فيما تستضيف فرنسا لقاءً يجمع 30 بلدا لإطلاق مبادرة دولية لمنع مستخدمي الأسلحة الكيميائية من الإفلات من العقاب، جددت قوات النظام قصف مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة بغاز الكلور السام.
حيث أكد الدفاع المدني السوري في ريف دمشق أن 21 مدنيا، من بينهم أطفال ونساء، تعرضوا لإصابات بالاختناق الشديد إثر استخدم قوات النظام غاز الكلور السام في قصفه مدينة دوما المحاصرة.
كما أكدت مديرية الصحة التابعة للحكومة المؤقتة أن الأعراض التي يعاني منها المصابون تشير إلى استنشاقهم غاز الكلور السام، مشيرة إلى أن المصابين قالوا إن الرائحة في موقع الهجوم مماثلة لرائحة الكلور.
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر طبية محلية ومصادر ميدانية قولها إن “غازات سامة استخدمت في هجوم صاروخي وقع فجر أمس الاثنين، ما تسبب في حالات اختناق”. وأضاف المرصد أن غاز الكلور السام استخدم أيضا في هجوم صاروخي الأسبوع الماضي على الغوطة. وذكر شاهد في المنطقة إن السكان فروا من موقع الهجوم وتلقوا علاجا من مشاكل في التنفس في مراكز طبية ميدانية بالمنطقة.
إلى ذلك، تعرّضت مدن الغوطة الشرقية وبلداتها إلى قصف جوي وصاروخي استهدفت حرستا وعربين ومنطقة المرج والنشابية، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين بجروح. وصعّدت قوات النظام قصفها الانتقامي على المنطقة خلال الساعات الأخيرة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 16 مدنيا يوم أول من أمس فقط.
كما قتل 9 أشخاص وأصيب 8 آخرون بجروح بقذائف سقطت على حي باب توما في العاصمة دمشق مصدرها مدفعية الفرقة الرابعة المرابضة على جبل قاسيون بحسب ما أكد أهالي الحي.
على صعيد متصل، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، إن باريس ستطرح خلال الندوة التي تستضيفها اليوم في شأن نزع الأسلحة الكيميائية مبادرة لمواجهة الإفلات من العقاب لمستخدمي هذا النوع من الأسلحة ومن بينهم المسؤولين عن هذه الهجمات في سوريا.
وأوضح لودريان في تصريحات صحفية أن “نزع السلاح الكيميائي في سوريا لم يسر كما ينبغي”، مشيرا إلى أن “نظام بشار الأسد ما زالت لديه كميات من هذه الأسلحة وأنه نفذ هجمات كيميائية عديدة ضد مناطق مدنية مأهولة على رغم الاتفاق المبرم معه بوساطة روسية عام 2013″ والذي قضى بتدمير ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية.
وأوضح وزير الخارجية الفرنسي أنه حيال هذا الوضع المخيف في سوريا تعتزم باريس طرح مبادرة على نحو 30 دولة مشاركة في اللقاء الخاص بمكافحة الأسلحة الكيميائية للحؤول دون إفلات مستخدمي هذه الأسلحة من العقاب”.
وأكد أن “بإمكان الدول الراغبة بالمشاركة إعداد لوائح بأسماء المشتبه فيهم”، لافتا إلى أن “فرنسا عملت من جانبها على اعتماد عقوبات مثل حظر الحصول على تأشيرات وتجميد أصول الأشخاص المتورطين في انتشار السلاح الكيميائي”.
وشدد وزير الخارجية على عزم فرنسا “محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم الكريهة”، مذكرا بأن الرئيس إيمانويل ماكرون كان قد حذر بشار الأسد من عواقب شن هجمات كيميائية مجددا” خلال حربه على الشعب السوري.
23 يناير، 2018 1203 مشاهدات
أقسام
أخبار