد وزير الخارجية التركي على ضرورة إنعاش مسار جنيف، معتبرا أن “سوتشي يمكن أن يكون بمثابة عملية مكملة في هذا الصدد”.
وفي ما خصّ المجموعات الكردية المدعومة من واشنطن، فحذّر الوزير التركي من أن استمرار إمدادات الأسلحة الأميركية إلى هذه المجموعات “لا يهدد أمن تركيا فحسب، بل يشكل تهديدا على مستقبل سوريا أيضا”.
واعتبر “رؤية سوريا الموحّدة سياسيا والمتكاملة إقليميا ستكون بعيدة المنال إذا أعطيت المنظمات الإرهابية الانفصالية كامل حريتها والأسلحة لتحقيق أهدافها”، مشددا على ضرورة أن “تتراجع الولايات المتحدة عن خطئها الفادح، وأن لا تسمح لنفسها بأن تُبتز من جانب جماعة إرهابية”.

أقسام
أخبار

أخبار متعلقة