أصيب عدد من المدنيين بينهم متطوع في الدفاع المدني نتيجة استمرار القصف المدفعي على الأحياء السكنية في مدينة دوما فيما تستعد دفعة جديدة من المدنيين والمقاتلين للخروج من جنوب الغوطة الشرقية استكمالا لاتفاق الإجلاء الذي تم بين فيلق الرحمن وروسيا.
وأفادت مصادر إعلامية روسية وإيرانية أنه تم تجهيز 18 حافلة تقل 1101 شخص بينهم 238 مسلحا من جوبر وزملكا وعربين وعين ترما في الغوطة الشرقية تمهيدا لنقلهم إلى مخيمات النازحين في محافظة إدلب.
كما أكد الناطق باسم فيلق الرحمن، وائل علوان، أن عملية الاجلاء متواصلة من جنوب الغوطة بموجب الاتفاق مع الجانب الروسي. وأضاف “لا توجد أعداد واضحة لدينا، المتوقع خروج سبعة آلاف من الثوار والعسكريين ومعهم أهاليهم وجزء من المدنيين، وقد يصل العدد الى نحو ثلاثين ألفا”.
وتعد القافلة التي تستعد اليوم للتحرك الثالثة التي تخرج من جنوب الغوطة الشرقية حيث تم خلال اليومين الماضيين إجلاء أكثر من 6400 شخص بين مقاتلين وأفراد عائلاتهم ومدنيين آخرين.
وتشرف القوات الروسية مباشرة على تنفيذ عملية الإجلاء منذ خروج الحافلات عبر ممر عربين، وتتوقف الحافلات بعد خروجها عند نقطة تجمع في حرستا، حيث ينتشر ضباط وعناصر روس، ويستقل عنصر من الشرطة العسكرية الروسية كل حافلة حتى وصولها إلى مناطق سيطرة الفصائل في قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي.
وتواصل قوات التحالف الدولي الداعم لنظام الأسد قصفها على منازل المواطنين في مدينة دوما في الغوطة الشرقية بعد أن دمرت كل المشافي والنقاط الطبية والإسعافية بعد أن توصلت إلى مواقعها بمساعدة موظفي الأمم المتحدة في دمشق الذين منحوا قوات التحالف خريطة تفصيلية بمواقع المراكز الحيوية لتجنب قصفها ولكن قوات التحالف لم تقصف غيرها.
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار المفاوضات بين مسؤولين من جيش الإسلام وروسيا، وقال الإعلام الروسي نقلا عن مصدر عسكري إن أكثر من 105 آلاف مدني من المحاصرين خرجوا من الغوطة الشرقية خلال نحو أسبوعين إلى مراكز إقامة مؤقتة في ريف دمشق تكتظ بالمدنيين لا سيما النساء والأطفال والمسنين، ووصفت الأمم المتحدة قبل أيام الوضع فيها بـ”المأسوي” فيما لا يعرف مصير المئات من الشباب والرجال الذين تم اقتيادهم إلى جهات مجهولة.
وكانت دفعة من المرحلين من الغوطة الشرقية قد وصلت يوم أمس الأحد إلى قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي، حيث يتم تبديل الحافلات قبل انطلاقها إلى مخيمات النازوح في إدلب. ومكنت عملية الإجلاء هذه قوات التحالف الدولي الداعم لنظام الأسد من توسيع نطاق سيطرتها لتشمل أكثر من تسعين في المئة من مساحة المنطقة التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة.
وبعد إجلاء مقاتلي حركة أحرار الشام الإسلامية وفيلق الرحمن، تتجه الأنظار إلى مدينة دوما، التي تجري مفاوضات بشأنها مع مسؤولين روس، وفق اللجنة المدنية المعنية بالمحادثات والتي أكد جيش الإسلام أنه لا يشارك فيها.
ورجحت مصادر مطلعة أن تؤدي المفاوضات إلى اتفاق يقضي بتحويلها إلى “منطقة مصالحة” على أن تعود إليها مؤسسات الدولة مع بقاء مقاتلي جيش الإسلام من دون دخول قوات النظام.
ومن جانبه، أعلن قائد جيش الإسلام، عصام بويضاني (أبو همام)، بقاء الثوار في الغوطة الشرقية ورفضه الخروج منها. وقال: “في الغوطة ثابتون لآخر قطرة، وحزمنا أمرنا على ألا نخرج منها”، داعيا فصائل الجيش السوري الحر في الجنوب السوري إلى التحرك لدعم الغوطة الشرقية، وحذّر من أنّ القوة العسكرية لقوات النظام ستتجه إلى درعا وإدلب بعد الانتهاء من ملف الغوطة.
ميدانيا أيضا، وبعد هجوم مفاجئ لتنظيم داعش على حي القدم جنوبي دمشق أدى إلى مقتل عشرات من قوات النظام، شهدت المنطقة إخلاء عشرات الجثث لعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها بعد اتفاق مع التنظيم، ولم يعرف المقابل الذي قدمه التحالف الدولي الداعم لنظام الأسد لتنظيم داعش مقابل سحب هذه الجثث هل هو إطلاق أسرى من التنظيم لدى النظام أم إدخال مواد غذائية أم دفع مبالغ نقدية بحسب ما جرت العادة بين النظام والتنظيم.

مواطن سوري يستقل حافلة تخرجه صحبة المئات من الغوطة الشرقية إلى إدلب
26 مارس، 2018
1070 مشاهدات
أقسام
من سوريا