في مواجهة حرب إبادة حقيقية وأمام مرأى ومسمع العالم، يقضي أكثر من 400 ألف سوري من أهلنا، أبناء الغوطة الشرقية في ريف العاصمة دمشق أصعب لحظاتهم وأيامهم، منذ يوم الأحد الماضي .
وأمام هول هذا المشهد ورعبه وخطورته، يصيبون العدالة والمواثيق الدولية والأخلاقية والدينية بمقتل، أسئلتهم تتلخص حول حق الحياة، هذا الحق الذي وهبه الله تعالى للناس بغض النظر عن لونهم وانتمائهم وطريقة تفكيرهم وتتبناها المواثيق والأعراف الدولية وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
إن أهل الغوطة يُسلبون حقهم في الحياة أمام مرأى ومسمع و صمت العالم أجمع، إضافة إلى أن ممثلي أهل الغوطة وانطلاقا من مشاعرهم بأن الحق في الحياة مقدس، وقّعوا على اتفاقيات خفض التصعيد في القاهرة وفي جنيف وبرعاية وتوافق بين روسيا وتركيا وإيران والأمم المتحدة، ورغم التزامهم بجميع بنود الاتفاق إلا أن الاتفاق يسقط بحملة الإبادة ولا أحد يتحرك لا من الرعاة ولا من المتعهدين بالإشراف على تنفيذه، ويبدو أن الاتفاقات الدولية تسجل نقطة انتحارها.
إننا وانطلاقا من إنسانيتنا وديننا أولا وعروبتنا ثانيا وسوريتنا ثالثا، نعلن عن مواصلة انتمائنا إلى قضية أهلنا في الغوطة الشرقية، أبناء المدن والأحياء المحاصرة منذ أكثر من خمس سنوات، الصابرين والصابرات، الشهداء الأبرار، الشعب الذي قاوم الحصار وحملات الإبادة بالمزيد من المقاومة والصبر والدعوة إلى السلام والتعاضد، إنهم أبناء سوريا الذين دفعوا ثمن المطالبة بالحرية والعدالة والديمقراطية، نحن ننتمي لهم و ندعو معهم مجلس الأمن الدولي للقيام بدوره، ندعوه لاجتماع عاجل وإصدار قرار ينقذ حياتنا، نقول لممثلي الدول أعضاء المجلس، إنكم أمام جريمة إبادة بشرية نتعرض لها أمام أنظاركم، ندعوكم لتحمل مسؤولياتكم التي تم تأسيس المجلس لأجلها، إنكم أمام الامتحان الأكبر في تاريخكم.
وندعو جامعة الدول العربية أيضا والتي ما زلنا على ثقة بها ونراهن على دورها، إلى اجتماع عاجل وإصدار قرار ونفوضها بتوجيه دعوة باسمنا إلى مجلس الأمن الدولي للتدخل فورا لإنقاذ حياتنا، فنحن عرب وسوريون ونطلب الحياة والحرية لنا وللجميع، نحن دعاة حياة ولسنا دعاة قتل.
نطالب قادة الدول الضامنة إلى القيام بدورهم وتعهداتهم المنصوصة في اتفاقات خفض التصعيد التي وقعنا عليها والتزمنا بها ونخص الجانب الروسي، و عليه جزء هام من المسؤولية عن ما يجري، للقيام بدوره حيال جرائم النظام، والوقوف في وجهها ووقفها، بدلا من التماهي معها أو المشاركة فيها، علما بأن تعاوننا مع روسيا في ملفات سياسية مختلفة يجب أن يكون له آفاق واضحة لجهة حدوث تقدم ملموس في ملفات خفض التصعيد، والحالة الانسانية، والحل السياسي، بينما البديل عن مثل ذلك التقدم هو إعادة النظر في التعاون المشترك.
ندعو جميع السوريين داخل وخارج البلاد إلى الوقوف في مواجهة جرائم الإبادة التي يتعرض لها أهلنا في الغوطة الشرقية بجميع الوسائل، صمتنا اليوم عن الجريمة مشاركة في القتل.
إن تيار الغد لم ولن يدّخر جهدا في مساعيه من أجل حقن دماء أهلنا وتحسين أوضاعهم الانسانية، ونقوم باتصالات ومباحثات مع عدة أطراف حول ذلك، وسوف نعلن عن نتائجها في حينها.
وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ ۞ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۞ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۞ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ۞.
صدق الله العظيم.
تيار الغد السوري