استفاق اللبنانيون، فجر يوم أمس السبت، على سماع دوي انفجارات ناجمة عن صاروخين انفجرا في الأجواء وسقطت شظاياهما على الحدود الجنوبية والشرقية مع سوريا، ودوي انفجارات قوية تبيّن لاحقا أنها ناتجة من الغارات الإسرائيلية في الجانب السوري المحاذي.
وأعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش أنه “عثر على بقايا صاروخين مجهولي النوع والمصدر في منطقتي رياق البقاع وكوكبا حاصبيا ما بين التاسعة والثلث والحادية عشرة والنصف”.
وعاش اللبنانيون التصعيد العسكري منذ الفجر حتى ساعات الظهر، فسمع أبناء البقاع الأوسط دوي انفجار عند الخامسة وعشر دقائق فجرا ناتج عن صاروخ انفجر في الجو وسقطت شظاياه فوق بلدات رياق، تربل، علي النهري. وتجمع المواطنون حول الشظايا التي سقطت في حدائق منازل وأراض زراعية. وكشف الخبير العسكري على المواقع بعدما عمل على إبعاد المواطنين من المكان.
ونشط الطيران الإسرائيلي ظهرا على طول السلسلة الشرقية، وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن “تلك الشظايا من مخلفات الغارة الإسرائيلية التي تم التصدي لها فجرا بالمضادات الأرضية عند تخوم سلسلة جبال لبنان الشرقية، على مقربة من الحدود اللبنانية السورية”.
وفي الجنوب، سقطت بقايا صاروخ قرب بلدة كوكبا في أحد البساتين المحاذية لضفة نهر الحاصباني، قرابة العاشرة والنصف صباح أمس، وأوردت الوكالة الوطنية أن “الصاروخ كان أطلق في اتجاه الطائرات الإسرائيلية من الأراضي السورية. وضربت الأجهزة الأمنية طوقا محكما حول مكانه، فيما كان الدخان لا يزال ينبعث منه”.
هذا فيما قام النائب علي فياض (حزب الله) بتفقد مكان سقوط بقايا الصاروخ، وأكد “جاهزية الجيش والمقاومة لردع أي عدوان إسرائيلي في حال قيام العدو بأي مغامرة”، مشيرا إلى أن “الوضع في الجنوب متماسك وممتاز”. وحيا «تصدي الجيش العربي السوري للعدوان الإسرائيلي”.
وكان مواطنون من أبناء المنطقة الحدودية في الجنوب سمعوا قرابة التاسعة صباحا دوي صفارات الإنذار من داخل المستوطنات الإسرائيلية، إضافة إلى سماعهم في الوقت نفسه أصداء دوي انفجارات بعيدة تبيَّن أنها ناتجة من غارات إسرائيلية داخل الأراضي السورية المحاذية لسلسلة لبنان الشرقية.
وأفاد شهود عيان بأن “حركة المدنيين الإسرائيليين على الحدود كانت شبه معدومة وأن المصانع الموجودة في أراض مقابلة للأراضي اللبنانية بدت مقفلة ولم يلاحَظ أي حركة دخول أو خروج منها كما جرت العادة يوميا”، بحسب صحيفة الحياة.
وأكد مصدر عسكري سقوط شظايا صاروخ مضاد للطائرات في بستان في بلدة رياق في البقاع الأوسط، وبقايا آخر في بستان ليمون في حاصبيا. ورجّح أن يكون مصدرهما الجانب السوري وأنهما من نوع سام. وأكد أن “لا استنفارات على الحدود الجنوبية والوضع هادئ وطبيعي”.
وشهدت أجواء القرى والبلدات الحدودية في صور وقضاءي مرجعيون وحاصبيا خصوصا فوق بلدات شبعا والخيام وجوارهما، تحليقا مكثفا لطائرات استطلاع إسرائيلية. وبعد الظهر، حلقت الطائرات فوق النبطية والجوار.
وفي السياق، أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن “أربع طائرات حربية تابعة للعدو الإسرائيلي خرقت الأجواء اللبنانية من فوق البحر غرب مدينة صور وصولا حتى بلدة كفرشوبا”، وأن “أربع طائرات مماثلة خرقت الأجواء اللبنانية من فوق بلدة الأرز، ونفذت طيرانا دائريا فوق المناطق اللبنانية كافة ثم غادرت الأجواء من فوق الصرفند باتجاه البحر”.
وأعلنت قيادة الجيش اللبناني أيضا أن “طائرة استطلاع تابعة للعدو الإسرائيلي خرقت الأجواء اللبنانية من فوق بلدة الناقورة وصولا حتى مدينة صور”.
ومساء، أفادت الوكالة الوطنية بأن “مواكب سيارة انطلقت من منطقة النبطية باتجاه الشريط الحدودي، حيث جابت بلدة عديسة، كفركلا، الخيام، ورفعت خلالها رايات حزب الله” وأطلقت شعارات عبر مكبرات الصوت منددة بالعدو الإسرائيلي وداعمة المقاومة، في ظل مراقبة من جنود العدو في الجهة المقابلة وانتشار للجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية”.
وكانت غارات إسرائيلية قد دمرت أكثر من اثني عشر موقعا للمليشيات الإيرانية والقوات السورية في محافظة دمشق، يوم أمس السبت، إثر إسقاط الدفاعات السورية لطائرة إسرائيلية كانت تغير على منصة إيرانية لإطلاق الطائرات المسيرة في مطار التيفور العسكري.