تصدى مقاتلو جيش الإسلام في الغوطة الشرقية لعدة محاولات اقتحام نفذتها قوات النظام من الحرس الجمهوري، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي وصاروخي مكثف على الأحياء السكنية في المنطقة أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين.
حيث قالت مصادر ميدانية إن قوات النظام والمليشيات المساندة لها شنت صباح اليوم الأحد هجوما بريا على حوش الظواهرة في قطاع المرج في الغوطة الشرقية، وذلك بعد ساعات من موافقة مجلس الأمن الدولي على هدنة إنسانية لمدة شهر، بعد أسبوع دموي أسفر عن مقتل أكثر من 500 مدني في الغوطة.
وبدأت قوات النظام هجومها على جبهتي النشابية والزريقة الخاضعتين لسيطرة جيش الإسلام، ترافق مع قصف جوي ومدفعي على مدن دوما وحرستا وسقبا وبلدات حمورية وكفربطنا وحزرما والنشابية وبيت سوى، وقد أدت الاشتباكات والمعارك حتى اللحظة إلى مقتل أكثر من ثمانين عنصرا من قوات النظام وجرح عشرات آخرين غصت بهم المشافي في دمشق والعديد من المدن في ضواحيها.
وحاولت قوات النظام عزل ناحية النشابية في منطقة المرج عن الغوطة الشرقية عبر الضغط عليها من محوري عين الزريقة ومحور حزرما الملاصقة للنشابية. وكانت قوات النظام قد استقدمت خلال الأيام الماضية آلاف العناصر من عشرات المليشيات والفرق العسكرية التابعة إليها من عدة محافظات كدير الزور وإدلب وحلب حمص وحماة واللاذقية وطرطوس ودرعا والقنيطرة.
وتأتي محاولات قوات النظام الحالية بعد أقل من عشر ساعات من تصويت الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بالإجماع لمصلحة قرار كويتي سويدي لإعلان هدنة إنسانية مدتها 30 يوما على الأقل وافقت عليها روسيا طالما أنها غير محددة وتستثني الفصائل التي تعتبرها إرهابية.
ويتضمن القرار 2401 الذي تأجل التصويت عليه مرارا بسبب الاعتراض الروسي، مطالبة جميع الأطراف بوقف النار في المناطق كافة من دون تأخير لمدة 30 يوما على الأقل، وينص على السماح بإجراء إجلاء طبي آمن وغير مشروط، والسماح للعاملين في المجالين الطبي والإنساني بالتحرك من دون عراقيل، ويؤكد على ضرورة رفع الحصار عن المناطق المأهولة بالسكان من قبل جميع الأطراف، بما فيها الغوطة الشرقية، وتأمين ممرات آمنة لخروح المحاصرين إلى أي جهة يريدون.
ميدانيا أيضا تعرضت حرستا وسقبا وحمورية وبيت سوى ودوما لعشرات الغارات ومئات صواريخ أرض أرض وقذائف الهاون التي أطلقتها قوات النظام على الأحياء السكنية حيث عملت فرق الدفاع المدني على إنقاذ الجرحى وإطفاء الحرائق التي اندلعت في عدة مناطق فيما تواصل فرقها البحث عن ناجين تحت الأنقاض في العديد من المواقع التي تعرضت للقصف اليوم والأمس. ووثق الدفاع المدني اليوم مقتل مدنيين في سقبا بالإضافة إلى مدني في كل من بيت سوى وحمورية.
وتتعرض مدن وبلدات الغوطة الشرقية منذ أكثر من أسبوع لحملة قصف جوي ومدفعي مكثف ما أدى إلى مقتل أكثر من 500 مدني بينهم 121 طفلا، بحسب ما وثقت هيئات طبية ومراكز حقوقية ومنظمات دولية بما فيها الأمم المتحدة.
وقتل يوم أمس السبت، وفق آخر حصيلة، 29 مدنيا من بينهم أربعة أطفال على الأقل جراء الغارات، قضى أكثر من نصفهم في مدينة دوما، كما انتشل المسعفون جثث خمسة مدنيين آخرين من تحت الأنقاض، تبين أنها تعود لأم وأطفالها الأربعة قتلوا قبل أربعة أيام في بلدة عين ترما.
25 فبراير، 2018 1476 مشاهدات
أقسام
من سوريا