في تحد سافر لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401 الذي دعا لإقرار هدنة إنسانية ووقف لإطلاق النار في سوريا تواصل قوات النظام السوري قصفها الجوي والمدفعي والصاروخي للمدن والبلدات في عدة محافظات سوريا أخطرها ما تنفذه في الغوطة الشرقية.
حيث قتل طفل وأصيب 11 آخرين جراء استهداف قوات النظام وحلفائها بلدة الشيفونية في منطقة المرج بغاز الكلور السام، وفق ما أكدته منظمة الدفاع المدني في دمشق وريفها عبر منصاتها يوم أمس الأحد، مشيرة إلى أن متطوعين عاملين فيها أصيبوا نتيجة استهداف المنطقة بالغازات السامة.
كما قال مسؤول المناصرة في الجمعية الطبية السورية الأمريكية “SAMS”، محمد كتوب، عبر حسابه في “تويتر”، أن إحدى مشافي الجمعية سجلت عدة إصابات بينهم أربعة أطفال وامرأة بغاز تشير أعراضه إلى غاز الكلور.
هذا فيما بلغت حصيلة ضحايا القصف الذي استهدف مدن وبلدات الغوطة الشرقية 20 شخصًا بحسب إحصائية “مركز الغوطة الإعلامي”. وقالت مصادر ميدانية إن 14 مدنيا على الأقل أصيبوا بعوارض اختناق، أدت إلى مقتل طفل بعد قصف قوات النظام على بلدة الشيفونية الغوطة الشرقية، في وقت تراجعت فيه وتيرة الغارات، وتركزت على خطوط التماس مع الفصائل المعارضة من جيش الإسلام وفيلق الرحمن، حيث تدور اشتباكات عنيفة، سقط خلالها عشرات القتلى من الطرفين.
وأكدت مصادر في الدفاع المدني السوري أن قوات النظام قامت بشن هجوم جوي وبري على مدينة دوما وحرستا وبلدات الشيفونية وكفربطنا وحمورية وسقبا وبيت سوى والمرج في الغوطة الشرقية. كما واصلت قوات النظام قصفها للمناطق المحررة في محافظتي إدلب وحماة، مستهدفة مدينة جسر الشغور في إدلب، وكفرزيتا في حماة بالمدفعية الثقيلة.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وجيش الإسلام تركزت “عند خطوط التماس في منطقة المرج التي يتقاسمان السيطرة عليها” في جنوبي الغوطة الشرقية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأحصى المرصد مقتل “13 عنصرا من قوات النظام وحلفائها على الأقل، مقابل ستة مقاتلين من جيش الاسلام”.
فيما أكد حمزة بيرقدار، المتحدث الرسمي باسم جيش الإسلام، إصابة طائرة L39 تابعة لميليشيات النظام بعد استهدافها بالمضادات الأرضية وإصابتها إصابة مباشرة، وهبوطها اضطراريا في مطار الضمير العسكري، وسط أنباء عن احتراقها على مدرج المطار.
وتستهدف قوات النظام منذ أسبوع الغوطة الشرقية بالغارات والقصف المدفعي والصاروخي الكثيف، ما تسبب بمقتل 535 مدنيا على الأقل، بينهم 131 طفلا وفق آخر حصيلة للمرصد.
وكان الفصيلان المقاتلان البارزان “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” التابعان للجيش السور الحر واللذان يسيطران على الغوطة قد أكدا التزامهما احترام قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بوقف إطلاق النار مدة ثلاثين يوما في سوريا.
وأعلن جيش الإسلام في بيان تعهده “بحماية القوافل الإنسانية التي ستدخل إلى الغوطة”، مشددا في المقابل على “الاحتفاظ بحق الرد الفوري لأي خرق” قد ترتكبه قوات النظام ومليشيات المرتزقة الحليفة لها.
وفي بيان منفصل، أكد فيلق الرحمن على “الالتزام الكامل والجاد وقف إطلاق نار شامل وتسهيل إدخال كل المساعدات الأممية إلى الغوطة الشرقية”، لافتا إلى “حقه المشروع في الدفاع عن النفس ورد أي اعتداء”.
من جهتها أيضا، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن روسيا وقوات النظام والمليشيات الداعمة لها قتلت في الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق 1121 مدنيا بينهم 281 طفلا و171 امرأة، وذلك خلال 103 أيام.
وأضافت الشبكة، في بيان أصدرته يوم أمس الأحد، أن الضحايا سقطوا جراء قصف بري وغارات جوية مكثفة على المنطقة، ما بين 14 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي و24 شباط/فبراير الجاري.
وذكر البيان أن 12763 مدنيا، بينهم 1463 طفلا و1127 سيّدة قتلوا في الغوطة الشرقية، منذ اندلاع الثورة السورية في آذار/مارس 2011، وحتى 24 شباط الحالي.
وأكد البيان أن قوات الأسد والمليشيات الداعمة لها استخدمت السلاح الكيميائي 46 مرة في عملياتها العسكرية ضد الغوطة الشرقية منذ 2011.

من آثار القصف الوحشي على الأحياء السكنة في الغوطة الشرقية
26 فبراير، 2018
1220 مشاهدات