صعّدت واشنطن وبرلين وباريس من لهجتها إزاء نظام الأسد بالتعهد بمحاسبته نتيجة الحملة العسكرية التي يشنها على الغوطة الشرقية المحاصرة بدعم روسي، إضافة إلى استخدام أسلحة كيميائية، فيما أعلنت موسكو أنها لن تعيق “السلطات السورية عن محاربة الإرهابيين” في المنطقة.
وبرزت المواقف الأمريكية الأوروبية خلال اتصالين أجراهما الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع كل من نظيره الفرنسي، ايمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، حيث تعهّد ماكرون وترامب بـ”ردّ حازم مشترك” إذا ما تم تأكيد قيام قوات نظام الأسد بشنّ هجمات كيميائية جديدة، وفق ما جاء في بيان صادر عن قصر الرئاسة الفرنسية “الإليزيه”.
كما قرر الرئيسان العمل معا لتنفيذ القرار 2401 من أجل وقف الغارات والقصف وإتاحة الفرصة لدخول المساعدات الإنسانية وإخراج الجرحى والمرضى، وأكّد الرئيسان على ضرورة ممارسة روسيا “من دون إبهام” أقصى الضغط على نظام الأسد كي يعرب بوضوح عن التزامه بقرار مجلس الأمن الدولي.
كما اتفقت المستشارة الألمانية ميركل مع ترامب على وجوب “محاسبة” نظام الأسد على “التدهور المتواصل للوضع الإنساني في الغوطة الشرقية، وهذا ينطبق على استخدام نظام الأسد أسلحة كيميائية، كما على الهجمات على المدنيين وتجميد المساعدة الإنسانية”.
إلى ذلك، كشف مصدر فرنس لصحيفة الحياة اللندنية أن وزير الخارجية جان إيف لودريان وجه سلسلة من الطلبات إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، خصوصا في شأن السماح بإيصال المساعدات الإنسانية وتمديد وقف النار ومراقبة الهدنة، إضافة إلى مسألة السلاح الكيميائي، ولفت المصدر أن الردّ الروسي شابه غموض مع وعود باستمرار مناقشة هذه المسائل.
ولفت المصدر إلى خلاف فرنسي روسي حيال الدور الإيراني في المنطقة، إذ اعتبر لافروف أن إيران تلعب دور الاستقرار وينبغي التوقف عن إدانتها، في حين اعتبر لودريان أن نشاطات إيران في سوريا والمنطقة إضافة إلى برنامجها للصواريخ الباليستية يشكلان تهديدا خطيرا، وأنه ينبغي العمل معا على وقف هذه التهديدات. واتفق لودريان على إجراء محادثات هاتفية مع لافروف فور عودة الوزير الفرنسي من إيران الأسبوع المقبل.
في المقابل، أعلنت روسيا أن “العملية الشاملة” في الغوطة الشرقية “باتت ضرورية ولا مفرّ منها”، وذلك في اليوم الرابع من “هدنة الساعات الخمس” التي أمر بها الرئيس فلاديمير بوتين بهدف إجلاء مدنيين راغبين في المغادرة أو دخول مساعدات إنسانية عاجلة، من دون أن يُسجّل أي تقدّم على المستويين حتى الساعة.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمر صحافي في موسكو يوم أمس الجمعة، إن بلادها “لن تعيق السلطات السورية عن محاربة الإرهابيين”. وأشارت إلى أن “قصف العاصمة السورية يستمرّ دوريا، وهذه الاستفزازات من جانب التشكيلات المسلّحة جعلت العملية الشاملة على الأرض لمكافحة الإرهاب ضرورية ولا مفرّ منها. وهي مدعومة من الجو من جانب سلاح الجو السوري والقوات الجوفضائية الروسية”.
وأكدت زاخاروفا “استمرار سعي روسيا إلى تطبيق القرار الدولي في شأن الهدنة”، لكنها أشارت إلى أن موسكو “لن تمنع السلطات السورية عن مكافحة الإرهاب”، مضيفة: “لا يجب التعويل على أننا سنعيق السلطات السورية في مكافحتها الإرهابيين”.
ومع استمرار القصف الجوي السوري والروسي والقصف المدفعي والصاروخي من قبل مليشيات النظام على الغوطة الشرقية خلال الأيام الماضية، من دون أي توقف، حققت قوات النظام تقدّما ميدانيا في الأجزاء الشرقية من الغوطة الشرقية وخصوصا في قريتي حوش الظواهرة وحوش الزريقية الخاضعتين لسيطرة جيش الإسلام بسبب استخدامها لسياسة الأرض المحروقة عبر استهداف المنطقة بآلاف القذائف المدفعية والصاروخية يوميا.

قصف على الغوطة الشرقية السبت 24022018
3 مارس، 2018
1418 مشاهدات
أقسام
أخبار