اعتبر السفير الأمريكي السابق، فريدريك هوف، أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الأخيرة فيما يتعلق باستراتيجية بلاده إزاء سوريا تأتي بمثابة تطور هام ورئيسي في النهج الأمريكي مع القضية السورية.
ورأى هوف الذي يشغل حاليا منصب مدير مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط ويركز اهتماماته البحثية على الصراع السوري، بالإضافة إلى كونه خبيرا بارزا في قضايا الشرعية السياسية في سوريا والشرق الأوسط، أن تصريحات تلرسون تضع بشكل رسمي نهاية لوجهة النظر الأمريكية الخاطئة التي تبناها الرئيس السابق باراك أوباما، والذي كان يظن أن إيران ستهدأ في سوريا إن هي توصلت إلى اتفاق نووي.
ورصد هوف، في مقال نشرته مجلة “نيوزويك” الأمريكية مؤخرا، أهدافا خمسة سردها تلرسون في تصريحاته بشأن السياسة الأمريكية إزاء سوريا وهي: القضاء على تنظيمي داعش والقاعدة، والخروج بسوريا ما بعد الأسد مستقرة وموحدة ومستقلة، وتقليص النفوذ الإيراني في سوريا، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين والمشردين داخليا إلى ديارهم، وإخلاء سوريا من أسلحة الدمار الشامل.
وقال هوف، إن الأهداف الخمسة مترابطة وذات قاسم مشترك هو تعذّر تحقيق أي منها طالما كان لعائلة الأسد وحاشيتها دورٌ تضطلع به في سوريا. واعتبر أنه بات واضحا انتهاء أي ميل لمحاولة بناء جسر للتواصل مع نظام الأسد.
ونوّه هوف بأهمية قرار إدارة ترامب عدم تصفية الوجود الأمريكي في شرق سوريا، معتبرا أن ترْك المنطقة لنظام الأسد ولمليشيات يقودها ضباط إيرانيون هو بمثابة محو لجهود ثلاث سنوات من القتال ضد التطرف والمتطرفين في شرق سوريا.
وكان تيلرسون قد تحدث، خلال منتدى نظمته جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا بصحبة مستشارة الأمن القومي الأمريكي السابقة كونداليزا رايس، عن رؤية الولايات المتحدة الأمريكية للمضي قدما في سوريا، كما قدم شرحا للسياق التاريخي والسياسي الواسع لبعض المواقف الصعبة التي تواجه الشعب السوري وتثير مخاوف مختلف القوى الدولية أيضا.
وأكد على ضرورة الحفاظ على وجود عسكري ودبلوماسي أمريكي في سوريا من أجل المساعدة على وضع حد للصراع ومساعدة الشعب السوري فيما يرسم مسارا لتحقيق مستقبل سياسي جديد.
وبيّن وزير الخارجية الأمريكي أن الولايات المتحدة ترغب في خمس حالات نهائية رئيسية في سوريا هي:
أولا، هزيمة تنظيمي داعش والقاعدة في سوريا بصورة دائمة، وألا يشكلا تهديدا للوطن، وألا يبرزا بأشكال جديدة، وكذلك عدم استخدام سوريا مرة أخرى كمنبر أو ملاذ آمن للإرهابيين للتنظيم والتجنيد والتمويل والتدريب وتنفيذ هجمات على المواطنين الأمريكيين في الداخل أو في الخارج أو ضد حلفائنا.
ثانيا، حل الصراع القائم بين الشعب السوري ونظام الأسد من خلال عملية سياسية تقودها الأمم المتحدة، بحسب ما هو منصوص عليه في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وأن تعمل سوريا المستقرة والمستقلة والموحدة تحت قيادة ما بعد الأسد كدولة.
ثالثا، تضاؤل النفوذ الإيراني في سوريا وحرمان إيران من حلمها بإقامة هلال شيعي وتمتع جيران سوريا بالأمان من كل التهديدات المنبثقة عن سوريا.
رابعا، نشوء الظروف التي تمكّن اللاجئين والمشردين داخليا من العودة إلى سوريا بشكل آمن وطوعي.
خامسا، خلو سوريا من أسلحة الدمار الشامل.
واختتم تيلرسون تصريحه قائلا: “تحمل الشعب السوري سبع سنوات من الفوضى والمشقة التي لا يمكن تصورها. إن مسار العمل الجديد هو بديل مفضل لمزيد من سنوات التفكير المتأمل. سوريا المستقرة والمستقلة والموحدة ستخدم المصالح الأمنية الوطنية للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وشركائها، وإذا تحقق هذا الواقع، سيكون الانتصار للجميع وسيدعم قدرة الشعب السوري على متابعة حقوقهم الخاصة”.
22 يناير، 2018 1700 مشاهدات
أقسام
من الانترنت