عشية الذكرى السابعة للثورة السورية، أكد منذر آقبيق، أن تيار الغد السوري الذي دعا ومازل لوقفِ الحرب في سوريا والعملِ على إنجاز الحلول السياسية السلمية، مستمر بالنضال من أجل تحقيقِ التغيير الديمقراطي الذي يستحقه الشعب السوري وإعادةِ توحيد البلاد وإعمارِها.
ولفت آقبيق إلى أن الثورة على نظام الاستبداد في سوريا بدأت باحتجاجات شعبية ونزول الناس إلى الشوارع مطالبة بالتغيير السياسي الديمقراطي بعد عقود طويلة من احتكار السلطة والثروة عن طريق قمع الشعب بالقوة العسكرية، إضافة إلى فشل هائل الأبعاد في كافة مشاريع التنمية الاقتصادية والتعليم والرعاية الصحية، واستشراء الفساد على كافة المستويات وفي كافة دوائر الدولة المدنية والعسكرية. ولذلك كانت المطالب الشعبية محقّة، وأي شعب في العالم يحق له أن يختار الحكام الذين يرعون مصالحه وليس مصالحهم الشخصية والعائلية.
ونوّه الناطق باسم تيار الغد السوري بأن نظام الأسد بدلا من أن يستجيب لمطالب الشعب السوري اختار أن يشن الحرب عليه، ما اضطر الشعب لحمل السلاح للدفاع عن نفسه الأمر الذي أدى إلى نشوب الحرب الأهلية منذ ذلك الحين وحتى الآن. وتسبّب استخدام النظام لكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والقصف بالطيران والمدفعية والصواريخ للمدن والقرى السورية إلى سقوط مئات آلاف الضحايا وملايين الجرحى، إضافة إلى نصف الشعب حوالي 12 مليونا، بين لاجئ في دول أخرى ونازح داخل الوطن، مما تعارف على تسميته بأكبر كارثة إنسانية في العالم في عصرنا الحالي.
كما أشار آقبيق إلى تدخل العديد من الدول في الحرب السورية، أكثريتها تؤيد مطالبات الشعب بالتغيير الديمقراطي، وبعضها تدخل لصالح النظام، وتنافست الدول فيما بينها في سوريا وعلى سوريا، وأرسلت بعض الدول جيوشها وشاركت بشكل مباشر في الحرب تحت عناوين مختلفة. وكذلك استفادت بعض المنظمات الإرهابية المتطرفة مثل “القاعدة” وتفرعاتها، والميليشيات الطائفية التابعة لإيران من الفوضى كي تنشئ لنفسها وجودا على الأرض السورية. وأصبح هناك عدة حروب تجري في نفس الوقت، حرب النظام وحلفائه مع الثوار، والحرب على الإرهاب، وحروب عرقية وأخرى طائفية، وأصبحت البلاد في حالة فوضى عارمة.
واعتبر آقبيق أنه رغم صدور عدة قرارات من مجلس الأمن الدولي حول سوريا، أهمها القرار 2254، والذي يضع خارطة طريق أمام وقف القتال وتحقيق الانتقال السياسي الديمقراطي وإعادة توحيد البلاد؛ إلا أن تلك القرارات ما زالت بعيدة عن التنفيذ الفعلي.
وأضاف أنه في ظل استمرار حملات النظام العسكرية الإجرامية، في غوطة دمشق مثلا وغيرها من المناطق، واستمرار التوتر والتنافس بين الدول المتدخلة، يمكن القول إن الحل السياسي السلمي بحسب القرارات الدولية تم وضعه في الثلاجة في الوقت الحالي.
وبالنسبة للمستقبل القريب، فقد بدأت تتجلى أربع مناطق نفوذ رئيسية في سوريا لأربع دول تملك جيوشا على الأرض، وهي روسيا وإيران والولايات المتحدة وتركيا. وهذه المناطق، بحسب آقبيق، أسست لما يمكن أن يسمى “تقسيما ناعما” للبلاد، و”لا نتوقع أن تبرد المدافع في وقت قريب، وسوف تستمر حالة الصراع العسكري في الأمد المنظور”.
وشدّد آقبيق على أن الحل في سوريا يتطلب أمرين غير متوفرين في الوقت الراهن، وهما: اتفاق الدول المتدخلة في الشأن السوري فيما بينها على الحل، وكذلك اتفاق السوريين نظاما ومعارضة على الانتقال السياسي وإعادة توحيد البلاد. وحتى تتحقق تلك المعطيات فالسوريون “أمام مزيد من الفوضى والمآسي الإنسانية للأسف”.
وبحثا عن مخرج للأزمة السورية، قال الناطق باسم تيار الغد السوري: “نحن ندعو جامعة الدول العربية للقيام بدورها في تشكيل لجنة رفيعة المستوى للتواصل مع الدول العظمى والإقليمية كي تكون هناك مبادرة ما، تخرج البلاد من هذا النفق المظلم”.
كما أكد آقبيق على أن “تيار الغد دعا ومازال لوقف الحرب في سوريا، والعمل على إنجاز الحلول السياسية السلمية، مع استمراره بالنضال من أجل التغيير الديمقراطي الذي يستحقه الشعب السوري، وإعادة توحيد البلاد، وإعادة إعمارها وتحقيق الازدهار فيها للأجيال القادمة بإذن الله”.
17 مارس، 2018 1886 مشاهدات