أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقها العميق إزاء التقارير الواردة من سوريا والتي تؤكد قيام قوات النظام بنتفيذ هجمات عديدة بأسلحة كيميائية، مطالبة بـ”ممارسة ضغوط” على بشار الأسد و”داعميه” لوقف هذه الهجمات.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، في بيان رسمي إن “الولايات المتحدة قلقة للغاية إزاء الاتهامات المستمرة بشأن استخدام النظام السوري غاز الكلور لترويع أبرياء آمنين وهذه المرة قرب سراقب في محافظة إدلب”.
وسجّلت حالات اختناق عديدة بعد قصف جوي شنته طائرات النظام السوري، يوم أول أمس الأحد على مدينة سراقب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومنظمات طبية دولية لها مشاف ومراكز طبية وعلاجية في المنطقة.
وأضافت نويرت أن “هذا سادس هجوم من هذا النوع يسجّل في سوريا في غضون الأيام الثلاثين الأخيرة”.
وفي 22 كانون الثاني/يناير الجاري، أصيب 21 مدنيا بينهم أطفال بعوارض اختناق وضيق تنفس بعد قصف لقوات النظام استهدف مدينة دوما المحاصرة في غوطة دمشق الشرقة، وأكدت مصادر طبية والمرصد السوري أن ذلك ناجم عن غازات سامة.
ومنذ اندلاع الثورة في سوريا، قصفت قوات النظام المناطق المحررة والخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة بالغازات السام كالسارين والكلورين وهو ما أكده محققو الأمم المتحدة المستقلون مرارا في تقارير رسمية.
وفي نيسان/أبريل 2017، استهدف هجوم كيميائي بغاز السارين مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، الأمر الذي أسفر عن مقتل مئة شخصا، واتهمت الأمم المتحدة النظام بشن الهجوم بحسب معطيات مؤكدة، كما قامت البحرية الأمريكية بتوجيه ضربة صاروخية محدودة لمطار الشعيرات بريف حمص الجنوبي الذي انطلقت منه المقاتلة التي نفذت مجزرة خان شيخون.
ويوم أمس الاثنين، اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية روسيا بتأخير إصدار إعلان عن مجلس الأمن الدولي يندد بالهجمات الكيميائية المؤكدة التي وقعت خلال الفترة الأخيرة في سوريا، وأوقعت عشرات الضحايا بينهم أطفال.
وفي بيانها، دعت الخارجية الأمريكية المجتمع الدولي إلى “الحديث بصوت واحد”. وأنه “يجب اغتنام كل الفرص لممارسة الضغط علنا على نظام الأسد وداعميه لكي يكف عن استخدام الأسلحة الكيميائية ولمحاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات”.
وأسفت الخارجية الأمريكية في بيانها لأن “روسيا لم تف بالتزاماتها بتحييدها النظام السوري عن مسؤولياته”.
من جهته، أعلن القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، الوزير المفوض منذر منذر، رفض نظامه وإدانته أي استخدام للأسلحة الكيميائية أو أي نوع من أنواع أسلحة الدمار الشامل باعتباره جريمة ضد الإنسانية مبينا أنه أمر مرفوض وغير أخلاقي ولا يمكن تبريره تحت أي ظرف كان.
وقال منذر، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، يوم أمس الاثنين: إن المستهدف باستخدام هذه الأسلحة هو الشعب السوري الذي ما زال حتى اليوم الضحية الأولى لجرائم الجماعات الإرهابية المسلحة التي لم تتورع حتى عن استخدام الأسلحة الكيميائية ضده.
ورفض منذر كل الاتهامات الأمريكية والغربية الموجهة لها بشن هجمات كيميائية معتبرا أنها مجرد ادعاءات باطلة وأكاذيب رخيصة وبات الرأي العام العالمي والسواد الأعظم من أعضاء المنظمة الأممية يدركون أنها أسطوانة مشروخة تلجأ إليها الولايات المتحدة وحلفاؤها داخل مجلس الأمن الدولي كلما أدركت أن المجموعات الإرهابية المسلحة التي تمولها وتسلحها وتدعمها على الأرض في سوريا قد باتت في مأزق وأنها تتراجع في مواجهة تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه الذين يحاربون اليوم بالنيابة عن العالم بأسره إرهابا مدعوما من قبل حكومات لا تقيم أي وزن للسلم والأمن الدوليين ولا تسعى إلا لتحقيق أجنداتها السياسية الخاصة.
واتهم مندوب سوريا في الأمم المتحدة أمريكا والغرب بخلق الأكاذيب للإطاحة بنظام الأسد عبر تسيس عمل آلية التحقيق المشتركة ورفض تصحيح منهجيتها في التحقيق من خلال الابتعاد عن الأدلة والاعتماد على الروايات الملفقة التي تصدرها منظمات طبية وحقوقية عالمية معظمها ممولة من أمريكا دون الاعتماد على استنتاجات علمية وقانونية سليمة صادرة عن الدولة الروسية للنيل من سوريا وصمودها في وجه المؤامرة الكونية على الشعب السوري.
غارات وقصف مدفعي على مدينة دوما في الغوطة الشرقية
6 فبراير، 2018 269 مشاهدات
أقسام
أخبار








