تحذيرات أمريكية من تأقلم تنظيم داعش مع هزائمه وتحوله للامركزية

حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من أن تنظيم داعش يتطور ويتكيف مع الهزائم التي مني بها في كل من العراق وسوريا، لافتة من أن تحول التنظيم إلى اللامركزية يجعله أكثر...
منسق الدبلوماسية الأمريكية لمكافحة الإرهاب نيثين سيلز

حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من أن تنظيم داعش يتطور ويتكيف مع الهزائم التي مني بها في كل من العراق وسوريا، لافتة من أن تحول التنظيم إلى اللامركزية يجعله أكثر انتشارا وخطورة.
وقال منسّق الدبلوماسية الأمريكية لمكافحة الإرهاب، نيثين سيلز، للصحافيين خلال مؤتمر دولي اختتم في العاصمة واشنطن يوم أمس الأربعاء إنه “مع تحقيقنا الانتصار تلو الآخر على تنظيم داعش في ميدان المعركة فإن التنظيم يتأقلم مع انتصاراتنا”.
وأضاف سيلز “المعركة لم تنته على الإطلاق، إنها مجرد مرحلة جديدة. نحن ننتقل من جهد عسكري بالدرجة الأولى إلى جهود مدنية وقمعية متزايدة”. وتابع “أعتقد أن ما نراه هو أن تنظيم داعش يصبح لامركزيا على نحو متزايد. إنه آخذ في التطور والتكيف”.
وأدلى المسؤول الأمريكي بتصريحاته في ختام مؤتمر عقد على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء الفائتين في العاصمة واشنطن ونظمته وزارة الخارجية الأمريكية والإنتربول والمعهد الدولي للعدالة وسيادة القانون وشارك فيه قضاة ومسؤولون في أجهزة إنفاذ القانون ودبلوماسيون من حول العالم بهدف تعزيز التنسيق في جهود محاربة تنظيم داعش.
وبإسناد من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة تمكنت القوات العراقية من طرد تنظيم داعش من جميع المدن العراقية مع نهاية عام 2017، في حين لم يعد التنظيم يسيطر في سوريا على أي مدينة، لكنه يحتفظ بعدة قرى وبلدات وجيوب ينتشر فيها بضعة آلاف من المقاتلين، من دون أن تكون لهم أي مقار.
وبحسب سيلز فإن الادارة الأمريكية تعتمد في حربها ضد التنظيم على أدوات عديدة أبرزها ثلاث هي: العقوبات المالية وقائمة بأسماء المسافرين جوا واستخدام البيانات البيومترية في ضبط الحدود، وهي توصي بقية دول العالم بأن تحذو حذوها.
وأوضح منسّق الدبلوماسية الأمريكية لمكافحة الإرهاب أنه على صعيد العقوبات المالية فإن الإدارة الأمريكية أدرجت على قائمتها السوداء للمنظمات والأفراد “الإرهابيين” سبعة فروع لتنظيم داعش (في غرب أفريقيا والفيليبين وبنغلادش والصومال ومصر وتونس) واثنين من قيادات التنظيم هما أبو مصعب البرناوي زعيم جماعة بوكو حرام الجهادية في نيجيريا وغرب أفريقيا ومهد معلم القيادي في تنظيم داعش في الصومال.
وأضاف أن “هؤلاء الإرهابيين نشروا حملة تنظيم داعش الدموية في جهات الأرض الأربع” والعقوبات ترمي إلى تأكيد أن التنظيم هو “شبكة دولية” تصبح “أكثر فأكثر لامركزية”.
وتابع “نحن نلفت نظر المجتمع الدولي إلى أن سقوط ما يسمى دولة الخلافة في العراق وسوريا لا يعني أن تنظيم داعش لم تعد لديه سلطة بل على العكس من ذلك”.
وفي ما خص قائمة المسافرين جوّا أوضح سيلز أن هذه القائمة وتدعى “سجل أسماء الركاب” هي بنك معلومات يحتوي على بيانات المسافرين جوا وهو “أداة لمكافحة الإرهاب فعاليتها تفوق التصوّر”، ولا بد لكل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن يكون لديها قائمة مماثلة.
أما في ما يتعلق بالبيانات البيومترية فقال المسؤول الأمريكي ان استخدام هذه التكنولوجيا يعزز مراقبة الحدود ويحول دون امكانية تسلل الإرهابيين.
وردا على سؤال عن مصير الجهاديين الأجانب الذين اعتقلوا في سوريا والعراق وأين يجب أن يحاكموا قال سيلز أنه “لا يجب أن تنتظر الدول من دول أخرى أن تحل مشاكلها مكانها” ولذلك فإن مسؤولية محاكمة الجهادي الأجنبي تقع على عاتق الدولة التي يحمل جنسيتها.
ويثير موضوع محاكمة الجهاديين الأجانب جدلا في الغرب ولا سيما في فرنسا التي أعلنت تأييدها لمحاكمة مواطنيها الجهاديين المعتقلين في كل من العراق وسوريا، مشيرة إلى أنها ستتدخل فقط في حال أنزلت عقوبة الإعدام بحقهم، وذلك رغم مطالبة عائلات الموقوفين والمحامين بمحاكمتهم في بلدهم.
ويطالب عدد قليل من البلدان باسترداد رعاياه، خصوصا في أوروبا حيث نفذ التنظيم هجمات دموية أرعبت الرأي العام في السنوات الأخيرة.

أقسام
أخبار

أخبار متعلقة