اعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا أنه من الصعب استخدام أي مدني من أهالي الغوطة الشرقية ممر العبور الآمن الذي حددته روسيا إذا لم تكن هناك ضمانات كافية، فيما تواصل القصف على الغوطة والمعارك في محيطها ما أسفر عن عدد من الضحايا بينهم متطوعون في الدفاع المدني.
حيث أعلنت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا إنجي صدقي أنه “من الصعب أن يستخدم أي مدني ممرات العبور إذا لم تكن هناك ضمانات كافية”، مضيفة “إن أسرة مؤلفة من أم وأطفال لن تخاطر بحياتها إذا لم يكن لديها ضمانات السلامة اللازمة”. وأضافت “هناك نوع من الخوف لدى المدنيين بسبب عدم وجود توافق بين الأطراف”.
واعتبرت صدقي أن الحل لا يقتصر على إخراج الحالات الحرجة من الغوطة الشرقية “وإنما أيضا بإدخال مساعدات طبية مناسبة ليتم علاجهم في أماكنهم”، موضحة “للأسف خمس ساعات غير كافية لإيصال المساعدات، نحن نحتاج لساعات طويلة من التحضير والانتقال من نقطة إلى أخرى وتفريغ المساعدات”.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر طلبت في وقت سابق السماح لها بالدخول الى الغوطة الشرقية للمساعدة في علاج الجرحى.
وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، فإن أكثر من 700 شخص بحاجة إلى إخلاء طبي فوري من الغوطة الشرقية.
وسبق لروسيا أن أعلنت خلال معارك مدينة حلب في العام 2016 هدنا انسانية مماثلة بهدف اتاحة المجال أمام سكان الأحياء الشرقية المحاصرين للخروج، انتهت بإجلاء عشرات الآلاف من المدنيين وآلاف مقاتلي فصائل المعارضة في كانون الأول/ديسمبر العام 2016.
واستبق جيش الإسلام وفيلق الرحمن إعلان الهدنة الروسي برفضهما أي “تهجير للمدنيين أو ترحيلهم”. وأبديا في الوقت ذاته استعدادهما لإخلاء مقاتلي هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” مع أفراد عائلاتهم من الغوطة الشرقية، بعد 15 يوما من دخول وقف إطلاق النار الذي أعلنه مجلس الأمن الدولي حيز التنفيذ الفعلي.
وواصلت كل من قوات النظام والطيران الروسي تصعيدهما على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، اليوم الأربعاء، حيث شن الطيران الحربي غارات بالصواريخ على دوما وحرستا وحوش الضواهرة، فيما استهدفت قوات النظام المناطق المذكورة وبلدتي حوش الصالحية وأوتايا بقذائف المدفعية وصواريخ أرض أرض.
وقد أسفر القصف على الغوطة الشرقية عن استشهاد أحد متطوعي الدفاع المدني أثناء قيامه بواجبه الإنساني، بالإضافة إلى وقوع العديد من المصابين في صفوف المدنيين بينهم نساء وأطفال.
هذا فيما نجح الثوار بالتصدي لمحاولة قوات النظام التقدم على جبهات المشافي بمدينة حرستا وبلدتي حوش الضواهرة والمحمدية بالغوطة الشرقية، حيث جرت اشتباكات عنيفة بين الطرفين سقط على إثرها عدد من القتلى والجرحى من الطرفين.